لافروف: موسكو مستعدة لتسوية الأزمة الأوكرانية بشروط

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تضع شروطاً للمشاركة في لقاء رباعي ضمن صيغة «روسيا – الولايات المتحدة – الاتحاد الأوروبي – أوكرانيا» التي اقترحتها واشنطن للتسوية في أوكرانيا.


وشدد لافروف في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع نظيره الأنغولي جرجس ريبيلو شيكوي، على أهمية مشاركة مفوضي الشعب والأقاليم في أي لقاء حول مستقبل أوكرانيا. مضيفاً أن بلاده لن تشارك في اللقاء إذا كان هدفه شرعنة قيادة كييف الحالية وتزكية الدستور الذي يُعدّ في الخفاء.

وفي هذا السياق ، حذّرت الخارجية الروسية كييف من اللجوء إلى القوة ومن خطر حرب أهلية، وردّت موسكو على كلام كيري بقولها إن موسكو ترفض الاتهامات الأميركية لها بالتحريض على التصعيد في شرق أوكرانيا. وأتى ذلك بالتزامن مع تحذير موسكو لكييف من بيع تكنولوجيا الصواريخ البالستية عابرة للقارات إلى دول أخرى.

بينما اعتبر الرئيس الأوكراني بالوكالة اولكسندر تورتشينوف إن «الانفصاليين» الذين «يرفعون الأسلحة ويجتاحون المباني» ستتم معاملتهم «بموجب القانون والدستور كإرهابيين ومجرمين». وقال تورتشينوف في البرلمان إن «قوات الأمن لن ترفع أداة السلاح على متظاهرين سلميين».

على الصعيد الميداني، وقعت صدامات بين متظاهرين موالين لروسيا وآخرين للسلطات الأوكرانية في مدينة نيكولايف شرق البلاد، في حين أطلق متظاهرون زجاجات حارقة على مبنى إدارة محافظة خاركوف بعد إخراجهم منه من قبل الشرطة.

من جهة أخرى، استمر الاعتصام في مبنى إدارة دونيتسك وإقامة حراسة مسلحة حوله، بالتزامن مع محاولة إقناع رجال الشرطة للمتظاهرين بمغادرة مجمّع البرج التلفزيوني في خاركوف.

ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن مصدر أوكراني أمني أن كييف أرسلت ثلاث وحدات قتالية إلى شرق البلاد للتصدي للتحركات في مقاطعتي دونيتسك وخاركوف.

وأوضح المصدر أن الوحدات المذكورة هي «وحدة من القوات الداخلية» و «وحدة من الحرس الوطني تتكون من نخبة مقاتلي القطاع الأيمن» المتطرف، و «وحدة من المرتزقة التابعين لشركة «بلاك ووتر» الأمنية الذين يلبسون زياً خاصاً لفرقة «سوكول» التابعة للداخلية الأوكرانية». وأكدّ المصدر أن مهمّة هذه الوحدات هي «قمع التحركات الشعبية بأسرع وأعنف شكل».

وكان ناشطون موالون لروسيا أعلنوا أول من أمس «جمهورية ذات سيادة» في مدينة دونيتسك الكبيرة في شرق أوكرانيا الناطق باللغة الروسية، وانتقدت حكومة كييف المؤيدة لأوروبا هذه الاضطرابات ووصفتها بأنها خطة أعدتها موسكو «لتفكيك» البلاد.

ونتيجة المفاوضات، أخلى المتظاهرون مبنى الإدارة في خاركيف، لكن المتظاهرين في دونيتسك تحصنوا فيه وعقدوا صباح الاثنين تجمّعاً أعلنوا خلاله «جمهورية ذات سيادة»، وخرج أحد مندوبيهم وأعلن القرار للصحافيين.

وذكرت وكالة أنباء إنترفاكس أن المتظاهرين قرروا تنظيم استفتاء حول سيادة منطقتهم قبل 11 أيار المقبل. أما موقع أوستروف للأخبار المحلية فذكر أنهم قرروا طلب الانضمام إلى روسيا.

في المواقف الدولية، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن أمس إن الأحداث الجارية في شرق أوكرانيا تدعو للقلق. ودعا روسيا إلى سحب قواتها من حدود جارتها السوفيتية السابقة.

وقال فو راسموسن في مؤتمر لحلف الأطلسي في باريس: «الأحداث في شرق أوكرانيا مثار قلق كبير. أدعو روسيا إلى التراجع. أي خطوة إضافية صوب شرق أوكرانيا ستمثل تصعيداً خطيراً لا تخفيفاً للتصعيد».

وأعلن انه على روسيا أن تسحب «عشرات الآلاف من قواتها» المحتشدة عند حدود أوكرانيا.

وفي خضم الأزمة السياسية، ستُجري كييف انتخابات رئاسية مبكرة في 25 أيار المقبل ، فيما يطالب الناشطون الموالون لروسيا بتنظيم استفتاءات في الوقت نفسه لإلحاقهم بروسيا أو من أجل اعتماد «النظام الفدرالي» في أوكرانيا، وتنادي موسكو رسمياً بهذا الحل.

اترك تعليقاً

1457

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى