لافروف: لوضع مكافحة الإرهاب في أولوياتنا… وإيران ستشارك في «ميونيخ» بشأن سورية

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف المجتمع الدولي إلى وضع مكافحة الإرهاب على رأس أولوياته وإيجاد حلول سلمية للأزمات في العالم وعدم السماح بتفكك الدول مشدداً على أن الشعوب هي من تقرر مصيرها بنفسها.

وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في سوتشي أمس «أن الجانبين الروسي والبحريني متفقان على ضرورة دعم المجتمع الدولي لتطبيق القرار الدولي 2254 الذي ينص على إقامة الحوار السوري السوري الشامل ويمكن السوريين من تحديد مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم».

ولفت لافروف إلى أن موسكو ستواصل جهودها في إطار»المجموعة الدولية لدعم سورية» والتي ستجتمع بميونيخ 11 الجاري بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة في سورية.

وقال لافروف إن «روسيا والبحرين راغبتان في أن تكون سورية دولة مستقرة وعلمانية وحريصتان على سلامة أراضيها وأن يكون هناك ضمانات لجميع أطياف المجتمع السوري» مبيناً أن هذه المبادئ لا بد من تبنيها بحل الأزمات في كل من ليبيا واليمن والعراق وأفغانستان.

وشدد لافروف على ضرورة إبداء الاهتمام الخاص وتضافر الجهود الدولية لحل قضية الشعب الفلسطيني على أساس العدالة.

وقال لافروف: «إن على شعوب المنطقة تحديد مصيرها بنفسها، أما الدعم من الخارج فيجب أن يكون مضبوطاً ومناسباً وملائماً ويأخذ بعين الاعتبار التقاليد والتاريخ الغنى لشعوب المنطقة»، لافتاً إلى أن روسيا تدافع عن هذه المبادئ بشكل منتظم وهي موجودة في مقاربتها للأمن في الخليج.

من جانبه، دعا وزير الخارجية البحريني جميع دول العالم وخاصة الدول الكبرى والمؤثرة إلى «التعاون مع روسيا لتثبيت الأمن والاستقرار في سورية» مشيداً بدور الرئيس فلاديمير بوتين والدولة الروسية في مساعدة سورية للخروج من أزمتها.

وأشار آل خليفة إلى أن مواقف البلدين كانت موحدة في المحاور الرئيسية وهي»مكافحة الإرهاب والحلول السلمية للأزمات وعدم السماح بتفكيك الدول وإسقاط الدول الوطنية»، قائلاً: «ننظر بعين التأييد للرؤية الروسية المحدثة للأمن والاستقرار في المنطقة».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكر خلال لقائه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في وقت سابق اليوم أن روسيا والبحرين تعملان على استحداث آليات جديدة للتعاون الثنائي رغم الصعوبات الاقتصادية.

وأكدت إيران مشاركتها في المحادثات التي ستعقد في مدينة ميونيخ الألمانية يوم الـ11 من شباط الحالي بشأن سورية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية جابر أنصاري أمس، إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيشارك في الاجتماع.

ومن المقرر أن تجرى المحادثات التي ستعقد في إطار ما يسمى بـ»إطار فيينا» بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والسعودية ودول أخرى قبيل مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن.

وكانت إيران أكدت لوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأسبوع الماضي أن الأزمة الدبلوماسية مع السعودية لن تؤثر سلباً في تعاون طهران مع المجتمع الدولي في حل النزاع السوري.

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري، أن الأزمة في سورية نتيجة لتدخل بعض دول المنطقة والعالم.

وبحسب وكالة «إرنا»، قال جابري أنصاري أمس، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي ردًا على سؤال حول استعداد السعودية لإرسال قوات برية إلى سورية وتأثير ذلك على الأزمة في هذا البلد، إن الأزمة في سورية هي نتيجة لتدخل بعض القوى الإقليمية والدولية ومحاولاتها لفرض سياساتها على الحكومة والشعب السوري وإن الأزمة تفاقمت اليوم وتحولت إلى قضية إقليمية ودولية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد أن هذه السياسات لن تجدي نفعاً في معالجة الأزمة في سورية بل ستؤدي إلى تفاقمها.

وشدد جابري أنصاري على أن إيران تعتقد بأن أي إجراء لحل الأزمة لا بد أن يأخذ حفظ السيادة الوطنية ووحدة الأراضي واستقلال الدول بنظر الاعتبار وأن أي خطوة بعيدة عن الاتفاق مع الحكومات التي تواجه الأزمة لن يودي إلا إلى تفاقم الازمة.

وفي السياق، أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن تفعيل القرار الأممي لوقف إطلاق النار في سورية أولوية مطلقة.

وشددت ميركل على ضرورة منع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، مضيفة «نحن الآن بحاجة لإعداد الإطار القانوني لاعتماد اللاجئين… نريد منع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا».

وطلبت المعارضة السورية إيضاحات من وزارة الخارجية الأميركية حول تسريبات نقلت عن الوزير جون كيري بأن المعارضة السورية المسلحة «ستقتلع» خلال 3 أشهر.

وطالب المعارض السوري رياض نعسان آغا، المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، بتوضيح من الخارجية الأميركية بشأن تصريحات غير رسمية نقلتها تقارير متطابقة عن وزير الخارجية جون كيري قيل إنه أدلى بها في حوارات جانبية على هامش مؤتمر المانحين في لندن في الخامس من الشهر الجاري.

ونشرت صحيفة «إيلاف» طلب نعسان آغا الذي اعتبر التصريحات المنقولة عن كيري «من أخطر التصريحات كونها تعكس لوماً على المعارضة السورية في إيقاف المفاوضات»، مستبعداً ما قاله كيري الذي يلوم روسيا في تصريحاته العلنية.

على صعيد آخر، تنتظر محافظة درعا إعلان مصالحة في بلدتي إبطع وداعل، تنص على إخلاء سبيل موقوفين وتسوية أوضاعهم، ورفع العلم السوري في البلدتين وعودتهما إلى سلطة الدولة.

وأفاد ناشطون معارضون من جهة أخرى أمس أن السلطات السورية أطلقت سراح 20 موقوفاً، بحضور وجهاء المنطقة.

وبحسب النشطاء فإن اتفاقاً جرى بين السلطات ووجهاء من بلدة إبطع الواقعة في الريف الشمالي لدرعا، على مصالحة يتم بموجبها الإفراج عن المعتقلين من أهالي البلدة، ووقف استهدافها بالقصف البري والجوي، وإدخال المواد الغذائية والطبية ومستلزمات الحياة اليومية إليها، مقابل رفع العلم السوري المعترف به دولياً على الدوائر الرسمية الحكومية في البلدة، على أن يتسلم المقاتلون والمسلحون في البلدة، مسؤولية أمنها وحمايتها، مقابل عدم توجيه سلاحهم ثانية ضد الدولة.

وأفادت معلومات أن اتفاقاً مشابهاً سيتم بين وجهاء من بلدة داعل الواقعة إلى الجنوب من بلدة إبطع، وبين السلطات بالشروط ذاتها.

ميدانياً، طويت صفحة مأساة استمرت ثلاث سنوات من الحصار بعد النصر الكبير الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه في ريف حلب الشمالي. بلدتا نبل والزهراء خارج الحصار هذه المرة، قوات الجيش السوري وحلفاؤه وصلوا إلى البلدتين بعد عمليات عسكرية كبيرة ناجحة وخاطفة لم تستغرق طويلاً.

كما حقَّق الجيش السوري مكاسب كبيرة من خلال بسط سيطرته على القرى المتاخمة لبلدتي نبل والزهراء، حيث قطع بشكل نهائي الطريق الذي يعتبر الشريان الرئيس لوصول إمدادات المسلحين باتجاه حلب، وبالتالي يعتبر الريف الشمالي مفصولاً بشكل كامل عن الريف الغربي لمدينة حلب نحو تل رفعت.

عزز الجيش السوري وحلفاؤه نقاط تثبيته في بلدة ماير ومحيطها يفصل تل رفعت عن بلدة ماير قريتي كفرنايا الواقعة شمال قرية معرسة خان، قرية كفين شمال قرية ماير والتي تبعد مسافة 9كم عن الحدود التركية .

وأمس أمّن الجيش السوري وحلفاؤه بلدة كفين في ريف حلب الشمالي بعدما فككّ الألغام التي زرعها المسلحون داخل البلدة.

الجيش السوري وحلفاؤه كانوا قد استعادوا السيطرة على كفين ما يفتح الطريق أمامهم إلى مدينة أعزاز عند الحدود مع تركيا ويسمح لهم بالاشراف على الحدود السورية التركية.

وبهذه السيطرة أيضاً يصبح الجيش على بعد خمسة كيلومترات من مدينة تل رفعت أحد معاقل المسلحين المهمة.

وكانت مصادر مطلعة من ريف حلب الشمالي قد أكدت أن الجيش السوري وحلفاءه وصلوا الى مسافة 25 كم من الحدود السورية التركية بعد سيطرتهم على بلدة كفين الاستراتيجية.

وأوضحت المصادر أنه بسيطرة الجيش السوري وحلفائه على تلة كفين الاستراتيجية يصبح الطريق العسكري الذي فتحه الجيش باتجاه نبل والزهراء آمنا تماما من هجمات المسلحين، ويحول دون أي هجوم بالصواريخ على القرى المحررة.

وأضافت أن الجيش وحلفاءه تقدموا بنحو كيلومتر واحد في محيط قرية كفين ما يجعلهم على مسافة 5 كم من بلدة تل رفعت الاستراتيجية، مقلصين بذلك المسافة التي تفصلهم عن الحدود التركية إلى 25 كم وهي المسافة الأقرب للجيش من الأراضي التركية بعد فقدانه مطار منغ العسكري في مطلع آب 2013.

وفي سياق متصل، أشار مصدر إلى استمرار الاشتباكات بين الجيش وحلفائه من جهة، وجماعة «داعش» من جهة أخرى في ريف حلب الشرقي، بدعم طائرات حربية سورية وروسية، وسط معلومات عن تقدم الجيش وسيطرته على منطقة تل مكسور.

إلى ذلك، اعترفت تنسيقيات الإرهابيين بمقتل ثلاثمئة عنصر من جبهة «النصرة» في معارك بلدة رتيان التي استعادها الجيش وحلفاؤه قبل يومين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى