حزب الله: لتحرير قانون الانتخابات من التجاذب ومحاولة استثماره لمصلحة بعض الزعامات

دعا حزب الله إلى تحرير قانون الانتخابات من التجاذب الداخلي ومن محاولة استثمار هذا القانون لمصلحة بعض الزعامات وبعض الرموز لمصلحة قانون عادل وتمثيلي، مؤكّداً أنّ المقاومة لا تحمل مشروعاً خاصّاً وهي ليست لفئة أو لجهة معيّنة.

وفي السياق، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في ختام دورة ثقافية أقامتها الهيئات النسائية في الحزب، أنّ «لبنان على المستوى الداخلي أمام فرصة مهمّة، لإكمال بناء المؤسسات بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والدعامة الأساسيّة التي تفكّ الكثير من العقد هي قانون الانتخاب»، داعياً إلى «تحرير قانون الانتخابات من التجاذب الداخلي ومن محاولة استثمار هذا القانون لمصلحة بعض الزعامات وبعض الرموز لمصلحة قانون عادل وتمثيلي، لنتمكّن من بناء لبنان بشكل صحيح، وكفانا ارتباطاً بهذه الحسابات الخاصة التي تعوق عجلة البناء».

وأكّد أنّ «مشاركة حزب الله في سورية لم تؤثِّر على الجهوزيّة في لبنان لمواجهة أيّ عدوان محتمل لـ«إسرائيل»، ومن كان يتوقّع أنّ مشاركتنا في سورية ستضعفنا نقول لهم: إنّ مشاركتنا زادتنا قوة، لأنّها أعطتنا خبرة إضافية، عرَّفتنا على أنواع جديدة من المعارك، وانتقلت المقاومة من مجرّد الكرّ والفرّ إلى الدخول إلى مناطق وتحريرها، واستخدام المقاومة في سورية إمكانات مختلفة عن الإمكانات الفرديّة والعاديّة والمتوسّطة والثقيلة التي تستخدمها المقاومة عادة».

أضاف: «هناك، إذن، خبرة إضافيّة اكتسبناها من موقف الشرف في سورية في مواجهة التكفيريّين التابعين لـ«إسرائيل». هذا إضافة إلى المدّ البشري الذي ازداد كثيراً عمّا كنّا عليه».

وأكّد أنّه «بعد تحرير حلب، تعزّزت فرص الحلّ السياسي في سورية، لأنّ الداعمين الدوليّين والإقليميّين للمسلّحين أُصيبوا بإحباطات وخسائر كثيرة من خلال الهزائم المتتالية التي أصابت المسلّحين والتكفيريين، ولم يعد بإمكانهم أن يخدموا المعادلة التي أصبحت قواعدها واضحة، يمكن للطرف الآخر أن يؤخّر الحلّ وأن يعوقه، ولكن لا يمكنه أن يعدِّل في الميدان بما يعطيه مكتسبات إضافية».

وقال: «نحن اليوم بانتظار أن يحسم الطرف الآخر، يعني الاستكبار ومن معه من الدول العربية، خياراتهم المستقبلية في سورية وفي المنطقة، من أجل أن تسير عجلة الحلّ السياسي، وإلّا فنحن أمام أشهر عدّة يعيشون فيها حالة من الحيرة، ولم يحسموا خياراتهم إلى أين يريدون الوصول. أمّا بالنسبة إلى محورنا، محور المقاومة، فخياراتنا واضحة، نحن نريد سورية موحّدة وآمنة وتختار ما يختاره شعبها، وتعمل باستقلالية بعيداً عن الضغوطات الإقليمية والدولية، وتبقى علماً من أعلام محور المقاومة في مواجهة التحدّيات وإسرائيل».

من جهته، اعتبر وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، أنّ «أيّ كلام مغرض أو مسيء لموقف رئيس الجمهورية اللبنانية الذي كان صريحاً في التعبير عن حقيقة الأمور، وصادقاً في توصيف ما يتعرّض له لبنان وما يخدم مصلحة هذا الوطن، هو كلام مسيء لصاحبه، لأنّ الكلام الذي صدر عنه، يؤكّد أنّ هذا الرئيس حريص على أمن الوطن ومصلحته، وهو فوق ما يتّهمه البعض أنّه لحساب فئة أو جهة».

وأكّد فنيش خلال رعايته افتتاح معرض صور، أقامه حزب الله في مركز الإمام الخميني في مدينة صور لمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإيرانية، أنّ «المقاومة لا تحمل مشروعاً خاصاً، وهي ليست لفئة أو لجهة معيّنة، والدليل على ذلك أنّها قدّمت كلّ إنجازاتها في خدمة اللبنانيّين جميعاً، سواء في التحرير واسترداد الأرض، أو في إعادة الدولة ومؤسساتها لممارسة دورها على أرضها، فضلاً عن التصدّي للخطر التكفيري والإرهابي»، واضاف: «طالما أنّ لبنان يمتلك هذه القوة المتكاملة مع الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة اللبنانية ودور مؤسسات الدولة، فعندئذ لن تستطيع «إسرائيل» ولا أيّ أحد أن يخيف اللبنانيين».

بدوره، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض خلال مراسم رفع راية لبنان وفلسطين وحزب الله في المنطقة المحاذية لفلسطين المحتلّة في بلدة عديسة الجنوبية، بمناسبة ذكرى الشهداء القادة، «أنّ المقاومة وُجدت لتحرير الأرض عندما استباحها «الإسرائيلي»، وهي مستمرّة في دورها وحضورها ووظائفها دفاعاً عن الوطن في وجه أيّ تعدٍّ أو اعتداء أو عدوان مهما بلغ حجمه ومستواه، وعليه فإنّ ما ترمي إليه المقاومة هو ردع العدو والدفاع عن الوطن كدولة ومجتمع ومكوّنات، ولذلك فإنّنا نقول اتركوا هذا الوطن وشأنه، فلقد اختبر الشعب اللبناني قيمة التحرير والحرية والأمن، وهو لن يفرّط بها مهما كان ثمن ذلك».

وقال: «لن ننجرّ إلى مماحكات داخليّة أو سجالات عقيمة يُراد منها إحياء لعبة الاضطراب الداخلي التي تسيء إلى الاستقرار السياسي الذي يبقى أولويّتنا. وعليه، فإنّ لنا تحالفاتنا ونظرتنا وحساباتنا إقليمياً، ولكم تحالفاتكم ونظرتكم وحساباتكم المعروفة جيداً، وإنّ ذلك من وجهة نظرنا ليس مدعاة لإفساد أيّ مناخ داخلي إيجابي يحيط بانطلاقة العهد، وتجربة الحكومة ومعالجة الاستحقاقات الداهمة».

وأعلن عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، خلال حفل تأبيني في بلدة يحمر في البقاع الغربي، أنّ الحزب «عندما يرفض قانون الستين لا يرفضه من أجل المناورة السياسية، بل هو موقف مبدئي، لأنّ قانون الستين قانون مشوّه لا يمكن تجميله ولا يمكن تعديله، وهو القانون الذي يرفضه غالبيّة اللبنانيّين، وهو القانون الذي لا يعبّر عن إرادة وطموح اللبنانيّين وهو القانون الذي يشكّل عقبة أساسية أمام انطلاقة جديدة لبناء الدولة».

واستقبل مسؤول منطقة البقاع في حزب الله النائب السابق محمد ياغي، وفداً من «حركة فتح»، ضمّ أمين سرّ المنطقة محمود سعيد، فراس الحاج، توفيق الحجيري وفؤاد جمعة، في حضور الشيخين علي فرحات وسهيل عودة.

وشكر الوفد قيادة الحزب في البقاع، على «مواساة الحركة باستشهاد القائد الدكتور نضال عزام». وبدوره، أكّد سعيد أنّ «الحركة لم ولن تغيّر وجهتها النضالية والكفاحيّة، ومستمرّة بكافّة أشكال المقاومة رغم الحصار والتهويد والاعتقال والقتل من قِبل العدو وبناء المستوطنات وانتهاك حرمة المسجد الاقصى».

من جهته، أكّد ياغي أنّ «زوال دولة الاحتلال الإسرائيلي حتمي»، وقال إنّ ما أكّده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى استشهاد السادة الشهداء هو حقيقة صادقة، ورسالة لا لَبْس فيها بتهديد العدو استراتيجياً في حيفا وديمونا، كما أنّ قوّة الرّدع لدينا هي حقيقة ضدّ كيان مغتصب لحقوقنا الوطنية والمقدّسة».

وأحيا حزب الله ذكرى قادته الشهداء: السيد عباس الموسوي، الشيخ راغب حرب وعماد مغنية، بمعرض عن السلاح والأعتدة العسكرية التي كان يستخدمها في حربه مع «إسرائيل»، أقامه في حسينيّة فاطمة الزهراء في بلدة ميس الجبل بعنوان «معرض الشهادة والنصر».

وقد تحوّلت الحسينية إلى معلم عسكري يجسّد البيئة التي يعمل فيها الحزب في مقاومته لـ«إسرائيل»، مقارباً الجبال والوديان والدهاليز، مع عرض لأنواع عديدة من السلاح والصواريخ، ومجسّمات لمقاومين، فضلاً عن تجسيد لأضرحة الشهداء القادة، وعرض لتصريحات وخطابات قادة الحزب، إضافةً إلى أعتدة عدد من الشهداء.

وفي احدى زوايا المعرض، ثُبّتت شاشة تعرض ما تنقله كاميرا موجّهة نحو أحد المراكز العسكريّة «الإسرائيلية» على الحدود اللبنانية – الفلسطينية.

وزارت المعرض وفود عديدة من مختلف قرى وبلدات المنطقة، وتلامذة المدارس الذين استمعوا إلى شرح من ضباط وعناصر في الحزب عن أنواع الأسلحة ونشاطات الحزب. ويستمرّ المعرض حتى يوم الأربعاء المقبل.

إلى ذلك، جدّدت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان «التذكير بأنّ سياستنا الإعلامية المعروفة والمعتمدة لا نستخدم على الإطلاق صيغة المصادر، بالتالي ليس لدينا ما يسمّى مصدر مقرَّب من حزب الله».

وأكّدت أنّ ما نشرته وكالة «رويترز» تعليقاً على كلام الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في احتفال القادة الشهداء، أنّ أحداً من مسؤولي حزب الله لم يُدلِ بأيّ موقف من هذا النوع».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى