الزعبي: أيّ مصالحة لا ترتقي إلى قيمة أرواح الشهداء لا محلّ لها من الإعراب

رانيا مشوّح

كما للحرب شهداء في ميدان القتال، لها شهداء دفعوا حياتهم ثمناً لإيصال كلمة الحق، ولإعلاء قيمة الإعلام السوري المدافِع عن وطنه ضدّ وسائل سفك الدماء المغرضة، المدعومة من دول شاركت في تدمير سورية. ومن هذا المنطلق، وتحت عنوان «سورية حلم الياسمين»، كرّمت مؤسسة «عروق الياسمين» بالتعاون مع وزارة الإعلام، شهداء الإعلام السوري المقاوِم خلال حفل أقيم في دار الأوبرا في دمشق، بمشاركة حشدٍ من الإعلاميين والفنانين وفاعليات أهلية ورسمية.

وزير الإعلام عمران الزعبي ألقى كلمة أكّد فيها أن شهداء الإعلام جزء من شهداء سورية، وأنّ الإعلام السوري ثأر لشهدائه من خلال تكبيد الإعلام المعادي خسائر كبيرة عبر مقاطعة جمهور كبير للقنوات المضلّلة، وهذا كان نتيجة تضحيات شهداء الإعلام وجهود الإعلاميين.

وأضاف: عندما نكرّم الشهداء فنحن ضيوفهم، وفي حضرة أرواحهم وتضحياتهم وتضحيات ذويهم، لا كلام في السياسة ولا الأدب ولا الفكر ينصفهم أو يعطيهم حقهم. فلولا شهداء سورية عبر التاريخ لما كنّا اليوم هنا. سورية أرض مقدّسة بالمعنى الإلهي والسماوي والبشري ولن نسمح لأحد أن يمسّ بها.

كما دعا الزعبي إلى تعميق الوحدة الوطنية والتعاضد لردع المخرّبين قائلاً: علينا تعميق وحدتنا الوطنية للوقوف في وجه المخرّبين ومواجهة المتآمرين والإرهابيين. وأضاف: إن انتصارات الجيش العربي السوري في مختلف المناطق تجعلنا نؤمن بأن الحوار السوري ـ السوري هنا في سورية، لا في أيّ مكان آخر من العالم. وأنّ أيّ اتفاق سياسي، أو مصالحة إذا لم ترتقِ لقيمة أرواح الشهداء وتضحيات الجيش، فلا محلّ لها من الإعراب.

وألقت مديرة مؤسسة «عروق الياسمين» المهندسة سوسن علي كلمة جاء فيها: إن المؤسسة كانت ولا تزال تضع نصب عينيها تضحيات الشهداء والجرحى وأُسَرهم، لذلك كان واجباً حتمياً ووطنياً إكمال المسيرة وفاءً لتضحياتهم .

وأضافت: إن سورية ستنتصر بفضل تضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن، لا سيما الإعلاميين منهم، إذ حملوا على عاتقهم إيصال الحقيقة والحفاظ على كرامة الوطن كرديف للجيش العربي السوري رغم كل حملات النفاق الهمجيّ الموجّهة ضدّهم.

الإعلاميّ حسين مرتضى قال في تصريح صحافيّ عن حفل التكريم: إن الأمة التي تهتمّ بشهدائها وأُسَرهم ستنتصر، لأنه لولا دماء هؤلاء الشهداء لما تحقّق الأمن والأمان.

وأضاف: إن الحرب منذ البداية كانت إعلامية، والإعلاميون السوريون تعرّضوا للاستهداف، واستشهد عدد كبير منهم، لكن دماءهم ستبقى حاضرة.

وفي تصريحات صحافية، عبّر عدد من ذوي الشهداء المكرّمين عن فخرهم وسعادتهم بهذا التكريم، إذ نوّه أيهم أبو البرغل ـ ابن الشهيد شكري أبو البرغل ـ بجهود مؤسّسة «عروق الياسمين» كونها تستذكر الشهداء رغم مرور خمس سنوات على بداية الحرب الإرهابية التي تُشنّ على سورية. وقال: الإعلام السوري لعب دوراً كبيراً في مواجهة الإرهاب وقدّم تضحيات كبيرة. وكلّ الشكر لمؤسّسة «عروق الياسمين» التي، رغم مرور خمس سنوات على بداية الحرب الإرهابية ضدّ سورية، ما زالت تتابع أُسَر الشهداء وتذكرهم وتذكر شهداء الوطن وتقدّر تضحياتهم في سبيله .

فيما قالت هدى الحمصي والدة الشهيد ثائر العجلاني: إن لتكريم أُسَر شهداء الإعلام وقعاً خاصّاً اليوم، لأنه تزامن مع الانتصار الجديد الذي حقّقه الجيش العربي السوري في منطقتَي نبّل والزهراء في محافظة حلب.

وأضافت مخاطبة ابنها الشهيد ثائر: إن انتصارات الجيش موثّقة بأقلام الإعلاميين وكاميراتهم، وستفرح يا ثائر وأنت في جنّات الخُلد أيها الشهيد، لأن تكريم أسرتك تزامن مع هذا النصر الجديد.

وأوضح مازن الشيخ علي، شقيق الشهيد ماجد الشيخ علي، أنّ ما يقدّمه الإعلاميون هو واجب تجاه وطنهم في مواجهة الإرهاب، وفي الدفاع عن عزّة الوطن وكرامته، فهم المدد لبواسل الجيش العربي السوري.

حضر الحفل وزراء: التنمية الإدارية، الدولة لشؤون البيئة، الدولة لشؤون مجلس الشعب، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، وأمين فرع دمشق في حزب البعث العربي الاشتراكي، ومدير الإدارة السياسية ومدير مكتب شؤون الشهداء اللواء جابر سلمان، ورئيس المجلس الوطني للإعلام، ورئيس اتحاد الصحافيين، وعدد من مديري المؤسسات الإعلامية ورؤساء الاتحادات والمنظّمات الشعبية.

وتخلّل الحفل عرض فنّي راقص قدّمته فِرقة «جلنار»، وفيلم يوثّق انتصارات الجيش العربي السوري منذ حرب تشرين التحريرية حتى اليوم، وفيلم آخر بعنوان «الإعلام السوري المقاوِم صوت الوطن»، فيما قدّمت الفنانة ريم نصري عدداً من الأغاني الوطنية.

يذكر أنّ مؤسّسة «عروق الياسمين» هي منظّمة غير ربحية، تهتمّ بأُسَر الشهداء والجرحى والمتضرّرين من جرّاء الأزمة الراهنة، وتعمل على إيجاد فرص عمل لليد العاملة من خلال إقامة مشاريع متوسّطة وصغيرة لهم، إضافة إلى المساهمة في تنمية الأسرة السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى