الهجمات الإرهابية في دول الاتحاد السوفياتي السابق

حميدي العبدالله

تعرّضت بعض جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق لهجمات من جماعات إرهابية. وعلى الرغم من أنّ الهجمات لم تنقطع في المقاطعات ذات الغالبية الإسلامية في روسيا الاتحادية، منذ سقوط وتفكك الاتحاد السوفياتي، إلا أنّ الهجوم الذي استهدف آلماآتا العاصمة الكازخستانية، ربما هذا الهجوم هو أكثر الهجمات الإرهابية دلالة لأنّ المسلحين انتشروا في بعض شوارع آلماآتا وهاجموا مواقع للشرطة، واستمرّت العملية ساعات، وبديهي فشل الهجوم، ولكن هذه العملية الإرهابية تحمل دلالات كثيرة أبرزها:

أولاً، تأتي هذه الهجمات تأكيداً لتحذيرات القيادة الروسية، بأنّ الإرهابيين الذين ينشطون في سورية والعراق، وحصلوا على مأوى وملاذ لهم في هذين البلدين، كما حصلوا على الدعم المالي والعسكري من الدول الداعمة للإرهابيين، في سورية والعراق، سيرتدّون آجلاً أو عاجلاً إلى البلاد التي جاؤوا منها، وبالتالي المطلوب ضربهم في معاقلهم وحرمانهم من الملاذات الآمنة، لأنّ ذلك شرط للحدّ من إرهابهم، وعدم تكرار ما جرى في الشيشان في عقد التسعينات، وما جرى في يوغسلافيا السابقة في التاريخ ذاته، وفعلاً هذه الهجمات، وتحديداً في آلماآتا، أكدت تحذيرات الرئيس الروسي لدول جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق من ارتدادات الإرهاب، كما أكدت صحة استراتيجية روسيا القائمة على مبدأ الضربة الاستباقية ضدّ الإرهاب والتي كان أبرز تجلياتها مساهمة روسيا إلى جانب الجيش السوري في مكافحة الإرهاب.

ثانياً، قد لا تكون الولايات المتحدة وبعض الحكومات الغربية، وبعض دول الاتحاد السوفياتي السابق، ضالعة مباشرة في الهجمات الإرهابية التي استهدفت كازخستان، لأنّ وقوف روسيا إلى جانب الغرب في عهد يلتسين لم يحل دون وقوع حرب الشيشان الأولى والثانية، لأنّ الغرب مصمّم على تفكيك روسيا وشطبها من قائمة الدول العظمى، ولكن لا شك أنّ هذا الهجوم الإرهابي قد حصل على دعم غير مباشر من دول حليفة للولايات المتحدة والغرب، ولا سيما من جورجيا وأوكرانيا، وربما أيضاً من أذربيجان، لأنّ هذه الدول لها مصلحة في إضعاف روسيا، وتستفيد واشنطن من أيّ جهد سيبذل للضغط على روسيا، حتى وإنْ كان ذلك عن طريق توظيف واستخدام الإرهاب.

لكن لا شك أنّ هجمات آلماآتا ستدفع روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، المهدّدة من الإرهاب، إلى زيادة التزامها في مكافحة الإرهاب، وتعجيل القضاء على ملاذاتها الآمنة، ولا سيما في سورية والعراق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى