الجعفري يُحمِّل «منصّة الرياض» مسؤولية أيّ فشل محتمل لمفاوضات جنيف

لم تخرج الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف عمّا كان متوقّعاً، إنْ لجهة الورقة التي سيطرحها المبعوث الأممي دي ميستورا أو لجهة رفض وفد «منصّة الرياض» بند مكافحة الإرهاب من دون أن يكون هناك معارضة موحّدة.

هذا ما أشار إليه رئيس الوفد السوري إلى جنيف الدكتور بشار الجعفري، وذلك على وقع تحرير مدينة تدمر واستلام الجيش السوري قرى منبج.

وقدّم المبعوث الدولي الخاص استيفان دي ميستورا للأطراف السوريّة المشاركة في اجتماع «جنيف 4» ورقة مكوّنة من 12 بنداً لرؤية الأمم المتحدة حول نظام الحكم في سورية. وأهم ما ورد في الورقة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، والالتزام باستعادة الجولان المحتلّ، وأن يقرّر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية، إلى جانب المطلب السوري الأهم برفض الإرهاب والتعصّب والتطرّف والطائفية.

وأعلن رئيس الوفد السوري في مؤتمر صحافي بجنيف، أنّه اطّلع على البنود وسيعطي رأيه فيها في جلسة اليوم، وطالب بمعارضة «وطنيّة موحّدة» وبعيدة عن «الارتباط الخارجي»، متّهماً منصّة الرياض بالعمل لإفشال المفاوضات.

من جهته، أكّد مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا أمام الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان أنّ «تخليص الشعوب من ويلات الحروب لا يتمّ من خلال زعزعة استقرار الدول، والسعي إلى تغيير الأنظمة عبر دعم الإرهاب أو التواطؤ مع الأجندات السياسيّة لبعض الدول».

وأضاف أنّ «الطريق إلى حلّ الأزمة الإنسانيّة الناشئة في سورية يكمن في الاعتراف بمسبّباتها، من دون تسييس أو تشويه للحقائق، وذلك من خلال مكافحة الإرهاب ومحاسبة حكومات الدول الراعية له»، وإنفاذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، إضافة إلى الرفع الفوري للتدابير القسريّة أحادية الجانب.

وحول المفاوضات، أكّد آلا «عزم الدولة السورية على مكافحة الإرهاب واستعادة سلطتها على كامل أراضيها، والالتزام بالسّعي للتوصّل إلى حلّ سياسي أساسه حوار سوري بقيادة سورية من دون تدخّل خارجي، ومن دون شروط مسبقة، يضمن سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها». وفي سياقٍ متّصل، أعلنت المتحدّثة بِاسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنّ الأيام الأولى للحوار السوري في جنيف أثارت شكوكاً كبيرة في قدرة وفود «المعارضة» على التوافق، وحمّلت «منصّة الرياض» مسؤولية فشل توحيد المعارضة السورية. وقالت: «معارضة الرياض ترفض المشاركة النشيطة في هذه المباحثات»، مشيرةً إلى أنّ «قدرة هذه المجموعة على التوصّل إلى اتفاقات في إطار محادثات جنيف لا تزال تثير شكوكاً».

الجيش السوري يعلن تحرير تدمر ويتسلّم قرى منبج

وكانت القيادة العامّة في الجيش السوري قد أعلنت في بيان أمس، أنّ عملية تحرير تدمر تمّت بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة وبإسناد جوي من مركز الطيران الحربي السوري والروسي، وأشار البيان إلى أنّ «استعادة السيطرة على مدينة تدمر تؤسّس لتوسيع العمليات العسكرية» التي تقوم بها القوات السورية ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي.

جاء ذلك بعد أن أعلن الكرملين أنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بأنّ القوات السورية استعادت سيطرتها على مدينة تدمر بدعم من القوات الجوية الروسي.

وفي منبج، قال المجلس العسكري إنّه سلّم القرى الواقعة غرب بلدة منبج إلى الجيش السوري لمنع استيلاء المعارضة المسلّحة التي تدعمها تركيا على تلك القرى. وأعلن المجلس والذي يُعدّ جزءاً من تحالف القوات الديمقراطية السورية بقيادة كرديّة، أنّه «نقل الدفاع بشأن منطقة خط التماس»، وجاءت الخطوة بعد اتفاق مع روسيا، الحليف القوي للدولة السورية.

هذا، وضبطت وحدة من الجيش والقوات المسلّحة نفقاً لتنظيم «جبهة النصرة» المدرج على لائحة الإرهاب الدولية، خلال عملياتها على تحصيناته وتجمّعاته في منطقة حرستا بريف دمشق. وأفاد مصدر عسكري في تصريح لوكالة «سانا»، بأنّه نتيجة للمراقبة والرصد المستمرّين خلال تنفيذ وحدة من الجيش عمليات على تجمّعات ونقاط تحصين مجموعات إرهابيّة تابعة لتنظيم «جبهة النصرة»، تمّ ضبط نفق بطول 220 متراً وارتفاع مترين وعرض متر واحد في منطقة حرستا، كان الإرهابيّون يحاولون الاعتداء عبره على إحدى النقاط العسكرية.

مصر: لا دليل على استخدام سورية لـ«الكيميائي»

من جهة أخرى، أكّد المتحدّث بِاسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، أنّ امتناع مصر عن التصويت على مشروع القرار الغربي في مجلس الأمن الدولي حول فرض عقوبات على سورية بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية كان «أمراً طبيعياً»، وذلك لعدم وجود أيّ دليل على ذلك.

وأشار أبو زيد في حديث لصحيفة الأهرام المصريّة نشرته أمس، إلى أنّ مشروع القرار الغربي قفز إلى استنتاجات حول استخدام الأسلحة الكيميائيّة من دون تقديم أدلّة.

وأشار أبو زيد إلى أهميّة عدم إغفال أنّ 6 دول في مجلس الأمن اعترضت على مشروع القرار، حيث مارست كلّ من روسيا والصين حقّ النقض «الفيتو» ضدّه، واعترضت بوليفيا فيما امتنعت مصر وإثيوبيا وكازاخستان عن التصويت عليه، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنّ موقف مصر اتجاه حيازة أو استخدام الأسلحة الكيميائيّة واضح ومعروف ولا يقبل التشكيك.

وكان مندوب مصر فى الأمم المتحدة عمرو أبو العطا أكّد فى كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن عقب امتناع بلاده عن التصويت حيال مشروع القرار الغربي حول سورية يوم الثلاثاء الماضي، أنّ مشروع القرار تجاهل لأسباب غير مفهومة أحد أهم الأركان الرئيسيّة في التحقيق وهي الأدلّة، ما يجعله إجراءً مسيّساً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى