قعبور مكرّماً في أمسيات بيروت الثقافية

لمى نوّام

بحضور لفيف من أهل الثقافة ومتذوّقي الشعر، أحيت «أمسيات بيروت الثقافية» في لبنان أمسية مميّزة للفنان أحمد قعبور، تكريماً لدوره في إغناء المشهد الثقافي والفني في لبنان والعالم العربي، في ذلك في مقهى «زوايا» ـ الحمرا.

شارك في الأمسية عبر مداخلات كل من: الكاتب عبيدو باشا، الشاعر طارق آل ناصر الدين، والدكتور عماد بدران. وحاورت الفنان قعبور الشاعرة لوركا سبيتي عن فنه وألحانه والوطن. وتخلّلت الأمسية أغنيات وأناشيد له مثل: أناديكم، بيروت، سمُّوني لاجئ، يا رايح صوب بلادي.

«البناء» حضرت الأمسية، وتحدّثت إلى قعبور الذي قال: ابتعدت لفترة عن تقديم أعمال فنية جديدة، لكنني مستمرّ في مسرح الأطفال بشكل خاص. ولتعويض الغياب، أنا بصدد التحضير لألبومين غنائيين. وأنا أعطي العمل حقه لذا أمنحه الوقت الكافي. ولا مشكلة لديّ مع المواسم، فأنا أحب الظهور في الوقت المناسب والعمل المناسب.

وأضاف: استضافتي في أمسيات بيروت الثقافية هي للحديث عن سيرة حياتي ونبذة عن مسيرتي الفنية. وسوف أردّد بعد المقاطع من الأغاني القديمة والجديدة، وسوف أخضع لاستجوابات الحضور والصحافة. هي سهرة إنسانية، دافئة، أكثر من لقاء رسمي.

وردّاً على سؤال حول اهتمام الإعلام بمسيرته أجاب قعبو: غالبية الإعلام الموجود في العالم العربي إعلام ذو طابع استهلاكي. وأنا في زمن الاستهلاك لا مكان لي. مؤكّداً أن أغنياته تجد مكانها بين الناس المعنيّين بالشأنين الإنساني والوطني، والشأن الجمالي. أمّا الإعلام الاستهلاكي فهو ليس مضطراً لأن يظهر به، وهو لا يعنيه بالأصل.

وعن مواضيع جديده الفنّي قال قعبور: مواضيع أعمالي الجديدة تتمحور حول الحبّ والإنسانية والاستبداد والغضب. وعمّا يحصل حولنا في العالم من أحداث وكيف للفنان أن يعبّرعنه بطريقة فنية.

وعن رأيه بالثقافة في لبنان أكّد قعبور أنّ الثقافة في لبنان تقاوِم ليكون لها مكانها، وليكون للقصيدة والرواية مكانهما، وليكون للفيلم السينمائي المشهور مكانه، وللأصوات المختلفة مكانها ودورها. «باعتقادي إنّ مدينة بلا ثقافة هي مدينة عمياء، وهذا المكان ـ زوايا ـ والقائمين عليه، إضافة إلى أمكِنة أخرى ربما صغيرة، هي ملجأ وحاضِن أساسي للثقافة».

بدوره، قال منظّم أمسيات بيروت الثقافية الدكتورعماد بدران إنّ أمسيات بيروت الثقافية بدأت في نهايات 2010، وإطلاقها كان لعدم وجود منبر للشعراء، خصوصاً الشعراء الجدد، بل كانت هناك مجموعة شعراء هم موجودون في بيروت وتُقامالأمسيات فقط لهم، فارتأينا أن نفتح منبراً جديداً للشعراء الصاعدين، وتطوّرت الفكرة وأصبحنا نقيم كل فترة أمسية لهم، وكلّ شهر نقيم أمسية لشعراء مخضرمين.

وأضاف بدران: مرّ على أمسيات بيروت الثقافية أبرز الأسماء البارزة في مجال الشعر والإعلام أمثال: طلال حيدر، طلال سلمان، عباس بيضون، شوقي بزيع، اسكندر حبش وغيرهم. وهذه النشاطات تقام بشكل شهري كمنبر للشعر حتى يبقى الوجه الثقافي لبيروت مستمراً.

كما قال الصحافي والناقد عبيدو باشا إنّ بيروت مدينة السحر والفنّ والجمال، وليس غريباً عليها أن تستضيف شعراء في أمسيات ثقافية. بيروت هي واجهة الثقافة، وهي مدينة تجمع كلّ المثقّفين في العالم، يحلمون بأن يقدّموا نشاطاً ثقافياً فيها، لأن الفنان والمثقف العربي إذا لم يمرّ ببيروت، لا يُحسب على قائمة فهرسة المثقفين العرب.

وعن رأيه بالوضع الحالي للثقافة في لبنان أكد باشا أنّ هناك مسألة أساسية ماتت في بيروت، وهي الحياة الاجتماعية. «نرى أنشطة ثقافية كثيرة في المرحلة الأخيرة، لكنها أنشطة على السطح، لتعبئة الوقت، ولكي نقول إن بيروت لا تزال حيّة ونابضة».

وعن سؤالنا عمّا ينقص الثقافة في لبنان أجاب باشا أنّه خلال ظرف تاريخي في لبنان، كانت الثقافة في مرحلة غليان، خصوصاً في مرحلة السبعينات من القرن الماضي، وخلال الحرب الأهلية في لبنان. تلك المرحلة كانت الأكثر خصباً في تاريخ لبنان على صعيد إنتاج أشكال ثقافية مغايِرة، لأن الظرف التاريخي كان مساعد عالمياً. أما الآن، فهناك أحادية في العالم وبالتالي لا أفكار موجودة، لأنّها تحتاج إلى طرفين على حدّي نقيض كي تُخلَق أفكار من خلال الحوار الحضاري حتى نصِل إلى مراحل متقدّمة في الثقافة والفنّ والأدب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى