تهدئة جديدة لمدة 72 ساعة مقابل شروط لحماس والجهاد

في وقت يواصل فيه المستويان، السياسي والعسكري، في كيان العدو الحديث عن إنجازات سياسية كبيرة تحققت من خلال العدوان على غزة، بينما منيت فصائل المقاومة بإخفاق مدوٍ. في حين شكك «إسرائيليون» في هذا الادعاء ويسألون عن أي إنجاز بالضبط يجري الحديث؟، ويسألون: من غير الواضح سياسياً ما هي الانجازات التي يجري الحديث عنها. وقدمت حماس هدفين مركزيين للمواجهة: فتح المعابر والحصول على الرواتب. وعلى ما يبدو ستحصل على كليهما.

على صعيد المفاوضات، أكدت حركة المقاومة الاسلامية حماس انها تدرس مقترحاً مصرياً لتطبيق تهدئة انسانية مع الاحتلال «الاسرائيلي» لمدة 72 ساعة، مشيرة الى ان موافقتها على ذلك «مرهونة بمدى جدية» الاحتلال.

وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري: «هناك مقترح مصري لتهدئة لمدة 72 ساعة لاستكمال المفاوضات». وأضاف: «ان هذا المقترح قيد الدراسة والامور مرهونة بمدى جدية الموقف «الاسرائيلي»».

ويأتي ذلك بعد ان قال رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو أمس ان الكيان لن يتفاوض للتوصل الى تهدئة في قطاع غزة بينما يتم اطلاق الصواريخ من القطاع عليها، مؤكداً ان العدوان سيتواصل على غزة حتى يحقق اهدافه.

وأكدت ابو زهري في بيان ان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فشل في الحرب على غزة، «وليس للمهزوم فرض أي شروط مسبقة»، مشيراً الى ان الشعب الفلسطيني صامد ولن يخضع للحماقات «الاسرائيلية».

وشدد أبو زهري على أن تصريحات نتنياهو بأن «العملية مستمرة» تحمله المسؤولية الكاملة عن عدم نجاح مفاوضات القاهرة، وعن كل التداعيات المترتبة على ذلك.

وكانت حركتا حماس والجهاد الاسلامي رفضتا تمديد تهدئة مدتها 72 ساعة انتهت صباح الجمعة الماضي، متهمتين الاحتلال «الاسرائيلي» بالمماطلة في المحادثات التي لا بد ان تنتهي برفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر منذ عام 2006.

هدنة جديدة

وكان الوفد الفلسطيني في القاهرة وافق على هدنة جديدة لمدة 72 ساعة وعلى البقاء في القاهرة لحين استكمال المساعي المصرية مع الجانب «الإسرائيلي» للوصول إلى تهدئة كاملة.

وكان رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد، قد دعا الوفد «الإسرائيلي» للحضور إلى القاهرة لطرح الرؤية «الإسرائيلية» حيال المطالب الفلسطينية المتوافق عليها من الفصائل، مهدداً بالمغادرة إذا لم يحضر الجانب «الإسرائيلي».

وشدد الأحمد على أن دعوة «الإسرائيليين» للحضور لا تعني قبول الجانب الفلسطيني بأية شروط مسبقة للتفاوض.

الوفد الفلسطيني سيحضر اجتماع للجامعة

وذكرت مصادر رسمية مصرية في وقت سابق أن الوفد الفلسطيني المفاوض في شأن هدنة في قطاع غزة سيبقى في القاهرة لحضور اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية اليوم الاثنين.

وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أن الجامعة العربية ستعقد اجتماعها على مستوى المندوبين الدائمين، وأن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سينضم إلى الوفد الفلسطيني الذي أجرى مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني خلال الأيام الماضية برعاية مصر للوصول إلى هدنة دائمة في غزة.

وقال الوفد الفلسطيني إنه من المرجح أن يتوقف عن التفاوض إذا لم يوافق الوفد «الإسرائيلي» على العودة لمائدة المفاوضات.

تحذير من وقف المفاوضات

وكان الكيان الصهيوني والفلسطينيون حذروا من المخاطر التي تحيط بمحادثات الهدنة في القاهرة، حيث قالت «إسرائيل» إن المحادثات ستمضي قدماً فقط في حال توقف اطلاق الصواريخ من غزة، في حين ربط الفلسطينيون مشاركتهم بتوقف العدو عن وضع الشروط.

وقال نتنياهو في الاجتماع الاسبوعي لحكومته ان «اسرائيل» لن «تفاوض تحت التهديد»، مضيفاً: «لم نعلن في اي وقت ان الهجوم على غزة قد انتهى.»

وهدد المفاوضون الفلسطينيون بالانسحاب من المحادثات ما لم يظهر الوفد «الاسرائيلي» في القاهرة. وقال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إن «الاربع والعشرين ساعة المقبلة حاسمة في تقرير مصير المفاوضات».

ولكن وكالة انباء «الشرق الاوسط» المصرية الرسمية قالت في وقت لاحق الاحد إن المفاوضين الفلسطينيين لن يغادروا القاهرة في الوقت الراهن، وانهم سيجرون الاثنين اجتماعاً طارئاً مع جامعة الدول العربية لبحث الأزمة في غزة.

وثيقة للخارجية «الاسرائيلية»

من جهة أخرى، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» وثيقة للخارجية «الاسرائيلية» تعبر عن مخاوف العدو من الموافقة على وجود قوات دولية في الضفة الغربية بعد وقف القتال، وتشير إلى مخاوف من أن هذه القوة قد تعطي الشرعية والاعتراف لحركة حماس.

وأضافت الصحيفة أنه من «المرجح أن تعطي هذه القوة الدولية قدراً من الشرعية والاعتراف لحركة حماس من قبل المجتمع الدولي وحتى من «إسرائيل»، وأن هناك خطراً دائماً من إمكانية الاحتكاك بين «إسرائيل» وأي من الدول المشاركة في القوة الدولية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى