مهما كانت الأسباب والظروف…

عبد الحكيم مرزوق

الحرب الكونية التي يتعرّض لها بلدنا أظهرت الدور الذي تقوم به المحطات الموجّهة، والمحطات الموجهة هي التي تتوجه للجمهور العربي من خارج الوطن العربي، وبعضها يبث من داخله، وللأسف فإنّ هذه المحطات تستخدم للهجوم على بعض الدول العربية وتساهم مع المحطات المموّلة من بعض الدول الأجنبية في شنّ حرب إعلامية تريد النيل من بلدنا الصامد أبداً في وجه المؤامرات والمخططات التي تريد تجزئة وتفكيك الوطن العربي وتقطيع أوصاله بناءً على تعليمات الغرف السوداء التي أنشئت في بعض الأماكن في العالم وبمساعدة اللوبي الصهيوني.

المحطات الأجنبية الناطقة بالعربية ربما كانت أهدافها واضحة في القيام بهذا الدور التخريبي في الوطن العربي، لأنها في الأساس وجدت كي تنفذ تعليمات السياسة الخارجية في تلك الدول والموجهة للمنطقة العربية، وإلا فبماذا نفسّر مئات ملايين الدولارات التي ترصد لهذه المحطات، ولعلّ الرقم ربما يقترب من المليارات في سبيل إنجاح الخطط الإعلامية التي تضعها، وخاصة بعد أن أثبتت المقاومة اللبنانية والفلسطينية سقوط الخيار العسكري بعد سلسلة الهزائم التي ألحقتها بالعدو «الإسرائيلي» في الجنوب اللبناني وفي قطاع غزة المحاصر… هذه الهزائم دفعت العقول الصهيو أميركية للبحث عن خيار آخر فتفتقت أدمغتهم عن تلك الحروب الإعلامية التي تقوم بها وسائلها الإعلامية بالتعاون مع بعض المحطات الفضائية التي لحقت بالركب الأميركي الصهيوني معتمدة على بعض العصابات التي درّبتها للقيام بأعمال الشغب على الأرض، وكلّ ذلك ضمن سيناريو وضعه بندر بن سلطان بالتعاون مع معاون وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان وذلك على عدة مراحل، وقد استطاعت سورية حتى الآن أن تكشف هذه المؤامرة الدنيئة، وأن تحبط بعض فصولها التي لا تزال تجري على أرض وطننا الغالي.

أما بعض المحطات العربية التي أثبتت مهنيتها في تغطية العدوان الإسرائيلي عام 2006 على الشعب اللبناني الشقيق، وفي الحرب الصهيونية على غزة واستطاعت أن تجمع الشارع العربي حولها في الوقت التي سقطت محطات أخرى في ممارسة المهنية الصحافية عبر السنوات الماضية… إنّ تلك المحطة التي كنا نعتزّ ونفخر بها وبمهنيتها سقطت في تغطيتها لما يجري من أحداث داخل بلدنا، حيث ظهرت بموقف المفبركة للأحداث والغارقة في المؤامرة حتى قراقيط أذنيها.. فما الذي حدث… هل صحيح أن قادة الحملة ضدّ سورية استطاعوا شراء هذه المحطة، أم انّ إدارتها خضعت للضغوط بسبب بعض الأوراق المخبأة ضدها والمصنعة في أروقة «الموساد الإسرائيلي»… في الوقت الذي لم تخف محطة إخبارية أخرى عمالتها وتآمرها على بلدنا… فتساوت كلتاهما في التآمر وتصنيع الشهود الزور وفي فبركة الأحداث بشكل يخدم المتآمرين وفي إحداث بعض البلبلة في الداخل السوري.

ولا بدّ لنا من أن نشيد بالصحوة الشعبية وبأداء الإعلام التلفزيوني الرسمي الذي أصبح يقدّم الأخبار والتحليلات الإخبارية المواكبة للأحداث بكلّ شفافية، إلى جانب محطة الدنيا التي أثبتت مهنيتها ولعبت دوراً هاماً في تغطية تلك الأحداث وتوضيح الكثير من الأمور للرأي العام واللقاء مع المحللين السياسيين والشخصيات الهامة التي لها مكانتها على الساحة العربية، والتي أضاءت الكثير من الأمور وكشفت بعض أبعاد المؤامرة التي يتعرّض لها بلدنا الغالي.

على الرغم من كلّ شيء فقد كانت المؤامرة واضحة على بلدنا الصامد، وقد وقفت جماهير شعبنا وقفة مشرفة ضدّ تلك المؤامرة الدنيئة، فبدأت تحركاً على كافة المستويات لتقول لا للمؤامرة التي تحاك ضدّ بلدنا، وبدأت بشكل فعلي بالردّ على كافة الاتهامات التي تزعزع الجبهة الداخلية مؤكدة أنّ الشعب السوري واحد ولا يمكن تجزئته ولا تجزئة أرضه مهما كانت الأسباب والظروف.

كاتب وصحافي سوري

marzok.ab gmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى