بوتين وآبي يتفقان على تعاون اقتصادي بجزر الكوريل

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجهود رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في تطوير العلاقات بين روسيا واليابان، معربا عن أمله في نجاح زيارته إلى اليابان التي بدأت أمس. وأعلن مساعده يوري أوشاكوف، أن الرئيسين اتفقا على تبني بيان حول إطلاق النشاط الاقتصادي المشترك في جزر الكوريل المتنازع عليها. وفي وقت مدد الاتحاد الأوروبي عقوباته ضد روسيا لستة أشهر، كما أكد الكرملين أنه مهتم بتحسين العلاقات مع الاوروبيين، لكنه وصف فكرة توحيد الجهود الروسية الأوروبية ضد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بأنها سيئة. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تقرير « NBC « حول تأثير بوتين في الانتخابات الأميركية «حماقة».

وقال بوتين في مستهل مباحثاته مع شينزو آبي في مدينة ناغاتو اليابانية، وهي مسقط رأس آبي، أمس: «بفضل جهودكم نشهد تطورا معينا في العلاقات الروسية اليابانية، نأمل مع زملائي في أن تساهم لقاءاتنا اليوم وغدا بقسط كبير في تطوير العلاقات الروسية اليابانية».

وأكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أهمية دعوة رئيس الوزراء الياباني لاستقبال بوتين في مدينة ناغاتو، مسقط رأس شينزو آبي، مشيرا إلى أنها خطوة غير مسبوقة من قبل رئيس الحكومة اليابانية، حيال ضيف أجنبي رفيع المستوى. وقال للصحافيين عقب مباحثات الجانبين في ناغاتو اليابانية: إن زعيمي البلدين سيوعزان ببدء مشاورات مفصلة حول شروط وأشكال ومجالات النشاط الاقتصادي في الكوريل.

وأوضح أن «الخبراء عملوا على إعداد نص البيان ، لكنهم لم يتمكنوا من كتابة نص يرضي كلا الجانبين. ولذلك، اضطرا إلى إكمال هذا العمل واستغرق التوصل إلى اتفاق حول نص البيان، الذي سينشر غدا اليوم ، ربما 40 دقيقة».

ولا تزال جزر الكوريل الجنوبية، موضوع جدل طويل الأمد بين روسيا واليابان، نتيجة مطالبة طوكيو بالجزر الجنوبية وهي إيتوروب وكوناشير وشيكوتان وهابوماي. وتشترط إعادتها إليها مقابل توقيعها على معاهدة السلام مع روسيا، فيما يتمثل موقف موسكو بأن جزر الكوريل أصبحت جزءاً من الاتحاد السوفياتي السابق، بنتيجة الحرب العالمية الثانية. وأعلن الرئيس الروسي قبيل زيارته، أن موسكو تسعى إلى حل هذه القضية وتوقيع معاهدة السلام بين البلدين، لكن ذلك ليس على حساب مصالحها.

في هذا السياق، قال وزير الخارجية لافروف للصحافيين، أمس، في ناغاتو اليابانية: «تبادلنا الآراء حول وضع التسوية السورية وكذلك الوضع في أوكرانيا، على خلفية تنفيذ اتفاقات مينسك بشكل كامل»، مؤكدا أن مواقف البلدين في هذا المجال متطابقة واقعيا. وأوضح أن بوتين شرح خلال المباحثات، تقييمات موسكو للمرحلة الحالية لإنقاذ اتفاقات مينسك الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية. ولفت إلى إن اليابان بدأت تفهم بشكل أفضل، قلق موسكو بخصوص تنفيذ الولايات المتحدة خطتها الخاصة بالدفاع المضاد للصواريخ، بما في ذلك في شمال شرق آسيا، مشيرا إلى أن طوكيو مهتمة بالتعاون في قضايا أمن المنطقة، على الرغم من شراكتها مع واشنطن.

وأكد لافروف أن الرئيس الروسي اقترح على رئيس الوزراء الياباني استئناف اجتماعات «2 + 2» بين البلدين، أي اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع للبلدين، التي تم تعليقها. وكذلك، استئناف مشاورات رئيسي هيئتي الأركان العامة للبلدين، مشيرا إلى استئناف الحوار الروسي الياباني لأول مرة خلال السنوات الأربع الأخيرة على مستوى النائبين الأولين لوزيري الخارجية، ووزارتي الخارجية، وأميني مجلسي الأمن.

على صعيد آخر، قال دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي أمس، في معرض تعليقه على الاقتراح الذي قدمته الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني: «إننا لا نعرف بالضبط ماهي السياسة التي ستنتهجها إدارة ترامب». واستدرك قائلا: «لا يمكننا أن نقبل فكرة الصداقة ضد طرف آخر. مثل هذا الموقف لا يصب في مصلحتنا». وشدد على أن روسيا تدعو دائما إلى بناء علاقات طيبة مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن تعزيز هذه العلاقات يصب في مصلحة الطرفين.

وكانت موغيريني، في تصريحات لصحيفة «وول ستريت جورنال»، لم تستبعد أن تتخذ روسيا والاتحاد الأوروبي، مواقف مشتركة من العديد من المسائل الدولية، للتصدي لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

وعلى العكس من هذا الموقف، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر دبلوماسية، أن زعماء الاتحاد الأوروبي اتفقوا على تمديد العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، بسبب الوضع في شرق أوكرانيا. وأضافت المصادر، أن القرار كان متوقعا وأن العملية الرسمية لتمديد العقوبات التي تشمل الدفاع والطاقة والقطاع المصرفي في روسيا، ستحدث في الأسبوع المقبل. وفي وقت سابق، أمس، أعلن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي للصحافيين، أن قادة فرنسا وألمانيا، فرانسوا هولاند وأنجيلا ميركل، أوصيا، قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتمديد العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، وسوف تضع هذه التوصية بداية العمل على التمديد الرسمي للتدابير التقييدية.

في سياق مختلف، قال الوزير لافروف، في تصريح لقناة «روسيا-24»، أمس: «كنت مذهولا عندما رأيت هذا النبأ على شاشة التلفاز، وليس لدي ما أضيفه إلى ذلك. باعتقادي إن حماقة هذه المحاولة لإقناع أحد بهذا الطرح وفشلها التام أمر بديهي».

موقف لافروف جاء بعد أن نقلت قناة NBC الأميركية نقلت، أمس الأول، عن مصادر رفيعة المستوى في الاستخبارات الأميركية، زعمها بأن الرئيس الروسي كان ضالعا شخصيا، في هجمات إلكترونية شنت من أجل خسارة هيلاري كلينتون، المرشحة عن الحزب الديمقراطي، في انتخابات الرئاسة الأميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى