تحالف أعراب اليوم مع «إسرائيل» يُذكّر بتحالف أعراب الأمس مع يهود خيبر

اياد موصللي

صرح نتن ياهو انّ العلاقات تتطوّر مع دول عربية… حيث قال: «إنّ تل أبيب تقوم بتوطيد علاقتها الخفية مع دول عربية».

وقال ايضاً، خلال جلسة في الكنيست، «إنّ التعاون الإقليمي في مجال الأمن قد يفضي إلى تقدّم في تحقيق السلام، ولكن يجب أولا أن يكفّ العالم العربي عن التحريض ضدّ دولة إسرائيل والشعب اليهودي».

وأضاف «إنّ السلام لن يتحقق عبر المؤتمرات العبثية والإملاءات الخارجية، إنما عبر المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وهو بذلك يطبق ما جاء في سفر التثنية 10-20-11 حيث يقول:

«حين تقترب من مدينته لكي تحاربها استدعها للصلح فإنْ أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكلّ الشعب فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك».

ليس ما صدر عن الاسرائيلي نتن ياهو بمستغرب لأنّ هذه الفئة من الأعراب ليست جديدة على أسماعنا وأفكارنا، فقد قرأنا عن أمثالها في كتب التاريخ وهي معروفة في السماء كما عرفت على الأرض، ولهذا قال عنها القرآن الكريم:

«والأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً»…

وتروي كتب التاريخ انّ عرب قريش هاجموا النبي محمد في المدينة حيث استقرّ بعد هجرته وكان قد حفر خندقاً ضخماً يحمي به مقرّه في المدينة.. وكانت هنالك مجموعة من اليهود يسكنون منطقة خيبر وهم بنو قريظة وبنو قينقاع وكان بين يهود خيبر والمسلمين اتفاق سلام وأمان… عندما وصل أهالي قريش من أعداء الاسلام فوجئوا بالخندق يحول بينهم وبين أهدافهم… فاتصلوا سراً باليهود وعقدوا معهم اتفاقاً سرياً يقضي بأن يقوم اليهود بمهاجمة المسلمين من الخلف غدراً لإفساح المجال أمام المهاجمين بدخول المدينة وبذلك ينتصر المهاجمون.. كشفت المؤامرة وقضي على اليهود وعلى المهاجمين.. وفي أثناء الحروب الصليبية استغلوا الفرصة لمحاربة العرب المنشغلين بالدفاع عن أرضهم فقام سليمان بن دوحي وابنه مناحيم بتوزيع رسائل جاء فيها «انّ الوقت الذي سيجمع الله فيه شعبه من بني اسرائيل من جميع الأراضي في القدس قد حان».

عندما جرت حرب الإنقاذ كما سمّيت في حينه شارك فيها متطوّعون من البلاد العربية وانتظموا في جيش سمّي جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي وكنتُ متطوّعاً في عداده وكان عمري في ذلك الحين 16 سنة.

رأيت عراقيين، سوريين، لبنانيين، أردنيين، يمنيين، مغاربة، من الجزائر وتونس ومصر… ولكنني لم ار أحداً من السعودية تحديداً لا عسكر في جيش ولا متطوّعون… لا لأنّ السعودي لا يؤمن بفلسطين ويشجب العدوان الإسرائيلي بل لأنّ سلطاته هي التي حالت بينه وبين المشاركة وهي أساساً لم تشارك لا بالقول ولا بالفعل… لأنّ سياستها تتبع الوحي الأميركي والغربي..

مواقف هؤلاء الأعراب ليست جديدة ولكنها خفيّة وبدأت تظهر للعلن حيث انّ المثل يقول: «اذا لم تستح فافعل ما تشاء».

نحن اليوم لا نتحدث بشكل إعلامي ولا بشكل غوغائي، ولا نتهم بل نستعمل المثل القائل «من فمك أدينك يا إسرائيل»… ومن الفم السعودي ندين هؤلاء الأعراب حيث انه في حرب تموز 2006 ولم يكد يمضي يومان على اندلاع الحرب وتحديداً في الرابع عشر من تموز حتى خرج مصدر سعودي مسؤول في بيان ينتقد «المغامرة غير المسؤولة» متهماً حزب الله بالتسبّب الحرب.. كما انّ الملك عبدالله بن عبد العزيز صرّح قائلاً: ما هذه المغامرة؟ فرد عليه رئيس الجمهورية السورية بشار الأسد يا أشباه الرجال ..

ولخّص عَالمُ الدين صادق مالكي في وثيقة ثانية 06jeddah505 ردّ فعل طلابه على البيان، مؤكداً انّ «ظنهم خاب من التعامل السعودي مع الوضع»، لافتاً الى انّ «الشعور الأعمّ، انّ إسرائيل بالغت في هجماتها وانّ المملكة يجب ألا تزعم فقط أنها على الحياد عندما يقتل عرب أبرياء».

ثم بعد ذلك ارسل السفير جايمس اوبرويتز برقية من جدة بتاريخ 30 تموز تحت رقم 21:46 2006 قال فيها لحكومته:

رقم البرقية 06jeddah511 تاريخ: 30 تموز 2006

الموضوع: سعود الفيصل يطلب من الولايات المتحدة الدعوة لوقف إطلاق النار

مصنّف من: السفير جايمس أوبرويتر

استدعى وزير الخارجية سعود الفيصل السفير من الرياض الى جدة لاجتماع ثنائي في وقت متأخر من مساء 30 تموز بهدف حضّ وزيرة الخارجية على المناداة بوقف إطلاق النار في لبنان بطريقة لبقة، ولكنها ملحّة وصريحة، عرض الأمير سعود النقاط التالية:

ـ «نحن نفهم المخاوف من المطالبة بوقف لإطلاق النار قد لا يصمد. ولكني أتمنى ان تطلبوا وقفاً لإطلاق النار وان تتركوا حزب الله يرفضه. عندها، سيكتشف الجميع حقيقة حزب الله، بأنه خارج عن القانون. بدلاً من ذلك، أنتم تحوّلون حزب الله الى أبطال. حزب الله يقول للبنانيين ان يصمدوا أسبوعين إضافيين وسيحقق لهم النصر الكامل.

ـ ما يحصل الآن يقوّي حزب الله ولا يضعفه. هكذا تقول تقديرات الخسائر التي نحصل عليها من مصادر متعدّدة استخبارية وغير استخبارية».

هذه المواقف التي كانت تجري في السرّ والخفاء انكسر عِرقُ الحياء فظهرت الى العلن… تخلوا عن فلسطين وتحالفوا مع «إسرائيل» في دعم الإرهاب ضدّ سورية في الشام والعراق… ساعدوا على تدمير البلاد وقتل العباد ورجالهم يحاربون أهل البلاد مع الأجانب واليوم يؤكد نتن ياهو انّ العلاقات تتطوّر.. ما يدفعه لزيادة عدوانه والمضيّ قدماً في بناء المستوطنات وتهديد الأقصى…

نحن لم نعتمد أبداً على غير أبناء أمتنا لصيانة حقوقنا وحماية وطننا… مؤمنين بأنّ من تقاعس عن الجهاد مهما كان شأنه فقد أخّر في سير الجهاد.. وكما قال سعاده: «يجب ان نعارك يجب ان نصارع يجب ان نحارب ليثبت حقنا وإذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً… عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل»،

وقال أيضاً: «لم يتسلط اليهود على جنوبي بلادنا ويستولوا على مدن وقرى لنا إلا بفضل يهودنا الحقيرين في ماديتهم الحقيرين في عيشهم الذليلين في عظمة الباطل. انّ الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن ان يكون فقط في فلسطين بل في كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضة من اليهود، انّ مصيبتنا بيهودنا الداخليين أعظم من بلائنا باليهود الأجانب».

أنهت الخيانة حرب فلسطين وربح اليهود الحرب وما زال الأعراب يمارسون نفس أدوار العمالة، فبعد حرب لم يخوضوها أصبحوا سماسرة المفاوضات والتسويات وصكوك التمليك وتطويب فلسطين بشكل قانوني ونهائي لليهود، لقد صنع الاستعمار من هؤلاء المشايخ والأمراء حكام دول وهمية، ليكونوا يوماً ما صوته وسوطه وهذا هو دورهم يمارسونه اليوم بإيمان وحماس.

والخيانة قال عنها النبي محمد: «اللهم اني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ومن الخيانة فإنها بئس البطانة»…

وقال ايضاً: «يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى