حوار الذاكرة 7

ـ عِمتَ ماء وحياة يا أخي.

ـ عِمْتَ ماءً وسلاماً.

ـ لماذا حذفت الحياة من السلام؟

ـ أخي لم أحذف الحياة لأننا مصدر الحياة.

ـ أخي أخي فهمت، لذلك أوعز الشيطان لأزلامه أن يقطعوا عنّا الماء حتى عن أولى عواصم التاريخ دمشق.

ـ بلى يا أخي وأكثر.

ـ فماذا أكثر من ذلك؟

ـ الأكثر أنّ الشيطان يلعب لعبة الأنهار العالمية التي على مائها تعيش شعوب كثيرة.

ـ كيف كيف؟

ـ أخي، كما قلت لك في الحوارات السابقة، إن شيطان العالم أوعز لأزلامه إلى أفريقيا وفي الشرق الأوسط أن يبنوا سدوداً مائية على الأنهار لتختنق بهذه السدود دول كثيرة، وبذلك تتعطّل الحياة في تلك البلدان، ومن النبات إلى الحيوان إلى الإنسان.

ـ ونحن ياأ خي، ألا حول لنا ولا قوة؟

ـ أخي قلنا سابقاً في ذلك قول الشابي: «إذا الشعب يوماً أراد الحياة… فلا بدّ أن يستجيب القدر». ثمّ الرسول يقول «الناس شركاء في ثلاث: الماء والنار والكلأ»، وهي في عصرنا الماء والطاقة والغذاء.

ـ أخي أخي، هل جمعت الطاقة والغذاء إلى الماء.

ـ نعم، أوّلاً: لذلك يحتكرون الطاقة أحياناً ويلعبون بأسعارها بما يلزم لإحباط الاقتصادات الأخرى.

ثانياً: أمّا الغذاء، فهناك الطامة الكبرى. فإنهم يلعبون لعبة الحصار الاقتصادي وقد حاول هذا الشيطان منذ بداية الاستعمارالحديث أن يحاصر كلّ البلدان التي تثور ضدّه، ومن أمثلة ذلك حصارهم كوبا.

ثالثاً: ألا تسمع كلّ يوم تطلع لنا إمبراطورية إعلام هذا الشيطان بأخبار نهاية الأرض واحتمال نزول كارثة فضائية علينا وما إلى ذلك. وذلك لتخويف الإنسان وإرهابه ليقبل بما تمنّ عليه دول هذا الشطان من حياة، إنّما كحياة حيوان في زريبة؟

ـ أخي أخي، لم يبق إذاً إلا الهواء. فهل الشيطان العالميّ يستطيع أن يحتكر الهواء؟

ـ نعم نعم و«هون» بيت القصيد. فإن الشيطان العالميّ لم يستطع حتى الآن أن يحتكر الهواء، وعندما يصل إلى ذلك فعلى هذه الدنيا السلام.

ـ أخي، أنت من جماعة الثقافة، فلماذا ذكرت كلمة «هون» بدلاً من كلمة «هنا»؟

ـ الله الله، يا أخي، من لا جذور له فسوف يموت، إنها من أبجديات الجذور لدينا. اِقرأ الحضارة الأوغاريتية، اِقرأ الحضارة السريانية، اِقرأ الحضارات الأمّ التي منها جاءت الحضارة العربية ومن ذلك لغة الضادّ والبلاد. وكان الله بعون هذه اللغة الأمّ التي أوّل من عقّها هم أعراب «هللو»، و«شالوم» و«تايار»، و«باي باي آرب»!

ـ رعاك الله يا أخي، وأرجو أن نصل إلى شاطئ السلام عبر وحدة العراق وقوّة الشام.

د. سحر أحمد علي الحارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى