الأسد: تحرير حلب شكّل انتكاسة لكلّ الدول المعادية للشعب السوري

أكّد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري في دمشق أمس، أنّ تحرير حلب ليس انتصاراً لسورية فقط وإنّما لكلّ من ساهم فعلياً في مكافحة الإرهاب مثل إيران وروسيا.

وكان الأسد استقبل في دمشق مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، حيث بحثا الجهود الدبلوماسية المبذولة للمساعدة بإنهاء الحرب في سورية.

وتناول اللقاء، الاجتماع الثلاثي الذي عُقد مؤخّراً في موسكو وضمّ إيران وروسيا وتركيا، لبحث الأزمة السورية.

وأكّد الأسد، أنّ «تحرير حلب من الإرهاب ليس انتصاراً لسورية فقط، بل لكلّ من يُسهم فعليّاً في محاربة الإرهاب، وخاصة لإيران وروسيا، وهو في الوقت ذاته انتكاسة لكلّ الدول المعادية للشعب السوري والتي استخدمت الإرهاب كوسيلة لتحقيق مصالحها».

من جهته، ذكر أنصاري أنّ «العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين سورية وإيران على مدى عقود ساهمت في تحصين البلدين ودول المنطقة عموماً، في مواجهة كلّ ما يخطَّط لها من الخارج»، مؤكّداً عزم بلاده على الاستمرار في تطوير هذه العلاقات وتقديم كلّ ما يلزم لدعم سورية.

هذا، وحضر اللقاء السفير الإيراني لدى دمشق محمد رضا رؤوف شيباني.

ميدانياً، أعلنت القيادة العامة للجيش السوري والقوات المسلّحة عودة الأمن والأمان إلى مدينة حلب، بعد تحريرها من الإرهاب والإرهابيين وخروج من تبقّى منهم من المدينة. ولفتت إلى أنّ نصر حلب يشكّل تحوّلاً استراتيجياً ومنعطفاً مهمّاً في الحرب على الإرهاب من جهة، وضربة قاصمة للمشروع الإرهابي وداعميه من جهةٍ أخرى.

ويأتي ذلك بعدما انتهت مساء أمس المرحلة الأخيرة من عملية إخلاء المسلّحين بشكلٍ نهائي من مدينة حلب، وذلك بخروج الحافلات الأربع الأخيرة لتصبح المدينة خالية من المسلّحين، ويكون الاتفاق المتعلّق بإخلاء المسلّحين مِن ما تبقّى من أحياء حلب الشرقية وإجلاء عدد من المصابين والحالات الإنسانية من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي قد أُنجز كمرحلة أولى.

واعتبرت قيادة الجيش السوري، «أنّ هذا الانتصار يشكّل تحوّلاً استراتيجياً ومنعطفاً هامّاً في الحرب على الإرهاب من جهة، وضربة قاصمة للمشروع الإرهابي وداعميه من جهةٍ أخرى، كما أنّه يؤكّد قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه على حسم المعركة مع التنظيمات الإرهابية، ويؤسّس لانطلاق مرحلة جديدة لدحر الإرهاب من جميع أراضي الجمهورية العربية السورية».

وفيما أكّدت القيادة العامة للجيش السوري والقوات المسلحة أنّ هذا الإنجاز الكبير سيشكّل حافزاً قويّاً لمتابعة تنفيذ مهامّها الوطنية للقضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى كلّ شبرٍ من أرض الوطن، جدّدت دعوتها إلى كلّ من يحمل السلاح لأخذ العبرة وترك السلاح، لأنّ مكافحة الإرهاب مستمرّة حتى تحرير آخر ذرّة تراب من وطننا الأبيّ.

في غضون ذلك، استجابت فرق فرع حمص للهلال الأحمر العربي السوري للعائلات الوافدة من منطقتي كفريا والفوعة إلى منطقة حسياء الصناعية، حيث تمّ توزيع العائلات على المساكن المعدّة لاستقبالهم. هذا، وشملت الاستجابة ضمن مرحلتها الأولى تفقّد الوضع الصحّي للنّازحين، بالإضافة إلى توزيع المساعدات الإغاثية.

يُذكر أنّ قرابة 40 ألف شخص خرجوا من مناطق شرق حلب حتى الآن، في إطار اتّفاق روسي تركي إيراني شمل أيضاً إجلاء الجرحى من بلدتي الفوعة وكفريا.

وسبق لأنقرة وموسكو أن توقّعتا انتهاء عمليات الإجلاء من حلب قريباً، لكنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكّدت أنّ العمليات ستستمر، وقال رئيس اللجنة بيتر ماورير: «يمكنني أن أقول إنّه حتى اليوم تمّ إجلاء 30 ألف شخص»، مؤكّداً أنّ عمليات الإجلاء ستستمر طالما بقيَ في حلب من يرغب بالخروج.

واستؤنفت عمليات الإجلاء من شرق حلب، الأربعاء، بعد انقطاع، فيما ذكرت وكالة «رويترز» أنّ قرابة 300 سيارة ركّاب خرجت من المدينة خلال الليلة الماضية.

ويتمّ نقل المدنيين والمسلّحين، الذين يخرجون من المدينة إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريفي حلب وإدلب، كما تستقبل تركيا بعض الحالات الإنسانية للعلاج.

يُشار إلى أنّ وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران أكّدوا، خلال اجتماعهم في موسكو الثلاثاء الماضي، عزم الدول الثلاث على استكمال عمليات الإجلاء من حلب والفوعة وكفريا ومضايا والزبداني بريف دمشق، والعمل على توسيع نظام وقف إطلاق النار في حلب ليشمل كامل الأراضي السوريّة.

وهكذا عادت حلب منتصرة وانضمّت إلى باقي الأراضي السورية المحرّرة، وذلك بعد خروج آخر مسلّح مِن ما تبقّى من أحياء حلب الشرقية فأصبحت خالية من إجرام الإرهابيّين وحقدهم، الذين قتلوا وخرّبوا وسرقوا وأثبتوا بأفعالهم أنّهم مجرّد قتَلة ومجرمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى