الأسد: التفاوض وضرب الإرهابيين مساران منفصلان… ولا نستعبد تدخلاً سعودياً وتركياً

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن التفاوض مع المعارضة «لا يعني التوقف عن مكافحة الإرهاب»، معتبراً أنهما مساران منفصلان.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية قال الأسد: «إننا نؤمن إيماناً كاملاً بالتفاوض وبالعمل السياسي منذ بداية الأزمة، ولكن أن نفاوض لا يعني أن نتوقف عن مكافحة الإرهاب»، مشيراً الى أنه «لا بد من مسارين في سورية… أولاً التفاوض وثانياً ضرب الإرهابيين، والمسار الأول منفصل عن المسار الثاني».

ودعا الرئيس الأسد أوروبا الى تهيئة الظروف التي تسمح بعودة السوريين الى بلادهم، مطالباً فرنسا بـ»تغيير سياساتها» حيال سورية.

وأوضح الرئيس الأسد أن المعركة الأساسية في حلب هدفها «قطع الطريق» مع تركيا، مشدداً على أن «استعادة الأراضي السورية هي هدفنا ولكن ذلك قد يتطلب وقتاً طويلاً».

وإذ لم يستبعد «احتمال» تدخل بري سعودي وتركي في سورية، أكد الرئيس السوري رفضه اتهامات الأمم المتحدة بارتكاب جرائم حرب في سورية.

إلى ذلك، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن الاتهامات التي ساقها السفيران البريطاني والفرنسي بأن الحكومة السورية هي من عطلت مفاوضات جنيف وتعرض مدينة حلب الأثرية للخطر خاطئة، ومضللة وكاذبة، مشيراً الى أنهما سفيرا دولتين ترعيان الإرهاب.

وأفاد موقع «شام برس» أول من أمس أن الجعفري قال في مؤتمر صحافي بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن: «إن وفد الجمهورية العربية السورية إلى الحوار السوري السوري في جنيف كان حاضراً منذ اللحظة الأولى وعندما وصلنا إلى المطار انتقلنا مباشرة إلى قصر المؤتمرات في جنيف والتقينا دي ميستورا مباشرة».

وأضاف: «في حين أن الأطراف الأخرى التي تسمى بالمعارضات لم تذهب إلى قصر المؤتمرات في جنيف ولم يتم تشكيل الوفود أساساً ولم نكن نعرف لا نحن ولا دي ميستورا نفسه كم وفداً سيكون في الطرف الآخر».

وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجانبين الأميركي والروسي توصلا إلى اتفاق حول بدء التعاون العسكري بينهما في سياق الحرب على الإرهاب في سورية.

وأعرب لافروف في تصريح للصحافيين أمس عن أمله بأن يساعد هذا الاتفاق في تحقيق مهمة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة الإرهاب وقال «سنواصل نضالنا بجانب الحكومة السورية ونأمل بأن يسمح الاتفاق ذو الأهمية المبدئية الذي سيبدأ الأميركيون بموجبه التعاون معنا في المجال العسكري بإحراز تقدم نحو تحقيق الهدف الذي حدده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما دعا إلى تشكيل جبهة موحدة حقا لمحاربة الإرهاب».

وحول إعلان النظام السعودي استعداده لإرسال قوات برية إلى سورية بحجة محاربة تنظيم «داعش» أوضح لافروف: «أن مناقشات الاجتماع الأخير للمجموعة الدولية لدعم سورية لم تتناول هذا الموضوع ولذلك لا يمكنني أن أقول لكم من يخطط لذلك وأي قوات سيتم إرسالها وإلى أين».

من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن أمله بالتوصل الى حل في اجتماع ميونيخ الدولي يؤدي الى إنهاء الكارثة الإنسانية في سورية.

وأفادت وكالة «فارس» اليوم الجمعة أن ظريف قال في تصريح لمراسل التلفزيون الإيراني: «نأمل بالتوصل في ميونيخ الى حل منطقي للكارثة الإنسانية في سورية».

وأضاف: «وأن يكون مقبولاً لدى من عاشوا الأوهام التي تسببت بهذه المعاناة الكبيرة للشعب السوري وأفضت الى مجازر خلال هذه السنوات».

وكان ظريف وصل الى مدينة ميونيخ الألمانية للمشاركة في الاجتماع الدولي لدعم سورية ومؤتمر ميونيخ للأمن. والتقى عقب وصوله المبعوث الأممي في شؤون سورية ستيفان دي ميستورا والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي اياد بن أمين مدني ونظيريه العماني والصيني والروسي.

من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أمس، أن وقف إطلاق النار في سورية يمكن أن يدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع.

وفي تصريح صحافي أدلى به في ميونيخ، أوضح الدبلوماسي الروسي أن فريق العمل الخاص بإعداد وقف إطلاق النار في البلاد كلف بإعداد آلية بهذا الشأن خلال أسبوع، وذلك ضمن اتفاقات توصلت إليها المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ، أمس. وأضاف أن الحديث يدور عن موعد تقريبي، لكن الأمر يرتبط بنتائج اجتماع فريق العمل المتوقع عقده في جنيف الأسبوع المقبل.

وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير صرح في كلمة ألقاها أمس، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، بأنه لا يمكن هزيمة تنظيم «داعش» من دون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد بحسب تعبيره.

أما الملك عبد الله الثاني فقد أشار إلى أن أزمة اللاجئين السوريين أكبر مأساة إنسانية في العصر، مبيناً أن الأردن هو الأكثر تأثراً بهذه الأزمة.

التتمة ص14

وقال العاهل الأردني: «استمعنا جميعاً لتحذيرات أطلقها خبراء استراتيجيون من مخاطر التعلق بالماضي، وما يعنيه ذلك من الاستمرار في خوض حروب بائدة، بدل الالتفات إلى مخاطر الحاضر»، مضيفاً: «علينا أن ندرك أننا بدأنا فعلاً خوض الحرب المقبلة، وهي صراع جديد ومعقد من أجل المستقبل»، واصفاً في الوقت ذاته هذا الأمر بأنه «حرب عالمية ثالثة ولكن بوسائل أخرى».

وأكد أن المصلحة الاستراتيجية الأساسية تتمثل في انتصار التحالف الدولي في سورية والعراق والقضاء على «داعش»، مشدداً على أن ذلك يتطلب تكامل الجهود بحسب تعبيره.

ميدانياً، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في ميونيخ يمكن أن تشكل أساساً للتسوية في سورية، ولكنه ربط ذلك بوقف روسيا ضرباتها الجوية هناك بحسب تعبيره.

وأعلن لورديان في كلمة بمؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، أنه يمكن لاتفاق ميونخ بشأن سورية النجاح في حال ضمان وصول المساعدات الإنسانية وتوقف القصف الجوي من جانب القوات الروسية والسورية.

وفي السياق، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إنه يتوقع أن تساهم السعودية والإمارات بقوات خاصة لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية في معركتهم ضد «داعش» بما في ذلك معركة استعادة مدينة الرقة.

وقال كارتر بعد محادثات في بروكسيل أمس: «سنحاول أن نتيح الفرص والقوة… وبخاصة للعرب في سورية الذين يريدون استعادة أراضيهم من داعش لا سيما الرقة».

وأضاف كارتر الذي التقى مسؤولين إماراتيين أمس إن الإمارات تعهدت أيضا باستئناف مشاركتها في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد. كما تلقى تأكيداً مماثلاً من السعودية.

إلى ذلك، تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من السيطرة على تلتي «ضهرة القرعة» و»ضهرة القنديلة» المشرفتين على قرية الطامورة جنوب غرب بلدة الزهراء في ريف حلب الشمالي، وبالتالي قطع طريق إمداد المسلحين ناريًا بين الطامورة ـ وعندان.

وفي محاولة من «الوحدات الكردية» للسيطرة على مدينة أعزاز، دارت اشتباكات بينها وبين المجموعات المسلحة، عند الطرف الجنوبي الغربي للمدينة في ريف حلب الشمالي، ثم ما لبثت أن خفّت حدة الاشتباكات بين الطرفين.

وأفادت مصادر كردية، أن اشتباكاً كبيراً وقع مع المجموعات المسلحة من جهة مرعناز المسيطر عليها مؤخراً باتجاه الأطراف الجنوبية الغربية لأعزاز.

كما أعطبت «لجان الدفاع الشعبية -الأكراد» آليتيين لجبهة «النصرة» وقتلت وجرحت من فيهما، خلال اشتباكات بينهما في محيط حي الشخ مقصود في مدينة حلب.

وتتكاتف الجهود في سورية لمكافحة الإرهاب على غير صعيد، إذ أوردت وكالة «سانا» أن مجموعات المقاومة الشعبية في البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، قضت على 22 مسلحاً من تنظيم «داعش» في مبنى الهجرة والجوازات القديم من بينهم ما يسمى المسؤول الأمني في التنظيم والمدعو أبو ياسر ومن معه.

كما نفذت مجموعات المقاومة هجوماً على سيارة «جيب» تابعة لـ»داعش» وقضت على ما يسمى المسؤول الأمني لسجون التنظيم في البوكمال المدعو «أبو الوليد المهاجر»، تونسي الجنسية، مع ثلاثة من مرافقيه أحدهم ليبي عند شركة الكهرباء في المنطقة.

وعلى طريق عام دير الزور- الحسكة شنت المقاومة هجوماً على نقطة لمسلحي التنظيم، وقتلت 5 منهم أحدهم عراقي وآخر مصري.

كذلك شهدت مدينة درعا تدمير الجيش السوري تراكس جرافة للمجموعات المسلحة، شرق ثكنة الدفاع الجوي المهجورة إثر استهدافه بصاروخ موجه.

وفي ريف دمشق الغربي، قُتل مسلحان اثنان مما يسمى «أكناف بيت المقدس» وأصيب 5 أشخاص إثر إطلاق مسلح تابع لـ»أنصار الشام» النار عليهم في مخيم خان الشيح، عقب مشادة كلامية جرت بينهم، حيث تم إلقاء القبض على المسلح وإعدامه من قبل «أكناف بيت المقدس» بإطلاق النار عليه.

وقُتل 3 مسلحين من «داعش» في حي الحجر الأسود جنوب دمشق برصاص قناصة «جيش الإسلام».

في موازاة ذلك، قُتل مسلحان اثنان من تنظيم «داعش» وجرح آخرون خلال الاشتباكات مع «وحدات الحماية الكردية» في محيط جبل عبد العزيز بريف الحسكة.

وقُتل وجُرح عدد من المسلحين أيضاً، خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي.

وعلى الصعيد الإنساني، قال يان إيغلاند، رئيس فريق العمل المعني بالمسائل الإنسانية التابع لمجموعة دعم سورية، إن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في سورية قد يبدأ الأسبوع المقبل.

ويعد إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة أحد البنود الأساسية في الاتفاق الذي توصلت إليه مجموعة دعم سورية خلال اجتماعها في ميونيخ، أول من أمس.

ويان إيجلاند يتولى أيضاً منصب رئيس مجلس اللاجئين النرويجي، وسبق تعيينه من قبل مجموعة دعم سورية في منصب رئيس فريق المسائل الإنسانية الذي تم تشكيله من أجل تطبيق بيان ميونيخ.

وقال إنه تم صباح أمس توجيه الطلبات للسماح بإدخال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً في سورية، مضيفاً أن إرسال الشحنات الإنسانية قد يبدأ مطلع الأسبوع المقبل.

ونقلت وكالة «تاس» عن إيجلاند قوله: «إننا نعلق أمالاً كبيرة بأن يبذل المشاركون في مجموعة دعم سورية، بمن فيهم روسيا والولايات المتحدة، كل ما بوسعهم من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين داخل الأراضي السورية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى