صَرْخةٌ قُدَّتْ من وَجَعْ

آمنة بدر الدين الحلبي

آمنة بدر الدين الحلبي

كأنَّ الموتَ صادقني…

تسلَّلَ إلى روحي ..

صرخةٌ قُدَّتْ من وَجَعْ

على أميِسيَّا الحب..

الموتُ انْزَرَعْ..

من وحوشٍ تَرْتَعْ…

في قلبِ الوطن…

وبين ساحاتٍ تدمعْ…

كأنَّ الموتَ صَادقني…

قبلَ النداء…

وبعدَ الصوتِ…

كان الموتُ أسرعْ…

آلامي انْتَفَضَتْ…

أمامَ شاشةٍ صغيرة…

وروحي أُصِيَبتْ بالهلعْ…

أجسادُهم المنخورة بالقذائفْ..

تلاشتْ انقطعَ السمعْ..

الدماءُ خضَّبتْ الوجوه…

والمجرمُ يَرْتعْ…

كأنَّ الموت صادقني…

تسلَّلَ إلى روحي…

حين كان اللقاء…

عانقَ الفراق..

وحبيبي…

على مسرحِ التَّماس..

لفظَ الياسمينُ آخرَ الأنفاس…

الرأسُ مفصولٌ عن الراس…

مقطوعةٌ الأيادي بلا إحْساس…

قذائفُ وحرائقُ ورائحةُ بارود…

والخائنُ سارحٌ لم يشبعْ..

كأنَّ الموتَ صادقني..

في صباحاتِ الاحتضار..

بعد بزوغِ الفجر..

ليلٌ كموجِ البحر..

سدولُه سوداء..

لن تشرقَ الشمسُ…

في حضرةِ الغياب…

أحرقتِ الهمسْ …

بحكاياتِ الأمس..

جالتْ على غابات النسيان …

واللانسيان…

خيانةٌ هنا…

وخيانةٌ هناك…

من شرمِ الشيخ…

إلى سَعْسَعْ…

والكل أخرسٌ لا يسمع….

كأنَّ الموتَ صادقني…

اهتزَ الشجرْ ..

نزفَ الحجرْ…

تلاشى البشرْ..

في قلبِ حمصَ…

لم أشعرْ..

لم أتألمْ…

لم أصرخْ…

شوَّهوا الثغر…

وعبثوا بوجهِ الفرح…

ماتَ الحبُّ…

على أديمِ الأرض..

نهشُوا الكبد…

وقطعوا الإصبعْ…

كأنَّ الموتَ صادقني…

حطَّ رحالَه في بيتي…

ولم يبقِ ولم يَذَر…

هسيسُ النارِ يفجعْ…

على الحيطان مدَّ يدَه..

وزهرُ الياسمين يدمعْ…

شفاه الدحنون ذَبُلتْ….

كرومي يبستْ…

واللونُ الأسود يرجعْ…

كأنَّ الموت صادقني….

لكنَّ الحب هو المنبع..

والعشق جَمَعَ أوردتي…

أما الشريانُ فمُشبع…

الأملُ سكنَ بينهما…

ليوم الفرح كي يقبعْ…

بقي البخور…

ليوم النذور…

والنصرُ يعلنه المِدْفعْ…

في يومٍ الشمسُ تَسْطَعْ…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى