داعش وأردوغان… بالوثائق: علاقات قديمة تتكشف وتفضح!

د. رفعت سيد أحمد

بعيداً عن تفاصيل الانقلاب العسكري في تركيا والذي فشل قبل ايام – نتيجة تدخل المخابرات الأميركية وعوامل أخرى… وبعيداً عن الانقلاب الحقيقي الذي جرى بقيادة أردوغان ضدّ الديمقراطية التركية ومذابح القضاة ومنظمات المجتمع المدني التي قام بها مستغلاً فشل الانقلاب العسكري لينتقم شرّ انتقام من الدولة التركية لصالح أفكاره وأطماعه الإخوانية والأميركية… نقول بعيداً عن كلّ هذا تعالوا نفتح ملفاً آخر خطيراً عن هذا الإرهابي المدعو أردوغان! ملف علاقاته السرية والعلنية بالتنظيم الإرهابي الاشهر: «داعش».

إنّ العلاقات الوطيدة التي تربط نظام أردوغان بتنظيم «داعش» الإرهابي، علاقات قديمة، بدأت مع ما سمّي بـ«ثورات الربيع العربي» ولا تزال قائمة، تنوّعت بين شراء النفط المسروق من آبار العراق وسورية، وتفكيك المصانع والآثار وبيعها، إلى التدريب العسكري والتعاون المخابراتي من أجل تفكيك جيش العراق وسورية وتمزيق وحدة البلاد مع قضم أجزاء منها لضمّها إلى تركيا، والمنشور عن هذه العلاقات قليل، والحقائق بشأنها لا تزال غامضة، والتي تصل إلى حدّ قيام تركيا ومعها قطر والولايات المتحدة، بتمويل وتسليح جماعات الإرهاب في ليبيا، وسيناء، لذلك تأتي أهمية أحدث فصول هذه العلاقات والتي تتضمّن ما قدّمه قبل أيام عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري آران أردام من وثائق وحقائق خطيرة تؤكد تلك العلاقات المشبوهة والتاريخية بين أردوغان وجماعة «داعش» وأخواتها من الجماعات الإرهابية… فماذا قال؟ وما هي دلالة ما قاله؟ هذا ما تكشف عنه السطور التالية:

قال أران أردام عبر تصريحات لقناة «الشعب»: «إنّ الأدلة تتضمّن أشرطة فيديو وأوراقاً ومراسلات رسمية، تثبت العلاقة العضوية الخطيرة بين أردوغان ومستشاريه من جهة، ومن بينهم المتحدث الرسمي باسمه، ابراهيم كالين، وقيادات داعش من جهة أخرى».

وأعرب أردام عن أمله في «إحالة أردوغان على المحكمة، إنْ كان في تركيا أو في المحاكم الدولية، على الجرائم التي ارتكبتها حكومات حزب العدالة والتنمية، خلال السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك تهريب عناصر «داعش» لغاز السارين إلى سورية، واستخدامه في العديد من المدن السورية»، مشيراً إلى أنّ «قضية الشاحنات التابعة لجهاز المخابرات التي أُوقفَت بداية 2014، وهي تنقل أسلحة وذخائر إلى الجماعات الإرهابية في سورية، ليست إلا جزءاً بسيطاً من آلاف الشاحنات». وجدّد أردام اتهاماته لأجهزة الأمن والمخابرات التركية التي «تغضّ النظر على نشاط «داعش» في جميع المحافظات التركية»، لافتاً إلى أنّ «قيادات داعشية موجودة في تركيا وتتحرك بكلّ سهولة، كذلك فإنّ داعش يغطي كلّ احتياجاته من تركيا التي في مستشفياتها يُعالَج الجرحى». ورأى النائب أنّ «ما يسعى إليه أردوغان هو جرّ البلاد إلى حرب أهلية تلهي الشعب وتمنعه من الاهتمام بالجرائم التي ارتكبها في تركيا وسورية والمنطقة، مطالباً «كلّ فئات الشعب بالتصدّي لسياسات أردوغان الإرهابية والدموية الخطيرة».

بدوره، اتهم زعيم «حزب الحركة القومية»، دولت باخشالي، أردوغان، بـ«انتهاج سياسات فاشلة وخطيرة في سورية والمنطقة عموماً، عبر دعم الجماعات الإرهابية»، متسائلاً: «ماذا أردت من الرئيس السوري بشار الأسد، الذي جعلت منه بين ليلة وضحاها، عدواً لدوداً، بعد أن كان أخاً وصديقاً لك». وأوضح باخشالي، في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، إنّ تدخّل أردوغان «السافر» في شؤون سورية الداخلية يهدف إلى تمزيق وحدتها وبدعم الدول الاستعمارية التي تهدف إلى إقامة دولة كردية في المنطقة، وهو ما بات يشكل خطراً على الأمن الوطني والقومي لتركيا». وأضاف «إنّ سياسات أردوغان الإخوانية في مصر، وتدخله هناك لمصلحة الرئيس محمد مرسي، ألحق أضراراً بالغة بمصالح تركيا، كما هي الحال بالنسبة إلى إسقاط القاذفة الروسية، الذي سبّب لأنقرة الكثير من المشاكل. وأعرب عن أمله في أن يكون رئيس الوزراء الجديد – بن علي يلدريم، الذي تحدث عن ضرورة المصالحة مع دول الجوار، «صادقاً في كلامه، وأن يتحوّل هذا الكلام إلى فعل، بعيداً عن حسابات أردوغان التي كلفت وستكلف تركيا الكثير».

إلى ذلك، اتهم زعيم «حزب الشعوب الديمقراطي»، صلاح الدين دميرتاش، أردوغان بـ«استخدام اللاجئين السوريين كورقة مساومة، لفرض منطقة آمنة له ولأتباعه من المجموعات الإرهابية، وبالتالي ليكون بعد ذلك طرفاً مباشراً في أيّ مساومات إقليمية ودولية في موضوع سورية». ووصف دميرتاش في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، سياسات أردوغان بأنها «فاشلة»، واستهجن حديث الرئيس التركي عن اللاجئين السوريين، فيما «ينسى أنه السبب في نزوح أكثر من 600 ألف مواطن كردي من بيوتهم وقراهم ومدنهم جنوب شرق البلاد».

وبالتوازي، أصدر 150 من المثقفين الأتراك، بياناً مشتركاً، عبّروا فيه عن استنكارهم لسياسات أردوغان الاستبدادية. واتهموه بانتهاج سياسات خطيرة تهدف القضاء على حرية الصحافة والإعلام والتعبير عن الرأي وكافة الحريات الديمقراطية لجميع فئات الشعب»، موضحين أنّ «هذه السياسات باتت تهدّد وحدة الشعب وأمن تركيا واستقرارها، وعلى الجميع أن يتصدّى لها قبل فوات الأوان».

تلك بعض الحقائق الجديدة…

أما عن دلالاتها الكاشفة والفاضحة لعلاقات أردوغان بتنظيم «داعش» الإرهابي فيمكننا إيجازها في الآتي: أولاً: هذا الدمار الذي لحق بسورية والقتل والتشريد لأهلها السبب الرئيسي فيه هو الإرهاب القادم من الخارج 83 دولة والذي كانت بوابته وإدارته في يد تركيا أردوغان مع تمويل قطري وبعض دول الخليج ومدرّبه مخابراتياً واشنطن وتل أبيب، ولا داعي لأن يتبجّح البعض بعد اليوم ليقول لنا بأنّ ما جرى هناك «ثورة» أو أنّ الدولة هي التي مارست الإرهاب، لأنّ ذلك غير صحيح، والأهمّ أنّ ما جرى هناك هو عينه ما يجري في سيناء من إرهاب وتخريب وتفكيك، فهل يجوز أن نسمّي ما يجري في سيناء بـ الثورة ؟!

إنّ الحقائق والوثائق تؤكد أنّ تركيا أردوغان ضالعة في الإرهاب الدولي سواء في سورية أو العراق أو مصر أو ليبيا، فمتى يحاكم دولياً على هذا الدور؟

ثانياً: كان أردوغان يحلم بالخلافة، ولذلك دعم الإخوان في مصر والدواعش في سورية وليبيا لكن حلمه تحطم في 30-6-2013 ولذلك هو يكره مصر ودولتها الجديدة كراهية شديدة. ولا علاج لهذه الكراهية إلا برحيله عن حكم تركيا! وانتصار سورية تحديداً ضدّ مخططه التدميري فيها عندئذ ستتوقف عجلة إرهابه وحقده على مصر!

ثالثاً: من المهمّ جداً أن يصبح لمصر دور أكثر فاعلية واستقلالية عن الدور الخليجي، فى سورية، فأمن مصر القومي يتطلب ذلك، خاصة مع وجود وثائق تسريب علاقات داعش السورية المدعومة من أردوغان والمخابرات القطرية، بداعش في سيناء، إنّ العدو واحد ومواجهته تتطلب على الأقلّ التنسيق المشترك.

رابعاً: على القادة العرب، ممن يحاربون الإرهاب، كلّ في بلده، أن يراجعوا جيداً العلاقات الخفية بين مثلث داعش تركيا إسرائيل وأن يبحثوا في تفاصيله وأسراره ووظائفه الجديدة، فهنا يكمن الخطر الوجودي على الأمة، وعلى مستقبلها. ولنتأمّل وبدون استطراد لقاء أردوغان بـ يوفال شتاينيتس وزير الطاقة الإسرائيلي قبل أيام واتفاقهما على تدفئة جديدة للعلاقات عبر الغاز والطاقة على حساب سورية والعرب… لنتأمل ولنحذر ما خلف الكواليس! حفظ الله مصر.

Email:yafafr hotmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى