واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران وتهدد بـ«سحق» كوريا الشمالية

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، فرض عقوبات جديدة على طهران تشمل 12 كيانا و13 فردا. وجاء في بيان الوزارة أن بعض المشمولين بالعقوبات الجديدة موجودون في الإمارات ولبنان والصين. وجرى إلغاء 100 ألف تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. في حين حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران، من أنها «تلعب بالنار»، فيما لفتت وسائل إعلام بريطانية إلى تصريح سابق لـ ستيف بانون، ساعد ترامب الأيمن يروج فيه لحربين واحدة مع إيران والأخرى مع الصين. فيما هدد وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتس، أمس، كوريا الشمالية برد «فعال وساحق» في حال قيامها بهجوم نووي على بلاده، أو أي من حلفائها. ودخل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في «حرب تغريدات» مع الرئيس الأميركي حول البرنامج الصاروخي الإيراني وشاركه ذكرياته حول أسلحة صدام حسين الكيميائية. كما كان لموسكو موقفها، حيث قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية، إن فرض عقوبات أميركية جديدة أحادية الجانب ضد إيران أمر غير بناء. وتواصل الاعتراض الداخلي الأميركي على سياسات ترامب، إذ أقيمت بحقه منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة 52 دعوى في 17 ولاية أميركية، تظلّم فيها أصحابها على ممارسات الحكومة الفدرالية بموجب مراسيم أصدرها ترامب. وعلقت محكمة أميركية جزئيا أمس، قرار ترامب بحظر الهجرة.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، إن العقوبات أظهرت التزام الولايات المتحدة باستخدام مثل تلك الإجراءات، ردا على برنامج الصواريخ البالستية الإيراني «وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة». وأضافت، إن العقوبات «متسقة تماما» مع التزامات الولايات المتحدة وفقا للاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران.

وحسب مصادر، فإن العقوبات تشمل 25 كيانا إيرانيا ضمن قائمتين منفصلتين وهما: 8 كيانات إيرانية بسبب «أنشطة تتعلق بالإرهاب» و17 كيانا بسبب أنشطة متعلقة بالصواريخ البالستية.

حرب تغريدات

من جهته، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طهران من أنها «تلعب بالنار». وكتب في تغريدة على حسابه في «تويتر»، أمس: «إيران تلعب بالنار ولا يقدرون كم كان الرئيس أوباما لطيفا معهم. لن أكون هكذا».

ورد الوزير الإيراني ظريف على ترامب، في تغريدة على حسابه في «تويتر» أمس بقوله: «إيران لن تعبأ بالتهديدات، لأن أمننا يستند إلى شعبنا. ولن نشعل حربا أبدا، لكن لا يمكننا الاعتماد على شيء باستثناء وسائل الدفاع الخاصة بن».

ونشر ظريف في التغريدة نفسها، شريطا مصورا يتحدث فيه عن ذكرياته حول الحرب العراقية الإيرانية ويؤكد حق إيران في تطوير برنامجها الصاروخي. وفي هذا الشريط الذي لم يذكر الوزير متى وأين التقط، يتذكر ظريف كيف كانت طهران «تتوسل» إلى دولة بعد أخرى، لكي تحصل ولو على صاروخ واحدة لتحمي نفسها من «وابل الصواريخ» العراقية المزودة بالرؤوس الكيميائية. وتوجه ظريف إلى الدول الكبرى، قائلا: «هل تريدون منا أن نتخلى عن الدفاع عن شعبنا، مقابل بضعة دولارات؟».

وقال ظريف إن طهران تتطلع حقا، إلى اليوم الذي ستتوقف الدول عن إنفاق أموالها على الأسلحة، مشددا على أن ما تنفقه طهران يعد مبلغا صغيرا بالمقارنة مع ما تنفقه دول أخرى. وأكد أن لبلاده الحق في الدفاع الأساسي، لكي «تمنع صدّاما آخر يقف قاب قوسين أو أدنى، من مهاجمتنا بأسلحة كيميائية». واعتبر أن المجتمع الدولي فشل تماما في توفير الحماية للإيرانيين، معيدا إلى الأذهان أن صدّام تحول إلى أكبر عدو للبشرية، ليس بعد الحرب العراقية الإيرانية، بل بعد توغله في الكويت فقط، وبقي ثماني سنوت قبل حرب الكويت «حبيب القلب» بالنسبة للمجتمع الدولي، حسب تعبير ظريف.

وفي تغريدة أخرى، شدد ظريف على أن طهران لم تستخدم أسلحتها أبدا ضد أحد، بل للدفاع عن النفس فقط.

موسكو

من جهتها، قالت روسيا موقفها، عبر مصدر في وزارة الخارجية الروسية، اعتبر أن فرض عقوبات أميركية جديدة أحادية الجانب ضد إيران أمر غير بناء. وأكد المصدر أمس، أن العقوبات قد تؤدي إلى مشاكل تعيق تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني. مضيفا أن فرض العقوبات «قد يؤدي إلى تأزم الوضع».

52 دعوى ضد ترامب

في سياق الاعتراض الداخلي الاميركي، أقيمت بحق ترامب منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة 52 دعوى في 17 ولاية أميركية تظلّم فيها أصحابها على ممارسات الحكومة بموجب مراسيم أصدرها ترامب. واعتبرت قناة «ان بي سي» أن «هذا الكم من الدعاوى ضد ترامب، هائل، نظرا لأنه لم يقض في السلطة سوى أسبوعين منذ تنصيبه في الـ20 من كانون الثاني». وأعادت القناة إلى الأذهان، أنه أقيمت ضد باراك أوباما في غضون أول أسبوعين على تنصيبه، ثلاث دعاوى فقط، فيما تمت مساءلة بيل كلينتون بموجب قضيتين اثنتين فقط، في الأيام الـ14 الأولى من حكمه. ولفتت إلى أن الدعاوى المقامة ضد ترامب، جاءت نتيجة فراراته وتشديد إدارته سياسة الهجرة وتقييد قدوم الأجانب وإقامتهم في البلاد.

وفي التعليق على هذه القرارات، أشارت «ان بي سي» إلى أن «الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأميركية الجديدة، حملت المدافعين عن الحقوق المدنية وممثلي المنظمات الإسلامية، على اللجوء إلى القضاء وتحرير الشكاوى ضد المسؤولين. واضطرت المدعين العامين في ولايات نيويورك وماساتشوستس وفرجينيا، إضافة إلى واشنطن، للانضمام إلى أصحاب الدعاوى في مطالبهم، معتبرين قرارات ترامب منافية للحريات والحقوق الدينية». وذكرت أن «المدعي العام في سان فرانسيسكو دينيس ايريرو، وصف مراسيم ترامب بالمعادية للولايات المتحدة». وأكد أنه «سوف يفعل كل ما في وسعه من أجل وقف تشييد الجدار العازل على الحدود مع المكسيك، بالطرق الشرعية المتاحة».

تعليق القرار

كذلك، قررت محكمة أميركية أمس، تعليق العمل جزئيا بقرار الرئيس ترامب، منع دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة. وأصدرت القاضية فيكتوريا روبرتس، قرارها الخميس، استجابة لطلب قدم إلى المحكمة الجزائية الأميركية شرقي ميشيغان، سعيا لوقف دائم للتنفيذ قرار «يحظر دخول حاملي تصاريح الإقامة الدائمة ومن لديهم تأشيرات هجرة سارية إلى الولايات المتحدة». وفي وقت سابق، أصدرت محاكم عدة قرارات بوقف تنفيذ قرار ترامب، من بينها محاكم بوسطن وفرجينيا وسياتل ومحكمة بروكلين الفيدرالية في ولاية نيويورك.

من جانبها، قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية في بيان رسمي، نقلته وكالة «أسوشيتد برس»: إن جميع الأحكام القضائية الصادرة، لن تؤثر بأي حال من الأحوال، على تطبيق قرار تعليق دخول مواطني الدول السبع». رغم أنها أعلنت أنها ستمتثل لتلك الأحكام.

تنتظرنا حربان

على صعيد آخر، لفتت وسائل إعلام بريطانية إلى تصريح سابق لستيف بانون، كبير مستشاري ترامب، توقع فيه نشوب حربين، واحدة في بحر الصين الجنوبي وأخرى كبيرة في الشرق الأوسط.

وذكّرت صحيفة «The Guardian» أن بانون قال في لقاء إذاعي في آذار 2016: «تنتظرنا حرب في بحر الصين الجنوبي وهي ستندلع بعد 5 أو 10 سنوات، لكن ليس في وقت أبعد من ذلك. ولا يوجد أي شك في هذا الأمر. هم يقيمون جزرا من الرمال ويحولونها إلى حاملات طائرات غير قابلة للغرق وأيضا ينصبون عليها صواريخهم. وبعد ذلك يأتون إلينا ويقولون مباشرة في وجوهنا: أتعرفون كم هو مهم أن تحفظوا وجوهكم: إن هذا البحر ملكهم منذ قديم الزمان».

وأضاف بانون: ««لدينا مشكلة مع التوسع الإسلامي وتوسع الصينيين. هم مزودون بدوافع قوية ووقحون ومتغطرسون. يسيرون إلى الأمام ويعتقدون أن اليهودية والمسيحية الغربية تتراجع». وتابع: قد لا يعجب الجميع ذلك، لكن من الجلي أننا نتحرك في اتجاه حرب كبيرة في الشرق الأوسط.

في المقابل، نقلت صحيفة «The Guardian» أن القوات المسلحة الصينية حذرت يوم تنصيب ترامب، من إمكانية نشوب حرب بين البلدين. وكتب أحد مسؤوليها على الموقع الإلكتروني للجيش الشعبي: إن حربا ستنشب خلال فترة رئاسة ترامب. وأن اندلاع الحرب ليس مجرد شعار اليوم بل واقعا فعليا.

بدوره، هدد وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتس، أمس، كوريا الشمالية برد «فعال وساحق» في حال قيامها بهجوم نووي على بلاده، أو أي من حلفائها. جاء ذلك خلال زيارته إلى العاصمة الكورية الجنوبية، سيوول وهي أول زيارة إلى الخارج لمسؤول في الإدارة الأميركية الجديدة.

وأوضح ماتس أهمية زيارته إلى سيوول، قائلا: إنها تؤكد على التزام أميركا بأولوية تحالفنا الثنائي. ولتبيان الالتزام الكامل للإدارة في الدفاع عن ديمقراطية كوريا الجنوبية. كما قال للصحافيين، بعد لقائه بنظيره الكوري الجنوبي هان مين كو: إن أي هجوم على الولايات المتحدة، أو على حلفائنا، سيهزم. وأي استخدام للأسلحة النووية سيقابل برد يكون فعالا وساحقا.

اليابان

وفي اليابان التي ينتظر أن يزورها ماتس بعد سيوول، خرج عشرات المواطنين بتظاهرات احتجاجية على نقل قاعدة عسكرية أميركية، من جزيرة أوكيناوا إلى مدينة ناجو في اليابان.

ويظهر في «فيديو» جرى توزيعه، كيف استخدم المحتجون زوارق صغيرة ليخرجوا في تمظاهرات»بحرية، قبل أن تعترضهم قوات حفر السواحل اليابانية، كما شوهد العشرات من سكان مدينة ناجو وهم يجوبون شوارع المدينة بتظاهرات احتجاجية.

السفير في الصين

لكن لتيري برونستيد، سفير الولايات المتحدة لدى الصين، راي جديد، إذ أعلن أمس، أن بلاده ستسعى لتعزيز العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري مع الصين.

وقال برونستيد في مقابلة مع وكالة «شينخوا» الرسمية الصينية: أنا فخور جدا لأنه تم اختياري سفيرا لدى الصين. إنه شرف كبير بالنسبة لي. نحن نرغب بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التجارة بين البلدين.

ولفت برونستيد، إلى أنه في حال واصل البلدان تحسين العلاقات الثنائية وتعزيز الصداقة وتطوير التجارة، فإن هذا سيصب في مصلحة العالم كله. وأكد أنه على الرغم من وجود صعوبات في العلاقات بين بكين وواشنطن، سيلعب شخصيا دورا بناء وسيستفيد من خبرة صداقته مع الصين على مدار السنين للتغلب على الخلافات القائمة بين البلدين. في حين رحبت وزارة الخارجية الصينية، بتعيينه، واصفة إياه بـ «صديق قديم» للشعب الصيني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى