بوتين يكشف عن خطته لتسوية الأزمة الأوكرانية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن على طرفي النزاع في أوكرانيا وقف العمليات الهجومية فوراً من أجل وقف إراقة الدماء في البلاد، وأعرب عن أمله في أن تدعم كييف التقدم الذي تحقق وتستخدم ذلك في إطار مجموعة الاتصال من أجل تسوية الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا بشكل كامل ودائم.

ودعا الرئيس الروسي من منغوليا إلى تأمين رقابة دولية كاملة وموضوعية لوقف إطلاق النار والوضع في المنطقة الآمنة، التي ستنشأ نتيجة ذلك، كما اقترح تبادل الأسرى على أساس مبدأ «الجميع مقابل الجميع» من دون أية شروط مسبقة.

ودعا إلى فتح ممرات إنسانية لنقل اللاجئين والمساعدات في شرق أوكرانيا وإرسال فرق من عمال البناء إلى المناطق المتضررة من أجل إصلاح البنى التحتية الاجتماعية قبل حلول الشتاء.

وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن يتمخض لقاء مينسك المقرر في الخامس من شهر أيلول الجاري عن التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن موقفه بشأن سبل تسوية الأزمة في أوكرانيا متقارب جداً مع موقف نظيره الأوكراني بيوتر بوروشينكو.

وفي السياق، أعلنت موسكو أمس أن الرئيسين الروسي والأوكراني اتفقا «إلى حد كبير» على خطوات قد تساهم في وقف إطلاق النار بين القوات الأوكرانية والمسلحين في شرق أوكرانيا.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن «روسيا لا تستطيع أن تتفق على وقف إطلاق النار» كونها ليست طرفاً في النزاع.

وقد جاء ذلك تعليقاً على إعلان المكتب الصحافي للرئيس الأوكراني في أعقاب مكالمته الهاتفية مع الرئيس بوتين اتفاق الرئيسين على وقف دائم لإطلاق النار في دونباس شرق أوكرانيا. وورد في بيان للرئاسة الأوكرانية أنه «تم خلال المكالمة التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في دونباس. وتم التوصل إلى التفاهم حول الخطوات التي ستساهم في إحلال السلام».

من ناحية أخرى، أعلنت «جمهورية دونيتسك الشعبية» أنها تشكك في أن وحدات القوات الأوكرانية كافة ستلتزم قرار الرئيس الأوكراني حول وقف إطلاق النار.

وقال فلاديسلاف بريغ المتحدث باسم وزارة الدفاع التابعة لـ «دونيتسك الشعبية» أن الكتائب الأوكرانية لا تخضع للرئيس الأوكراني، وبالتالي فإنها قد لا تلتزم قراره، مؤكداً أنه لا يعلم شيئاً عن التوصل إلى أي اتفاق مع «دونيتسك الشعبية» بشأن وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن قوات الدفاع الشعبي في دونيتسك لن توقف إطلاق النار طالما توجد عناصر العملية القمعية في منطقة دونباس.

وفي السياق، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه من السابق لأوانه الحديث عن وقف إطلاق النار في جنوب شرقي أوكرانيا، مضيفاً في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إستونيا توماس هندريك إيلفيس أمس في عاصمة إستونيا تالين: «لقد رأينا أنباء عدة عن وقف لإطلاق النار، لكن لم نر أية نتائج لها».

وأشار أوباما إلى أن وقف إطلاق النار هو فرصة جيدة يجب العمل عليها قائلاً: «إذا استعدت روسيا لوقف تمويل وتدريب الانفصاليين ووافقت على التسوية السياسية فسيكون هناك أمل»، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة مواصلة تشديد العقوبات المفروضة على روسيا حتى تتوقف عن رفع حدة التوتر في أوكرانيا. وأضاف أن الولايات المتحدة تفضل رؤية روسيا دولة قوية تتعاون مع المجتمع الدولي.

وأفاد أوباما أن بلاده تزيد حضورها العسكري في بلدان بحر البلطيق بما في ذلك إستونيا، مضيفاً أن واشنطن ستواصل نشر عدد إضافي من عسكرييها في المنطقة وستوجه طائراتها إليها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وضعت خطة لتعزيز وجودها في هذه المنطقة وزيادة عدد طائراتها ودباباتها وجنودها المرابطين فيها.

كذلك أعلن الرئيس الأميركي أن أحد أهم أهداف قمة حلف الناتو المقبلة ينحصر في تأكيد وحدة بلدان الحلف في مواجهة أعمال روسيا. وتابع: «الاقتصاد الروسي يتضرر. ونحن نشهد تدفق الأموال من روسيا».

وكان الرئيس الأميركي قد وصل صباح أمس إلى إستونيا في زيارة تستغرق يوماً واحداً، التقى خلالها نظيره الإستوني توماس هندريك إيلفيس ثم رئيس الوزراء تآفي رييفا، كما عقد في العاصمة تالين جلسة محادثات مشتركة مع رؤساء إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

ومن المتوقع أن يزور أوباما قاعدة إيماري الجوية حيث سيلتقي جنود كتيبة الإنزال الجوي الأميركية الموجودة في هذه القاعدة، على أن يتوجه بعد زيارته لإستونيا إلى بريطانيا للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي ستتركز على قضية الأزمة الأوكرانية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت وزارة الخارجية البيلاروسية أن مينسك مستعدة لعقد لقاء ثالث لمجموعة الاتصال حول تسوية الأزمة الأوكرانية.

وقال المتحدث باسم الخارجية البيلاروسية دميتري ميرونتشيك أمس: «نحن من جانبنا على استعداد دائم لعقد اللقاء»، مشيراً إلى أن تحديد موعد اللقاء الثالث يتوقف على أطراف المفاوضات.

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك إن كييف تأمل بأن يمنح حلف شمال الأطلسي أوكرانيا صفة «شريك خاص»، مضيفاً خلال جلسة للحكومة الأوكرانية في كييف أمس أنه «يجب على الناتو منح أوكرانيا صفة «شريك خاص»، أي شريك رقم واحد، مشيراً إلى أن قرار الحلف حول ضم أوكرانيا إلى الناتو سيكون أكثر صحة.

وأفادت وكالة «إيتار تاس» الروسية أن قوات الدفاع الشعبي استعادت السيطرة على مطار دونيتسك الذي كان تحت سيطرة العسكريين الأوكرانيين منذ أشهر عدة.

وأضافت قوات الدفاع الشعبي أن اقتحام المطار استمر طول الليل وانتهى صباح يوم الأربعاء باستعادة سيطرة قوات الدفاع عليه، في حين نقلت وكالة «نوفوروسيا» عن أركان قوات الدفاع الشعبي أن «عدداً كبيراً من القوات الأوكرانية والحرس الوطني انسحب من أراضي «جمهورية دونيتسك الشعبية». من الصعب تفسير هذه المناورة حالياً، من الممكن أن تكون القوات الأوكرانية قررت التركيز على الدفاع عن مقاطعتي دنيبروبيتروفسك وزابوروجيه أو تخطط للقيام بإعادة التجميع أو اقتنعت بأنه لا جدوى من الهجوم على «جمهورية دونيتسك الشعبية».

وكانت قوات الدفاع الشعبي سيطرت في وقت سابق على بلدتي إيلينوفكا وفولنوفاخا. كما انسحبت القوات الأوكرانية من مارينكا وكوراخوفو جنوب غربي دونيتسك.

في الوقت ذاته قال الأركان إن قوات الدفاع الشعبي استعادت السيطرة الليلة الماضية على 23 مدينة وبلدة في مقاطعة لوغانسك بعد انسحاب القوات الأوكرانية منها.

وأضاف المصدر أن القوات الأوكرانية فقدت في ليل الثلاثاء ـ الأربعاء طائرة واحدة و3 دبابات ونحو 20 مدرعة وما يقارب من 20 سيارة عسكرية ونحو 60 شخصاً بين قتيل وجريح إضافة إلى 7 جنود استسلموا طوعاً.

الإمداد والتموين الروسية تجري مناورات واسعة النطاق

ميركل: الاتفاقات بين الناتو وروسيا لن تتغير

أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن الاتفاقات الموقعة بين حلف شمال الأطلسي «الناتو» وروسيا لن تشهد أية تغييرات، وقالت إن «هذا لا يعني أنه لن تُؤخذ رغبات دول البلطيق حول تأمين إمكانات أكبر للتصرف في الاعتبار لحلف شمال الأطلسي»، مشيرة إلى أنه «من أجل زيادة إمكان التصرف سنتخذ إجراءات خلال قمة الناتو».

وصرح المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية شتيفين زايبيرت بأن الحكومة تؤيد الحفاظ على الميثاق الأساسي لروسيا الناتو، مؤكداً أن برلين تفعل كل ما بوسعها بغض النظر عن سياسة موسكو المخيبة للآمال في الأيام والأسابيع الأخيرة، بحسب رأيه.

ولفت المسؤول الألماني إلى أنه تم قبول طلب أوكرانيا بتوريد الخوذ والسترات الواقية للرصاص لجيشها، مضيفاً أنه يجرى النظر كذلك في طلب كييف تزويدها بالمستشفيات.

جاء ذلك في وقت تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون لاتخاذ قرار هذا الأسبوع بشأن إرسال 4000 جندي على الأقل من حلف «الناتو» إلى شرق أوروبا. كما سيرسل عتاد عسكري لتعزيز قوات الحلف في المنطقة بهدف إظهار الدعم الغربي لأوكرانيا.

وتأتي هذه الخطوة كمقدمة لفتح قواعد عسكرية جديدة لحلف الأطلسي في أوروبا الشرقية. ومن المقرر بحث هذا الموضوع نهاية الأسبوع الجاري في قمة قادة الحلف في ويلز، إذ تشير التوقعات إلى أن القواعد الجديدة ستنتشر في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا ورومانيا وبولندا.

وكانت مصادر صحافية قد ذكرت في وقت سابق أن 7 دول أعضاء في «الناتو» تخطط لتشكيل قوة رد سريع تتكون من 10000 جندي في إطار تعزيز قوات الحلف في المنطقة وذلك بسب زيادة حدة المعارك في جنوب شرقي أوكرانيا.

وفي السياق، أفاد مصدر دبلوماسي عسكري روسي بأن أربع سفن حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي ستدخل حوض البحر الأسود قبل 7 أيلول الجاري، موضحاً أن المدمرة الأميركية «روس» والفرقاطة الفرنسية «بيرو» ستعبران باتجاه البحر الأسود يوم الأربعاء، وأن الفرقاطة الكندية «تورونتو» والفرقاطة الإسبانية «خوان دي بوربون» ستدخلان البحر الأسود في 6 أيلول.

من جهة أخرى، أشار المصدر إلى أن السفينة الاستطلاعية الفرنسية «ديوبيوي دي لوم» الموجودة حالياً في البحر الأسود ستغادر حوضه في 5 أيلول.

وبدأت أمس في جمهورية بورياتيا الروسية شرق سيبيريا مناورات عسكرية روسية واسعة النطاق، وتتضمن المناورات لأول مرة هبوط طائرة حربية على طريق أوتوستراد. وتهدف المناورات إلى فحص نظام الإمداد والتموين لقوات المنطقة العسكرية الشرقية. وتجري تحت إشراف نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال دميتري بولغاكوف، الذي أشار إلى أن المناورات تشارك فيها كل القوى والوسائل التابعة لصنوف وأسلحة القوات المرابطة في المنطقة العسكرية الشرقية إذ يبلغ عدد الأفراد المشاركين في المناورات 3500. كما يستخدم فيها ما يزيد عن ألفي قطعة من العتاد الحربي.

وتشارك في المناورات أيضاً سفن وزوارق حربية تابعة لأسطول المحيط الهادئ الروسي حيث سيدرّب الأفراد على تعبئة السفن بالوقود في البحر باستخدام صهاريج بحرية، إضافة إلى التدريب على إطفاء الحريق وقطر السفن المستغيثة وإنقاذ البحارة في البحر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى