حلب خالية من الإرهاب ولهذه الأسباب استمات رعاته

معن حمية

أهمية تحرير حلب من الإرهاب، لا تقاس بعدد الكتل السكنية المستعادة ولا بمساحة الأرض المحرّرة، بل بهذا الاحتشاد غير المسبوق، الذي جمع أميركا وحلفاءها الغربيين وتركيا و«إسرائيل» في خندق واحد مع العرب المتأسرلين، والمجموعات الإرهابية المتطرفة من كلّ أصقاع الكون، والحركات والتيارات الرديفة للإرهاب.

وأهمية إصرار الجيش السوري وحلفائه على الانتصار في معركة حلب، لا تقتصر مفاعليه على تأكيد عناصر القوة القادرة، بل في إجبار دول عديدة على خلع أقنعتها المزيّفة، وإظهارها على حقيقتها دولاً مؤسّسة للإرهاب الوحشي وراعية له.

إنّ كلّ مَن تابع مواقف الدول الراعية للإرهاب، ووجوه مسؤوليها الخائبة والسوداء، وفضائيات إمارات النفط والغاز، وبيانات الجامعة العربية والحركات والتيارات الرديفة للإرهاب، يرى بوضوح أنّ حالة هستيرية أصيب بها هؤلاء، نتيجة الانهيارات السريعة للمجموعات الإرهابية في شرق حلب. انهيارات لم يتوقعها رعاة الإرهاب.

والسؤال، لماذا كلّ هذا الاستنفار من قبل رعاة الإرهاب ولماذا كلّ هذه الحملات لنصرة بضعة آلاف من الإرهابيين في شرق حلب؟

الجواب، إلى العلن في الآتي من الأيام. الجيش السوري وحلفاؤه لم يضعوا أيديهم على آلاف الصواريخ وعشرات آلاف القذائف وحسب، بل على أدلة كثيرة حول هوية مَن كان يقود الإرهابيين في حلب، وفي الغالب أنّهم ضباط برتب عالية ومن جنسيات متعدّدة. وعلى معطيات تؤكد بأنّ المجموعات الإرهابية التي كانت في حلب، تمثل «القوة الضاربة» التي تعوّل عليها أميركا وحلفاؤها لتحقيق أهدافها… ولذلك كان قرار الحسم الذي اتخذته القيادة السورية وكلّفت الجيش السوري وحلفاءه بسرعة تنفيذه، لكسر هذه القوة الإرهابية والانتقال بسهولة الى ميادين ومعارك وانتصارات أخرى.

وعليه، يفهم المراقبون، السبب الرئيس وراء حالة الهلع التي أصابت رعاة الإرهاب واستماتتهم لتحقيق أحد هدفين، الأول هو محاولة الإبقاء على الإرهابيين شوكة مسمومة في الخاصرة الحلبية ولتنفيذ مهمات مستقبلية، والثاني توفير ظروف مؤاتية لإجلاء الإرهابيين وإنقاذهم من موت محتم. صحيح أنّ رعاة الإرهاب حققوا هدف خروج الإرهابيين أحياء من شرق حلب، إلاّ أنّ هذا الأمر لا يُحسَب إنجازاً لهم، فالجيش السوري وفي كلّ معاركة يتّبع سياسة فتح الممرات لمغادرة العناصر الإرهابية، لتجنيب من تبقى من المدنيين أيّ ضرر من جراء المواجهات، كما أنّ خروج المجموعات الإرهابية إنما تمّ وفق دفتر شروط وضعته الدولة السورية، وضمن إخراج الجرحى والحالات المرضية الصعبة من بلدتي كفريا والفوعة اللتين يحاصرهما الإرهاب.

اليوم، أصبحت مدينة حلب خالية من الإرهاب، وخلوّها من هذه الآفة المهدّدة للإنسانية، هو الانتصار الكبير بعينه.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى