المزيد عن الرفيق محمد علي الشماع

الأمين د. شوقي خيرالله

الرفيق محمد علي الشماع كان وجهاً مضيئاً في مدينة صيدا والجنوب، حقق في حزبه، وفي مدينة صيدا حضوراً متقدّماً. عنه كنتُ كتبت بتاريخ 11/05/2012 1 ويستحق ان يُكتب أكثر.

ل. ن.

في كتابه «سراديب النور» وتحت عنوان «الرفيق محمد الشماع ورياض الصادق» يقول الأمين د. شوقي خيرالله:

«الرفيق محمد الشمّاع من قديسي الحزب والعقيدة والحركة والنهضة. رفيق كامل. صيته ليس بحاجة الى الكتابة عنه، ولا هو يريد ان نمدحه. بل نمدح أنفسنا إذا ادّعينا صداقته.

«الرفيق محمد اريحي جواد ذو مروءة ونخوة، وذو تقوى، وفي بيته العامر الودود اتخذت زمرة الرفقاء قرارها بتبني طبع هذا الكتاب.

«محمد الشماع كان رئيس خريجي مدرسة الفنون في صيدا العام 1960. يوم تخرّج الدورة كان مبّرزاً فيها شاب فلسطيني فقير ويتيم ومعوز يدعى رياض الصادق. فنقّطه محمد الشماع بمئة ليرة لبنانية بسبب تفوّقه.

«وراحت الأيام وجاءت الأيام. في آب 1990 راح محمد الشماع في جولة مع لجنة من خريجي المعهد، الى الخليج، لجمع مال لمعهدهم، فجمعوا ما تيسّر.

«أثناء جولتهم زاروا شركة «بحتور» في دبي لجمع مال من المحسنين، فقدّم أهل الخير ما قدّموا، ولكن توجه رجل الى محمد الشماع وانتحى به بعيداً وقال له:

يا سيدي، انت مفضل عليّ، وقد أقرضتني يوماً وأقرضت الله مئة ليرة لبنانية.

انت غلطان يا رجل. انا لم اقرض أحداً. ومن أنت وما الاسم الكريم؟

بل انا مدين لك بمال، وارجو ان تقبضه مني للمعهد الذي خرّجني منذ ثلاثين عاماً، وليراتك المئة آنذاك كانت عوناً لي على الحياة لأني أعطيتها لأمي الأرملة لتستغني عن معونتي لها ريثما أحصّل أول راتب، ثم سافرت الى الخليج ووفقني الله بسبب مالك ورضاك، وارجوك ان تقبل مني هذا الصك!!

فتح محمد الصك فإذا به موقع باسم رياض الصادق وقد تبرّع بخمسين ألف دولار للمعهد، وقال رياض الصادق:

يا معلمي لو حسبت الفوائد طوال ثلاثين عاماً لتحصّل صك بحوالي هذا المبلغ.

يقول الرفيق محمد الشمّاع انّ تصرف رياض الصادق رسّخه في حب الخير وبذل الإحسان أكثر من أيّ مؤثر آخر في حياته. لقد قرض الله قرضاً حسناً.

وانا أشهد مع ألف شاهد انّ محمد الشماع غير مقصّر في أيّ مجال، طوّل الله عمره بالعافية والنباهة والصفاء 2 .

هوامش:

1 – مراجعة قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.

2 – غيّب الموت الرفيق محمد علي الشماع عام 2011.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى