روحاني: ليكن اجتماع أستانة بداية لمفاوضات سورية حقيقية خميس: سنواصل مكافحة الإرهاب ولا خيار أمامنا إلا النصر

أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أمله بأن يشكل اجتماع أستانة بداية لمفاوضات «سورية سورية» حقيقية وأن تثمر الوصول إلى ما يتوخاه الشعب السوري.

وخلال استقباله رئيس الوزراء السوري عماد خميس في طهران أمس، هنأ روحاني بالنجاحات والانتصارات الأخيرة للشعب السوري في التصدي للإرهابيين. وقال: «إنّ تحرير حلب قد حمل رسالة إلى العالم بأنّ الشعب السوري قادر على الدفاع جيداً عن أرضه في مواجهة الإرهابيين، وأنّ الجماعات الإرهابية وحماتها لن يفلحوا أبداً في الوصول إلى مآربهم».

وأضاف: «ينبغي اليوم الاستفادة جيداً من هذه الفرصة المناسبة لمواصلة التصدّي للإرهابيين»، مشيراً إلى «أنّ هدف جميع أصدقاء سورية هو أن يتمكّن شعبها من اتخاذ القرار لمستقبله من خلال عودة السلام والاستقرار إلى ربوع هذا البلد».

واعتبر روحاني «أنّ تحرير حلب وإقرار الهدنة خطوتان مهمتان في سياق إرساء السلام والاستقرار في سورية»، معرباً عن أمله بأن «يشكل اجتماع أستانة بداية لمفاوضات «سورية سورية» حقيقية تثمر بالتالي الوصول إلى ما يتوخاه شعبها».

وأوضح الرئيس الإيراني «أنّ الأعداء لم يتصوّروا أبداً أن تتحقق مثل هذه النجاحات في سورية»، مؤكداً «أنّ الحكومة والشعب والقيادة، في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت وستظل إلى جانب الشعب السوري لأنه يكافح ضدّ الإرهابيين المعتدين السائرين في طريق الباطل».

وتابع روحاني: «لو كان الإرهابيون وحماتهم قد انتصروا لتبلور هنالك طريق خطير ومصير مجهول للمنطقة».

ولفت إلى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية تربطهما منذ انتصار الثورة الإسلامية علاقات ودية ونحن ملتزمون بها»، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها «راسخة ومؤثرة»، ومؤكداً «ضرورة استثمار الفرص والطاقات المتاحة لتنمية وتعزيز وتقوية العلاقات والتعاون الشامل بين طهران ودمشق».

من جانبه، نقل خميس تحيات الرئيس بشار الأسد إلى الرئيس روحاني متمنياً للشعب الإيراني دوام التقدّم والازدهار، ومؤكداً «أنّ صمود الشعب السوري إلى جانب تضحيات الجيش العربي السوري ودعم إيران لسورية أثمر تحرير حلب، وأنّ سورية حكومة وشعباً عازمة على التصدي للإرهابيين لإعادة الأمن إلى الوطن».

وأعرب خميس عن تعازيه لإيران حكومة وشعباً بوفاة الرئيس الإيراني الأسبق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني.

وشدّد على «ترحيب سورية بكلّ المبادرات لإعادة الأمن والاستقرار إلى أراضيها»، معرباً عن أمله «بأن يتمخض الحوار السوري السوري عن حلّ يُسهم في إعادة الأمن إلى سورية ويقضي على الإرهابيين ويمهّد لتحقيق النصر الحقيقي».

وخلال لقائه مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أكد خميس «أنّ القيادة السورية عاقدة العزم على مكافحة الإرهاب وإنجاح العملية السياسية وإعادة إعمار ما دمّرته الحرب الظالمة»، مشيراً إلى الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه على الإرهاب وتحرير مدينة حلب. وقال: «نحن مستمرون في محاربة الإرهاب حتى تحرير كلّ سورية منه ولا يوجد أمامنا خيار إلا النصر على الإرهاب».

ولفت إلى التحديات التي تواجه الوضع الاقتصادي في سورية، موضحاً أنّ «العديد من البنى التحتية في سورية تعرّضت للتدمير والتخريب بفعل الإرهاب والحرب الظالمة عليها». وقال: «إنّ سياسة الحكومة حالياً هي ترميم هذه البنى ضمن أولويات حاجات المواطنين»، داعياً إلى «الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار».

بدوره، أكد ولايتي أنّ محادثات أستانة «هي ثمرة انتصارات سورية وحلفائها في الحرب على الإرهاب، لكنها يجب ألا تتحول إلى فرصة تستثمر سياسياً من قبل أولئك الذين دعموا الإرهابيين وتلقوا الهزيمة في ساحة الحرب».

وهنأ ولايتي سورية وحلفاءها بالانتصارات التي تحققت على الإرهاب، مشيراً إلى «أنّ وقف الأعمال القتالية خطوة جيدة وإيجابية شرط ألا تمنح الفرصة للإرهابيين لاستعادة قواهم مرة أخرى».

وشدّد ولايتي على «ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها وعلى أنّ الشعب السوري وحده فقط من يقرّر مستقبل بلاده»، معرباً عن أمله «بأن يعم الأمن والاستقرار كامل الأراضي السورية».

وأوضح «أنّ العلاقة المتجذرة بين إيران وسورية كان لها دور رئيسي في المحافظة على محور المقاومة». وقال: «لهذا السبب فإنّ الكيان الصهيوني عندما يشعر بأنّ عملاءه داخل سورية في حالة ضعف، فإنه يتدخل بشكل مباشر من خلال الاعتداء على الأراضي السورية».

من جانب آخر، عبّر ولايتي عن رفض بلاده مشاركة الولايات المتحدة في اجتماع أستانة ، لافتاً إلى أنّ واشنطن «كانت تصرّ منذ الوهلة الأولى على إسقاط الحكومة السورية الشرعية وإيجاد حكومة عميلة، واليوم يرى الأميركيون أنهم خسروا عسكرياً».

وقال: «إنّ الأميركيين يحاولون بطريقة أو بأخرى المشاركة في اجتماع أستانة إلا أنّ إيران ترفض ذلك بقوة، لأنه إذا أصبح الأمر على هذا المنوال، فإنّ ذلك قد ينسحب على دول أخرى مثل السعودية وقطر اللتين قامتا بدور أساسي في تجهيز الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية».

وخلال لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أكد خميس أنّ «الانتصارات التي حققتها سورية على الإرهاب تمثل نصراً للشعبين في سورية وإيران»، مشيراً إلى أنّ «التنسيق سيستمر بين البلدين لمكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات».

ولفت خميس إلى «أنّ إيران دعمت دوماً الشعب والحكومة السورية. وهذا الدعم ليس أمراً مستغرباً في ظلّ الأصالة والحضارة الدينية والثقافة والعلاقات التاريخية بين البلدين».

وأضاف خميس: «أنّ الانتصارات الأخيرة في حلب تعود لصمود الشعب والجيش العربي السوري ودعم إخوتنا الإيرانيين ونحن نفتخر بأن نكون في خندق واحد في مكافحة الإرهاب».

وأكد خميس «أنّ التنسيق المشترك بين سورية وإيران سيبقى نقطة مضيئة في تاريخ العلاقات بين البلدين»، موضحاً «أنّ التنسيق سيستمر لمكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات».

وشدّد على أنّ «التعاون مع إيران شكل دائماً أولوية بالنسبة لسورية»، مبيناً أنّ «هذه الرؤية لا تتعلق بالأيام الصعبة الراهنة فحسب حيث يوجد سعي دائم لتطوير العلاقات بين الجانبين».

وحول اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية، قال خميس: «أظهر قوة الحكومة السورية»، معرباً عن أمله «أن تسهم القرارات التي ستتخذ خلال محادثات أستانة حول الأزمة في إرساء الاستقرار والأمن في كل الأراضي السورية».

بدوره، أكد لاريجاني «أنّ إيران مستمرة في دعمها لسورية لأنهما في خندق واحد ولديهما استراتيجية واحدة مشتركة»، لافتاً إلى أنّ «النصر على الإرهاب أمر حتمي».

وبشأن محادثات أستانة ، أكد لاريجاني «أنّ مصالح الشعب السوري وحفظ وحدة سورية يجب أن يحظيا بالأولوية خلال المحادثات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى