دول أوروبا تتلقّى جرعة جديدة من التحريض الأميركي ضدّ روسيا

إن تأكّدت خسارتكَ أمام أحد، فإنّ اللجوء إلى التحريض ضدّه قد يكون طريقةً ناجعةً للتخفيف من وطأة هذه الخسارة والتعويض عنها.

هذا ما تلجأ إليه الولايات المتحدة الأميركية منذ مدة، تماماً منذ خسارتها تلك المكانة التي تخوّلها الاستفراد بالقرار العالمي. فأخذت تحرّض كل فترة ضدّ روسيا. ومجدّداً، وبعد الانتصارات التي يحقّقها الجيش السوري بدعم من القوات الروسية والمقاومة ضدّ الجماعات الإرهابية، ها هي واشنطن تعود إلى لعبتها المعروفة… تحريض أوروبا.

وفي هذا الخصوص، نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية مقالاً جاء فيه أنّ وزراء الدفاع في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، اتفقوا خلال اجتماعهم في بروكسل على الإسراع في تنفيذ برنامج «الدفاع والردع في القرن 21»، الذي هدفه الرئيس «ردع روسيا»، على أن تظهر نتائجه الأولية في قمة وارسو التي ستُعقد في تموز المقبل. وهذا يعني إنشاء مقار قيادة وترسانات جديدة في أوروبا الشرقية، كما ستصبح مرابطة وحدات عسكرية أميركية في أوروبا أمراً محسوساً.

وتقول الصحيفة: طبعاً، يفسر الناتو بصورة غير رسمية الاستراتيجية الجديدة بأنها تهدف إلى الضغط على روسيا لكي تغيّر سياستها، ويستبعد مواجهة واسعة النطاق. المواضيع الأساسية التي ناقشها اجتماع وزراء الدفاع في دول الناتو كانت التهديدات الآتية من الشرق والجنوب. النقطة الأولى حيوية جداً لدول أوروبا الشرقية الأعضاء في الحلف، التي تتخوف من «الغزو الروسي». النقطة الثانية هي تدفق المهاجرين إلى بلدان جنوب وغرب أوروبا. وقد اتفق الجميع على أنّ مبلغ 892 مليار دولار، الذي هو مجموع الميزانيات العسكرية للدول الأعضاء في الحلف، غير كاف «لشراء» الأمن.

إلى ذلك، تطرّقت صحيفة «ترود» الروسية إلى توجيه أردوغان أسئلة مباشرة إلى الادارة الأميركية: كيف يمكن أن نثق بكم؟ من هم شركاؤكم؟ وجاء في المقال: ردّت الخارجية الأميركية على هذه التساؤلات بالقول: تركيا، حليف للولايات المتحدة وستبقى. ولكننا لن نمتنع عن دعم الأكراد.

«كوميرسانت»: اجتماع وزراء دفاع «شمال الأطلسي» هدفه ردع روسيا

تطرّقت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي المنعقد في بروكسل، مشيرة إلى اتفاقهم على الإسراع في تنفيذ برنامج «الدفاع والردع في القرن 21».

وجاء في المقال: اتفق وزراء الدفاع في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال اجتماعهم في بروكسل على الإسراع في تنفيذ برنامج «الدفاع والردع في القرن 21»، الذي هدفه الرئيس «ردع روسيا»، على أن تظهر نتائجه الأولية في قمة وارسو التي ستُعقد في تموز المقبل. وهذا يعني إنشاء مقرات قيادة وترسانات جديدة في أوروبا الشرقية، كما ستصبح مرابطة وحدات عسكرية أميركية في أوروبا أمراً محسوساً.

طبعاً، يفسر الناتو بصورة غير رسمية الاستراتيجية الجديدة بأنها تهدف إلى الضغط على روسيا لكي تغيّر سياستها، ويستبعد مواجهة واسعة النطاق.

المواضيع الأساسية التي ناقشها اجتماع وزراء الدفاع في دول الناتو كانت التهديدات الآتية من الشرق والجنوب. النقطة الأولى حيوية جداً لدول أوروبا الشرقية الأعضاء في الحلف، التي تتخوف من «الغزو الروسي». النقطة الثانية هي تدفق المهاجرين إلى بلدان جنوب وغرب أوروبا. وقد اتفق الجميع على أنّ مبلغ 892 مليار دولار، الذي هو مجموع الميزانيات العسكرية للدول الأعضاء في الحلف، غير كاف «لشراء» الأمن.

ولمواجهة «التهديدات الروسية» قرر الناتو طبعا تعزيز الجناح الشرقي وسوف تتزعم الولايات المتحدة تنفيذ هذه الخطة وتتحمل حوالى 70 في المئة من نفقاتها. بحسب معطيات الصحيفة، ستخصّص الولايات المتحدة مليار دولار إضافي بمثابة نفقات مرابطة 5 آلاف جندي إضافيين و1.9 ملياراً لنشر أسلحة أميركية في أوروبا، من ضمنها الدبابات وناقلات المشاة وغيرها. كما ستخصّص 163 مليون دولار لتغطية نفقات التدريب. كل هذا يشير إلى أن الحلف يعود إلى الأساس الذي أُنشئ من أجله.

أما السكرتير العام للناتو ينس شتولتينبرغ فيقول: تبقى الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي خصّصت المبالغ اللازمة لتعزيز أمن الحلف. أما باقي الدول الأعضاء فهي ليست في عجلة من أمرها. وأضاف: لقد توصلنا إلى اتفاق مبدئي في شأن ضرورتها، ولكننا لم نناقش بصورة مفصلة.

من الإنجازات الرئيسة في عام 2015 كان بحسب قوله تخلّي بلدان الحلف عن سياسة تخفيض الميزانيات الحربية، ومن السابق لأوانه التحدّث عن أن جميع هذه البلدان تراعي الاتفاق السابق في شأن تخصيص 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للأغراض العسكرية، ولكنهم جميعاً يسيرون في هذا الاتجاه. وأضاف: لقد تمكنّا من إقناع البلدان التي كانت تشكّك في ضرورة هذه المخصّصات الحربية بأن السبب الرئيس لزيادة الميزانيات الحربية في أوروبا هو طبعاً سياسة روسيا، ومن بعدها خطر الارهاب.

ويقول ممثل الولايات المتحدة لدى الحلف دوغلاس ليوت إن الأسلحة الجديدة ستنشر في غرب أوروبا لأسباب لوجستية، بحيث تسمح شبكات النقل ومستودعات الأسلحة نقل الوحدات العسكرية بسرعة إلى أي نقطة وليس إلى شرق أوروبا فقط، وإن الوضع حالياً يختلف عمّا كان عليه أيام الحرب الباردة عندما كانت لنا قوات كبيرة في أوروبا. حالياً سنبقي هناك الأسلحة فقط أما القوات فستبقى وراء المحيط وعند الضرورة سيتم نقلها إلى أوروبا مع كامل تجهيزاتها.

وقد جاء ردّ موسكو على الأنباء الواردة من بروكسل سريعاً وحاسماً، إذ أعلن مدير قسم مراقبة الأسلحة ومنع انتشارها في الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف: يبدو أنّ نشر قوات الردع بهذا الشكل يشير إلى أن الناتو ينتهك المادة الأساسية في معاهدة التعاون مع روسيا الموقعة عام 1997، والتي تنصّ على الالتزام بعدم نشر القوات العسكرية في أراضي الدول التي هي أعضاء جدد في الحلف.

دوغلاس ليوت لا يتفق مع هذا ويقول: أولاً، بحسب هذه المادة يُسمح بتحسين البنية التحتية قرب الحدود، ولكن لا يُسمح بزيادة عدد القوات. والقوات ستبقى في الولايات المتحدة. ثانياً، القسم الأكبر من الأسلحة سيكون في غرب أوروبا. وثالثاً، الناتو لم يغزُ أيّ دولة في السنوات الأخيرة. أي نحن نمارس ما نمارسه منذ 60 سنة، ألا وهو حماية أعضاء حلفنا.

«ترود»: بين الأكراد والأتراك… الخارجية الأميركية لم تحدّد لمن الأولوية في الشراكة

تطرّقت صحيفة «ترود» الروسية إلى توجيه أردوغان أسئلة مباشرة إلى الادارة الأميركية: كيف يمكن أن نثق بكم؟ من هم شركاؤكم؟

وجاء في المقال: ردّت الخارجية الأميركية على هذه التساؤلات بالقول: تركيا، حليف للولايات المتحدة وستبقى. ولكننا لن نمتنع عن دعم الأكراد.

لم يتمكن المتحدث الرسمي بِاسم الخارجية الأميركية جون كيربي خلال مؤتمره الصحافي الدوري من إعطاء جواب واضح للسؤال الذي طرحته مراسلة قناة «روسيا اليوم RT» في شأن تصريح الرئيس التركي رجب أردوغان أن على الولايات المتحدة الاختيار بين علاقاتها مع أنقرة ودعمها حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري، عندما قال موجّهاً كلامه للإدارة الأميركية: كيف يمكن أن نثق بكم؟ من هم شركاؤكم؟

فقد ردّ كيربي على هذا التساؤل بقوله إن الولايات المتحدة تتفهم قلق تركيا من دعمنا الأكراد، ونحن نشكر الرئيس التركي لأنه طرح سؤاله بصورة واضحة وصادقة. ومع ذلك لا تنوي الولايات المتحدة التخلّي عن دعم الأكراد. فواشنطن، بحسب قوله، تتعاون مع الجانبين.

وأضاف كيربي: ليس هناك ما يدعو إلى التساؤل. نحن وتركيا شركاء. نحن وتركيا حلفاء وسنبقى، وليس هناك ما يدعو إلى الشك في ذلك. أما الأكراد فهم، بحسب قوله، طرف مهمّ على صعيد مكافحة «داعش» والمجموعات الإرهابية.

وحول سؤال: كيف ستسيطر الولايات المتحدة على الوضع عندما يصِم حلفاؤها أحدهم الآخر بالإرهابي؟ قال كيربي: ليس هذا بالأمر المعقد. فحزب «الاتحاد الديمقراطي» لا تعتبره الولايات المتحدة حزباً إرهابياً، بل على العكس، هي تعتبر الأكراد مقاتلين أكفّاء ضدّ «داعش» داخل سورية.

وأضاف: من دون شك، تركيا هي حليفنا الأساس في المنطقة، إضافة إلى أنها عضو في الناتو. ومع ذلك، هذا لا يعني أن على الأصدقاء الاتفاق على كل شيء.

وعندما سأله الصحافيون أيهما أكثر فعالية في محاربة «داعش» تركيا أم الأكراد؟ قال: كلّ منهما مفيد على طريقته.

يذكر أنّ النزاع بين تركيا وحزب «العمال الكردستاني» بدأ منذ عام 1984. ويعتبر الأكراد حالياً أكبر شعب في العالم من دون دولة، فهم منذ أكثر من ثلاثين سنة يناضلون من أجل منحهم الحكم الذاتي ضمن الدولة التركية.

وكان غالبية زعماء الدول الغربية عملياً إلى وقت قريب يعتبرون حزب «العمال الكردستاني» منظّمة إرهابية. ولكن منذ بداية الحملة العسكرية ضدّ «داعش» في الشرق الأوسط، بدأوا يعتبرون الأكراد في سورية والعراق جزءاً من التحالف ضدّ هذه المنظمة الإرهابية.

هذا الموقف المزدوج للغرب من الأكراد تسبب في استياء أردوغان. ففي خريف السنة المنصرمة طلبت واشنطن من تركيا تجنّب قصف مواقع الأكراد والتركيز على قصف مواقع «داعش». ولكن القيادة التركية عملت ما في وسعها لإظهار أنها لا تنوي تلبية هذا الطلب. وقد أكدت ذلك عندما هاجمت طائراتها مواقع المقاتلين الأكراد في أيلول بعدما عبروا نهر الفرات رغم تحذيرها لهم بأنها ستهاجمهم إذا فعلوا ذلك.

كما هدّدت تركيا في تشرين الأول الماضي بقصف مواقع وحدات المقاتلين الأكراد في سورية، إذ أعلن أردوغان: تركيا ليست بحاجة إلى طلب السماح من أيّ جهة كانت، فنحن نفعل ما نراه ضرورياً.

وقال أردوغان معلّقاً على دعم الولايات المتحدة وأوروبا للأكراد، إنهم لا يعتبرون حزب «الاتحاد الديمقراطي» منظمة إرهابية. ما هذا الهراء؟ الغرب مستمر على مبدأ «إرهابي جيد وإرهابي سيّئ».

بحسب معطيات الحكومة التركية، يقاتل في سورية إلى جانب وحدات الحماية الكردية 1400 مقاتل من أعضاء حزب «العمال الكردستاني». وإن الوحدات الكردية وقّعت في 12 تشرين الأول الماضي على اتفاق مع «المعارضة السورية» يقضي بمحاربة «داعش»، تحت اسم «القوى الديمقراطية السورية».

ويذكر أنّ وحدات حماية الشعب الكردي تمكّنت بمساندة طيران الائتلاف الدولي من تحرير مدينة تل ابيض القريبة من الحدود التركية وأعلنتها لاحقاً كياناً ذا حكم ذاتي.

«فايننشال تايمز»: مستقبل سورية الضبابيّ

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً لديمتري ترنين قال فيه إن النجاح الذي يحققه الجيش السوري في حلب أمر طالما انتظرته روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سورية أيلول الماضي. وأضاف أنّ الضربات الجوّية الروسية كانت تهدف إلى تخفيف قوّة الجماعات «المعارِضة» للرئيس السوري بشار الأسد، أي تنظيم «داعش» وغيره، والعمل على تهيئة الوضع لتبدأ دمشق هجوماً مضادّاً.

وأردف أنه لا يمكننا أن نتوقّع انتصاراً سريعاً لدمشق، لأن جماعات «المعارضة» في حلب قد تدعو جماعات أخرى السعوديين والأتراك على الأخص للمجيء إلى سورية.

وأوضح الكاتب أنه في حال حدوث ذلك، فإن الحرب ستتخذ اتجاها آخر مرة أخرى، مضيفاً أنّ سورية ستصبح ساحة الحرب الأولى في المنافسة العالمية من أجل السلطة والنفوذ والتي توقفت منذ 25 سنة.

ورأى الكاتب أن تداعيات هذه الحرب يصعب التنبّؤ بها. ويطرح تساؤلات عدة منها: هل ستجتاح تركيا بقوّاتها البرّية الأراضي السورية لتحتل المناطق الكردية فيها؟ وهل من الممكن أن تقصف تركيا الأراضي السورية؟ وهل أن الهجمات السعودية ستستهدف تنظيم «داعش» أو الإيرانيين وعناصر حزب الله في سورية؟

وختم الكاتب قائلاً إنّ منطقة الشرق الأوسط، دخلت مرحلة قد تستمر عقدين من الزمن، فمن المتوقع أن تشهد القليل من السلام والكثير من القتال.

«هت نيوز»: كتيبة عسكرية نسوية من أيزيديات كنّ مسبيّات لدى «داعش»

انضمّت مئات من الفتيات الأيزيديات، اللواتي حُرّرن من سطوة عناصر تنظيم «داعش» في العراق، إلى كتيبة عسكرية هدفها الأساس الانتقام من «الدواعش»، بعد سبيهن واغتصابهن، على مدى شهور عدّة.

وأعدّت صحيفة «هت نيوز» البلجيكية، تحقيقاً موسّعاً عن الكتيبة الجديدة، نشرته الأربعاء الماضي، وجاء فيه: أُطلِق اسم «قوّة الشمس» على كتيبة الأيزيديات، وكلّهن تعرّضن للتعذيب والاغتصاب، أو تمّ بيعهن في سوق الجواري، بعدما قتل الدواعش رجالهن وأطفالهن.

وبحسب الصحيفة البلجيكية، فإن الفتيات والنساء الأيزيديات تدرّبن على يد قوات البشمركة الكردية، ومن المخطّط أن يلتحقن بالقوات التي تخوض المعارك ضدّ «الدواعش» في مدينة الموصل بالتحديد، وهي المدينة التي أنشأ «الدواعش» فيها أكبر سوق لبيع الجواري في العراق.

وتحدّثت قائدة الكتيبة خاتون خضر لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن أهداف الكتيبة وقالت، في زمن الحروب تكون النساء الضحايا على الدوام، ونحن الآن قرّرنا أن ندافع عن أنفسنا ضدّ الشر، بل ندافع عن جميع الأقليات في العراق، وفي سبيل هذا سنفعل كلّ ما هو مطلوب منّا.

وكان عناصر التنظيم الإرهابي قد خطفوا عنوةً أكثر من 5 آلاف امرأة وفتاة أيزيدية، تمكّن نحو ألفين منهن من الهرب إلى إقليم كردستان العراق، وما زالت الباقيات محتجزات لدى عناصر التنظيم في الموصل، بحسب إحصاءات صدرت عن الأمم المتحدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى