الجيش يواصل تضييق الخناق على الإرهابيين في عرسال وحزب الله يؤكد عدم تدخله في الاشتباكات

قبل اتفاق وقف اطلاق النار بين الجيش والمسلحين الارهابيين في عرسال شهدت البلدة اشتباكات عنيف بين الطرفين استعاد الجيش بنتيجتها عدداً من المراكز التي كان المسلحون استولوا عليها في وقت سابق، وتابع عملية التضييق عليهم.

وفي هذا الاطار استعادت وحدات الجيش مبنى المحكمة الشرعية الذي يتمركز فيه المسلحون ومحيط مبنى الجمارك داخل عرسال.

وبعد هدوء نسبي أثناء وجود وفد هيئة العلماء المسلمين في البلدة للتفاوض مع المسلحين على وقف اطلاق النار، تجدد عصراً القصف المدفعي بشكل متقطع على عرسال، بينما ارتفعت حدة الإشتباكات في جرودها لجهة وادي عطا على تخوم المرتفعات المطلة على البلدة من الجهة الشرقية. وامتدت الاشتباكات إلى محور رأس السرج ووادي حميد، واستعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. كما دارت اشتباكات عنيفة داخل البلدة بعدما كان الجيش أحكم سيطرته على بعض التلال الإستراتيجية وقصف بالمدفعية أماكن تمركز الجماعات الإرهابية في نقاط داخل عرسال، كما ثبت الجيش النقاط التي سيطر عليها في عرسال وعززها بالمدافع والدبابات، وطلب من النازحين السوريين في عرسال الخروج باتجاه الأراضي السورية، فيما ساد هدوء حذر لبعض الوقت استقدم خلاله الجيش تعزيزات إضافية إلى المنطقة.

وذكرت قناة «المنار» «أن المسؤول عن صناعة المتفجرات لاستخدامها في تفخيخ السيارات أبو حسن الحمصي قتل في اشتباكات مع الجيش في منطقة عرسال.

من جهتها، نعت قيادة الجيش النقيب داني فؤاد خيرالله والجندي علي محمد خضارو، اللذين استشهدا أمس، خلال الإشتباكات.

من جهة أخرى، لفتت القيادة في بيان إلى ان بعض مواقع التواصل الاجتماعي يعمد إلى عرض مشاهد لعدد من جثث القتلى باللباس العسكري، إضافة إلى مشاهد لمسلحين يقومون بقتل عسكريين بطريقة وحشية، والإيحاء أن الأخيرين ينتمون إلى الجيش اللبناني.

وأشارت إلى «أن أياً من صور هؤلاء القتلى لا تعود لعناصر الجيش اللبناني، وقد تبين أن هذه المشاهد مأخوذة من أحداث جرت خارج لبنان ومنشورة سابقاً».

ومساء تراجعت حدة الاشتباكات بعد الإعلان عن هدنة لمدة 24 ساعة لاجلاء القتلى والجرحى من عرسال وإدخال المساعدات الغذائية إليها. وسبق ذلك إفراج المسلحين عن 3 عناصر من قوى الأمن الداخلي هم: رامي جمال، خالد صلح وطانيوس مراد كانوا محتجزين إلى جانب عسكريين آخرين، وغادر المفرج عنهم عرسال إلى مركز استخبارات الجيش في رأس بعلبك.

وتجدر الاشارة إلى انه أثناء توجه وفد من العلماء المسلمين إلى عرسال منتصف ليل أول من أمس في إطار الجهود لوقف إطلاق النار تعرض الوفد لاطلاق نار من جانب المسلحين ما أدى إلى إصابة الشيخين سالم الرافعي وجلال كلش والمحامي نبيل الحلبي بجروح ونقلوا إلى المستشفى اللبناني الفرنسي في زحلة، ثم نقل الرافعي الذي أصيب إصابة طفيفة في رجله، إلى مستشفى دار الشفاء في طرابلس لاستكمال العلاج.

وأكد الرافعي في تصريح من المستشفى اللبناني – الفرنسي في زحلة «أن المسلحين لديهم الرغبة في ترك عرسال وهم لا يريدون أن يحتلوها وكل ما يطلبونه وقف إطلاق النار ونقل الجرحى وحسن معاملة الأهالي المدنيين والنازحين السوريين بعد خروجهم من البلدة».

وعن إطلاق سبيل القيادي في «جبهة النصرة» الموقوف عماد جمعة أوضح «أن الذي يطلب هذا الطلب غير موجود الآن، الموجودون الآن هم الخائفون على المدنيين ويريدون الإنسحاب بأقرب فرصة ويطالبون بضمانة لأهلهم في عرسال وهذه المعركة ليست معركتهم ولكن بعض الفصائل وعند اعتقال البعض من جماعتهم تورطت في هذه المعارك وفي أسر الجنود أما سائر الفصائل لم توافق على هذا فتدخلها كان لحماية المدنيين».

حزب الله

وتعليقاً على الموقف الذي اتخذته الحكومة اللبنانية من الأحداث التي تشهدها منطقة عرسال أشاد حزب الله في بيان له «بالموقف الحازم الذي اتخذته الحكومة اللبنانية في اجتماعها أمس من الأحداث التي تشهدها منطقة عرسال، والذي تلاه دولة رئيس الحكومة تمام سلام، وهو الموقف الذي يؤكد الإجماع الوطني في الوقوف خلف الجيش اللبناني في مواجهته الإرهاب التكفيري وتصديه محاولات تهديد السلم الأهلي وانتهاك السيادة اللبنانية من قبل المسلحين الغرباء».

كما أشاد «بالموقف الذي اتخذته وسائل الإعلام في وقوفها وراء الجيش اللبناني وتقديم كل الدعم الإعلامي له والامتناع عن بث ونشر كل ما يسيء إليه ويؤدي إلى توهين موقفه أو خدمة الإرهابيين الذين يواجهون قواته».

وجدد تأكيده أن ما يجري ميدانياً من معالجة الوضع العسكري وحماية الأهالي والتصدي لجماعات المسلحين الإرهابيين هو حصراً من مسؤولية الجيش اللبناني، وأن حزب الله لم يتدخل في مجريات ما حصل ويحصل في منطقة عرسال.

من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري «استمرار الحرب ضد التكفيريين، موضحاً أن الجيش ما زال ينتظر خروج المدنيين من عرسال حرصاً منه على سلامتهم، وبعد خروجهم ستشتد المعركة ولن ينفع هؤلاء المسلحون اتخاذ الأهالي دروعاً بشرية كي يحتموا بهم. وأكد المصدر «أن المسلحين يمنعون خروج الأهالي من البلدة، لأنهم يعلمون أن مسار المعركة قبل تأمين ممر إنساني للمدنيين لن يكون كما بعدها، وليس ما حصل بالأمس مع هيئة «علماء المسلمين» وإفشال مسعاهم الرامي إلى هدنة لمدة 48 ساعة سوى دليل واضح على تصميم المسلحين وإصرارهم على أخذ الأهالي رهائن والإحتماء بهم».

وتحدث المصدر عن لقاء «الوساطة» الذي جمع قائد الجيش جان قهوجي بوفد مؤلف من النائب جمال الجراح ومفتي البقاع الشيخ خليل الميس والشيخ سالم الرافعي، مؤكداً ان قهوجي كان أكثر من حازم خلال اللقاء، وتكلّم باسم كل جندي داخل صفوف الجيش اللبناني، وأكد للوفد أن لا مساومة على دماء العسكريين، فيما عرض الوفد وجهة نظره لناحية ضرورة وقف إطلاق النار، فرفض قهوجي وبلهجة حاسمة وحازمة وقال: «لا وقف لإطلاق النار قبل معرفة مصير المفقودين الذين ارتفع عددهم إلى 29».

وأضاف المصدر: «أن الوفد اقترح هدنة إنسانية لبدء حوار مع المسلحين، فوافق قهوجي كي يستطيع الأهالي الخروج من البلدة حرصاً على أرواحهم، وانطلق الوفد إلى عرسال حاملاً أربعة شروط هي: وقف إطلاق النار، تأمين الممرات الإنسانية للمدنيين، إنسحاب المسلحين من عرسال، كشف مصير مفقودي الجيش اللبناني، فحصل ما حصل، وأصيبت «الوساطة» برصاص المسلحين الذين يشترطون إطلاق الإرهابي عماد جمعة قبل أي كلام».

وفي إطار ملاحقة الجيش الارهابيين، ألقت مديرية المخابرات في الجيش القبض مساء أمس على أحد عناصر «داعش» المدعو سليمان خالد العلي في دوريس وهو من مواليد القاع ويحمل هوية قيد الدرس.

كما أوقف الجيش ثمانية سوريين في بلدة اللبوة قرب مخفر قوى الأمن الداخلي للاشتباه فيهم، بينما كانوا يستقلون سيارة «رانج روفر» بدون لوحات، في داخلها صناديق لتوضيب التفاح.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى