عشق الصباح

لعلّي ذات صباح ألملم لكِ زهر الياسمين، ليلثم بياضه كفّيكِ فيضجّ عطراً. أذكر، ما أوجعنا بالذكريات؟ ذات وجع، كنت كلّما رأيت أنثى ارتعشت وتلعثمت ولاذت بالصمت! لا أدري لما أتهيب الجمال؟ يا لعينيك المسكونتين بالعشق. ها أنا مع كلّ غروب أتكشّف جمال وجهك، فتسجد نظراتي ما بين العينين والخدّين. حيث الثغر يقطر خمراً، صبّي الكأس «نشفان ريقي» كمحبرتي، ضحكت وسحبت من يدي القلم.

لكن محبرتك تضجّ بالكلمات، يا ويح كلماتي، كلّما ترنّمت شفتاكِ بها، صارت المفردات قصيدة!

لا تستغرب، بتنا في زمن المتغيّرات والخراب نتشوّق للحبّ، وأنا على كتف البحر تشهد النوراس أنني مع كلّ نسمة شرقية أشمّ رائحة الحبق، وأنتظر كيف يعانق اللازورد موج البحر. فيصبح الملح في الغيوم العابرة، ماء عذب فرات!

«بتعرف تغنّي»، وشارب الخمر يصحو بعد سكرته، وشارب الحبّ «طول العمر سكران»! ما الذي جعلك تتركيني للمطر، للريح، للّيل. في غيابكِ أنسج من وحي طيفك حكايات للبحر والنوارس. ما أصعب أن تعشق امرأة كالندى الهاطل على الحبق، وحين تلاقيها يحاصرك الصمت!

وتخاطب عينيّ في لغة الهوى عيناكِ، وتعطّلت لغة الكلام، واشتعلت القبل كالجمر. في الحلم نستطيع أن تقول ما نشاء. الخيال مباح للمحبّين. إليك يا وحي كلماتي.

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى