الانتخابات الأميركية… طغيان اللاعقلانية!

نظام مارديني

كشفت نتائج دراسة أجريت منذ سنوات في جامعة برينستون وجامعة بريطانية أخرى عن أن الناخبين الأميركيين ليسوا عقلانيين في اتخاذ قرارات الانتخابات والتصويت، إذ إنهم يتأثرون بمظاهر سطحية لا علاقة لها بما يتفوّه به الساسة، بل ما يطغى في اللاوعي لديهم هو مظهر هؤلاء الساسة، حيث يُصدر الناخبون أحكامهم بناء على هيئات السياسيين ووجوههم وليس استناداً إلى كفاءاتهم.

ويشير كريستوفر أوليفولا من جامعة يونيفرستي كوليج لندن وألكسندر تودوروف من جامعة برينستون الأميركية إلى أن حكم الناخبين على كفاءة الساسة يتشكل وفقاً لسلامة الهيئة وملامح وتعابير الوجه، ويمكن التنبؤ بدقة معقولة بقرارات الناخبين ونتائج الانتخابات بناء على ذلك. ما يشير إلى أن الانتخابات خدعة كبيرة، وفقاً لدراسة جديدة!

لطالما اكتنفت السياسة الأميركية أجواء المغالاة في الانتخابات الرئاسية، التي تبدأ دائماً بحملات وضجيج وتدور رحى الهجمات الإعلامية وحمى المقابلات وهوس المؤيدين وتُجمع التبرعات للحزبين وتُعلن الأهداف وتُزار الولايات وتُجرى المناظرات أمام المؤيدين الأميركيين ويوجه الإعلام إلى شعوب العالم: هكذا تبدو الانتخابات.

ففي كل انتخابات رئاسية يبدأ الخداع الأميركي، والزيف الديمقراطي، والتضليل المقصود، وبهذا يوجه الشعب الأميركي إلى أعداء وهميين ليبشر كل حزب، ديمقراطي أو جمهوري، بما سيدمّر ويقتل ويستضعف من شعوب جراء القضاء على أعداء الولايات، كما يُسمُّون، مع أن العدو صناعة أميركية أي خبير مبتدئ يعرف ذلك.

فالخدعة التي تُنسَج وتُحاك وتُصنع في الانتخابات المقبلة وينفذها المرتزقة كجنود، والثروات الخليجية كداعم أساسي، ووقودها إنسان بلادنا السورية، تعني أننا أصبحنا الكتف التي تشبع وتتخم هذا المرشح أو ذاك.

ومن لا يعِ أو يفهم من الدول فسيسلّط عليه سيف الديمقراطية الزائفة ومسمى الإرهاب، فهل لازالت خدعة الانتخابات الكبرى تنطلي علينا ولا نزال نصدق أن هناك انتخابات حرة ونزيهة في أميركا؟

فمن خلف كواليس هذا الضجيج الإعلامي، تنفّست هيلاري كلينتون الصعداء، في انتخابات «أيوا» التمهيدية وإن بفارق «شعرة»، وبدأت ببناء حملتها الرئاسية، سياسة خارجية، وبنية استشارية للأمن القومي، لمساعدتها على الفوز بمنصب الرئاسة، وفي مواجهة منافسين للوصول إلى البيت الأبيض كـ «بيرني ساندرز» الجمهوري الذي هزمته في «أيوا» بفارق «شعرة».

أولاً: لماذا لم نرَ مرشحاً أميركياً يفوز من خارج الحزب الجمهوري والديمقراطي، وهل هذا يعني وجود تعددية تعتبر رأس الحربة في النظام الديمقراطي؟

ثانياً: لماذا في الغالب يفوز الحزب الواحد دورتين متتاليتين ثم يُفسح المجال للحزب الآخر؟

ثالثاً: لماذا لم نر فوز مرشح من المواطنين الأصليين الهنود الحمر ، ولو من باب الحفاظ على حق المواطنة والتخفيف من مظلوميات الهنود، إن كانوا مواطنين حقاً!

انتخابات «أيوا» التمهيدية أظهرت أن من ينفقون مبالغ أكبر من اللازم على حملاتهم الانتخابية، لا يحصلون على النتائج التي يتوخونها… والمليادير ترامب نموذجاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى