دردشة صباحية

يكتبها الياس عشي

يطلق اسم العصر الجاهلي، كما تعلّمنا وعلّمنا دائماً، على العصر الذي سبق الإسلام، ويذهب البعض إلى أنّ هذه التسمية جاءت نتيجة جهل العرب، في ذلك العصر، للمعارف، والعلوم، وأصول العمران، ولو كان هذا التفسير صحيحاً لما سمعنا شاعراً بحجم عمرو بن كلثوم عاش قبل الإسلام يفتخر بجهله حين قال:

ألا لا يجهلَنْ أحدٌ علينا فنجهلَ فوق جهل الجاهلينا

إذن… الأمر واضح، وللجهل معانٍ أخرى طالما تغنّى بها العرب قبل الإسلام فالجهل يعني الغضب، والنزق، والسفه، والعصبية، والشجاعة، والأخذ بالثأر، وهي صفات حميدة تلازم كلّ البداوات التي عرفتها الأمم قبل الدخول في الاستقرار والمدنية.

فلمَ لا نتفق على تسمية جديدة، كأن نقول مثلاً: عصر ما قبل الإسلام؟ ثم نتفق على أنّ عصرنا العربي الذي نعيشه اليوم هو العصر الجاهلي بعد أن فقد مبادرة الغضب والشجاعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى