نكد لـ«البناء»: تجربتنا حوّلت المنطقة إلى حركة استثمارية كبرى

image_2_1

حاوره: أحمد موسى

لم يعد المواطنون في زحلة وفي 16 بلدة في البقاع الأوسط يكرّرون الكلمات الثلاث «إجت، راحت، تكّت»، عندما كانوا يواجهون صعوبة الحصول على التيار الكهربائي، فمنذ سنتين، وهم يعيشون «نعمة الحلم» الذي حقّقته لهم شركة «كهرباء زحلة»، وحصلوا على الطاقة 24 24 ساعة وبكلفة أقل من 40 في المئة. هو حلم بعد كفاح طويل استمر لسنوات وسنوات.

أكثر من خمسين ألف مشترك لأكثر من 200 ألف نسمة في 16 بلدة ومعهم مدينة زحلة باتوا ينعمون بالتغذية 24/24 بفضل رجل طموح وضع نصب عينيه «رفع المعاناة وظُلم العتمة». هو رئيس مجلس إدارة شركة «كهرباء زحلة» المهندس أسعد نكد الذي حمل لواء الإنماء وحقّق حلم المواطن البقاعي وأنار درب البقاع ونور البقاعيين، وأمّن لهم حياة مضيئة 24/24 ساعة، فولّت ثقافة الظلام ومعها ثقافة الشموع إلى غير رجعة، لتحلّ مكانها ثقافة الحياة والنور.

استطاع نكد إعادة الأمل إلى المواطن البقاعي بعدما تمكن من حلّ أزمة الكهرباء في زحلة والجوار، في وقت فشلت الدولة من معالجة الفساد في القطاع الكهربائي وفي توفير التيار، فأوقعت لبنان في الظلام، رافضة تكرار تجربة نكد الرائدة والتي تعتبر بصمة مضيئة في سماء لبنان.

«البناء» التقت المهندس أسعد نكد وكان معه هذا الحوار:

لا يطمح المهندس نكد لأمر سوى الاستمرار في مسار شركة «كهرباء زحلة» في إعطاء الطاقة 24 24 ساعة. متمنّياً تعميم تجربة «كهرباء زحلة» على كلّ لبنان ليحصل اللبنانيون على 24 24 ساعة من التيار الكهربائي.

ولفت نكد إلى أنّ «كهرباء زحلة» ومنذ 70 سنة تعمل على تأمين التيار الكهربائي للمواطنين 24 24ساعة لـ16 بلدة وقرية إضافة إلى مدينة زحلة، نافياً أن يكون لديه أيّ طموح سياسي. مفضّلاً وجود الدولة في تأمين التيار الكهربائي للبنانيين 24 24 ساعة إذا أرادت ذلك.

نكد ذكّر بالمعركة الإنمائية ـ المطلبية المحقّة للبقاعيين والزحليين والتي قادها معهم فتحقّق حلمهم. «ونجحنا في معركتنا وسُمح لنا بإنتاج الطاقة وتزويد منطقة واسعة بالتيار الكهربائي 24 24 ساعة، أما باقي المناطق غير الخاضعة لشركة كهرباء زحلة إذا أرادت الكهرباء 24 24 ساعة في ظلّ غياب ذلك من الدولة فعليهم رفع الصوت وتحقيق ذلك من خلال قانون».

وأضاف: منذ سنتين ونحن نزود القرى ومدينة زحلة بالتغذية الكهربائية 24 24 ساعة، والمواطنون في القرى المستفيدة من كهرباء زحلة مرتاحون، على صعيد التعرفة وتخفيض الأعباء المالية التي كانوا يتكبّدونها سابقاً، فضلاً عن تنامي الصناعة والحركة التجارية والسياحية والزراعية والريّ وزيادة حركة المستثمرين وإنارة الطرقات الرئيسية والفرعية. جلّ ما في الأمر أننا كشركة اعتمدت على الثقافة في تأمين التيار الكهربائي، ووعدنا في تأمينه 24 ساعة ونفّذنا وعدنا وحقّقنا حلم البقاعيين والزحليين في تحقيق الوعد والحلم. من هنا، الدولة صاحبة القرار في تأمين التيار الكهربائي 24 24 ساعة للمواطنين إذا أرادت ذلك، أو تلزيمه إلى القطاع الخاص، وفي مثل ذلك الأمر يحتاج إلى قرار سياسي جامع، إذ من المعيب أنه في عام 2017 لا توجد كهرباء في لبنان 24 24 ساعة.

ورأى نكد أنه في السنوات الأربع الأخيرة اعتمدت «كهرباء زحلة» سياسة التوظيف للأجيال الصاعدة، انطلاقاً من مبدأ تثبيتهم في أرضهم ولعدم إحباطهم وتفكيرهم بالهجرة، وللتمسّك بوطنهم. من هنا، استوعبت «كهرباء زحلة» عدداً لا بأس به من الموظفين، متمكنةً من إعانة عشرات العائلات لتعيش بكرامة وعيش وفير.

استثمارات

وأمام الواقع الذي وصلت إليه «كهرباء زحلة» منذ سنتين من إنتاج للطاقة 24 24 ساعة، أكد نكد: «إنذ ذلك أمر وضع زحلة ومنطقة البقاع في دائرة العاصفة الاستثمارية، وجعلها مقصداً للمستثمرين بفضل وجود كهرباء 24 24 ساعة والبيئة النضيفة في المنطقة، فدارت محرّكات الحركة الاستثمارية على كافة المستويات، صناعياً وتجارياً وفي مجال الاستثمار المالي البنكي، وتزايدت الحركة التجارية والسياحية ونما القطاع الزراعي. والأمر لم يقتصر على المستثمرين من الخارج بل داخلياً، إذ إنّ عمودا الاستثمار الداخلي والخارج هما أساس بناء الوطن والمنطقة عندما تتوافر الظروف المواتية لذلك وأهمها توفير الطاقة 24 24 ساعة والبيئة، وهذا ما وفّرته كهرباء زحلة على مستوى البقاع والمنطقة». إضافة إلى ذلك، تتوسّط منطقة البقاع كمنفذ للبنان برّاً إلى الدول العربية ومنها إلى الأوروبية عبر سورية وسهولة العبور إلى تلك الدول، فانتشار المناطق الصناعية في زحلة والبقاع خفّف من الكلفة على المصنّعين والمورّدين والمستثمرين عبء الحاجيات والمستلزمات الاستثمارية والصناعية والتجارية، وسهّل التنقل على مستوى الداخل اللبناني والخارجي، إذ إن توفر البيئة الحاضنة لهم من وجود للطاقة الكهربائية 24 24 ساعة والبيئة غياب للنفايات المنتشرة في شوارع المدينة يجعلنا أمام ثقافة استثمار من نوع آخر.

فرص عمل

فرص العمل توجدها شركات استثمارية خارجية تستثمر في لبنان، فتخلق فرص عمل لجيل الشباب والشابات. وهذا يحتاج لتوفير وتسهيل من الدولة والمستثمرين، من كهرباء وهاتف ومياه وما إلى ذلك.

وأضاف: منذ سنتين، أي مع تأمين كهرباء زحلة الطاقة 24/24 ساعة فقد لحظنا نمواً على الصعد الاقتصادي والاستثماري والمالي، وفتحت شركات تجارية وصناعية وسياحية، ولاحظنا نموّاً في القطاعين الزراعي والخدماتي على صعيد البقاع. وهذا يعود لتوفير الطاقة الكهربائية من كهرباء زحلة 24/24 ساعة.

ولفت نكد إلى أن كل ذلك يعود لوجود كهرباء 24/24 ساعة، وكذلك البيئة النظيفة، فلا معاناة عندنا من النفايات كما هو حاصل في بيروت وغيرها، فضلاً عن قرب منطقة البقاع مع محيطيها الداخلي والخارجي ما يوفر على المستثمرين عناء ومشقات المسافات وكلفة التصدير، خصوصاً لقرب البقاع من سورية التي تشكل بوابة الدخول إلى الدول العربية، إذ إن الاشكالات والازمات الحاصلة لا بد أن تنتهي.

تجربة «كهرباء زحلة»

إن تجربة كهرباء زحلة فتحت الباب أمام كثيرين من السياسيين المطالبين بالخصخصة، وهذا متوقف على الإرادة أولاً ومصلحة الدولة والحفاظ على مقدراتها. فحاجة المواطن اللبناني إلى وجود كهرباء 24/24 ساعة مطلب محقّ للّبنانيين في بلدٍ حتى اليوم يعانون فيه من غياب الطاقة التي ترتكز جميع المقدرات الحياتية والاستثمارية والصناعية والتجارية والتصنيعية والزراعية والسياحية وما إلى ذلك على الطاقة الكهربائية التي يجب أن تكون 24/24 ساعة. مشيراً إلى أنه من المعيب في 2017 لا توجد كهرباء، 24/24 ساعة، فالمواطنون يدفعون الضرائب المتوجبة عليهم للدولة، في المقابل لا يحصلون على أدنى مقومات الحياة وهي الكهرباء 24 24 ساعة. متسائلاً: لماذا المواطن يدفع فاتورتين، فاتورة لشركة «كهرباء لبنان» وفاتورة للمولّدات، فضلاً عن فاتورة الضرر التي يتكبّدها من جرّاء عدم حصوله على تيار كهربائي بفولتاج صحيح ما يرتب عليهم المواطنين خسائر إضافية في الادوات المنزلية الكهرباية، ولا يحصل على تيار كهربائي 24/24 ساعة، وبالتالي المواطنون أمام ثلاث فواتير تنهكهم وتشكل أعباء على مدخولهم الشهري. جاءت «كهرباء زحلة» وأوجدت الحلّ بفاتورة واحدة وتيار 24/24 ساعة وبفولتاج صحيح، وهذا حقّ مكتسب للمواطنين. مشيراً الى أن جارتنا سورية تعاني أزمة حرب، والكهرباء عندها 24/24 ساعة.

ووضع المهندس نكد مسؤولية المعاناة مع الكهرباء مجتمعة وليس شخص أو جهة، فالشعب والمجتمع المدني والحكومة جميعهم مسؤولون عن المشكلة تماماً كحلّها.

المهندس نكد يسأل: بعد الطائف والتكاليف التي صرفت على الكهرباء ولا كهرباء، والسؤال هو: متى يحصل اللبنانيون على الكهرباء 24/24 ساعة؟ ولماذا حتى اليوم في 2017 لا توجد كهرباء 24/24 ساعة؟ هذا التساؤل يجب عدم وضعه في خانة الضدّ، ضدّ الدولة أو المسؤول المعني.

ربط المهندس نكد موضوع استخراج النفط بالطاقة والمال والسياسة، لكنه تمنّى حل مسألة التوافق على استخراج النفط لما يشكله من أساس وأهمية وطنية كبرى تعود بالنفع على الوطن والمواطنين وخزينة الدولة. ولفت نكد في هذا الموضوع إلى أنّ إنتاج الطاقة على الغاز سيوفّر على الدولة نصف العجز، لأن إنتاج الطاقة على الغاز حكماً سيخفّض سعر فاتورة الكهرباء 50 في المئة، من هنا يهمنا كثيراً استخراج النفط وبأسرع وقت ممكن.

الخصخصة

يحكى اليوم عن خطّة لخصخصة معامل الانتاج. في المقابل هناك خطة ثانية غير الخصخصة. المهم اليوم التوافق السياسي على آلية تنقذ المواطنين ولبنان من أزمة الكهرباء التي يعانون، فاللبنانيون يحتاجون إلى كهرباء 24/24 ساعة. لكن كيف سيحصل ذلك بالخصخصة أو بغير ذلك. المواطن همّه الوحيد كهرباء 24/24 ساعة، بفولتاج صحيح وتعرفة مقبولة.

المهندس نكد يجد في الخصخصة حلاً لأيّ أزمة عالقة في لبنان ومنها قطاع الكهرباء، إذ إنّ السياسيين وأصحاب القرار مجمعون على الخصخصة في لبنان وخاصة الكهرباء، فهل يعقل في عام 2017 ولا كهرباء في لبنان 24 24 ساعة؟

اللامركزية الكهربائية

هناك خطّتان، واحدة موقتة وأخرى نهائية، وبرأي المهندس نكد إعطاء البلديات صلاحيات تنظيم قطاع الكهرباء وفق آلية موقتة للسير بخطة طويلة الامد من خلال إنتاج الطاقة على الغاز، أو بواسطة شركات خاصة تحت رقابة الدولة وتطبيق الهيئة الناظمة. وهذا يضعنا على سكّة تحقيق اللامركزية الكهربائية والادارية.

المهندس نكد شدّد على موضوع الشركات الخاصة في تطبيق سدّ عجز كهرباء لبنان في مناطق لبنانية أخرى تعاني أزمة تقنين، وإعطاء كهرباء صحيح وبفولتاج صحيح لفترة إنجاز الخطة المتكاملة ليصار إلى إنتاج الطاقة 24/24 ساعة، وبالتالي تكون الشركات الخاصة أوجدت فرص عمل لشريحة من اللبانيين لفترة زمنية محدودة قد تكون أربع سنوات أو أكثر لحين بتّ الدولة بالمعالجة المستدامة لأزمة الكهرباء. فهناك مسؤولون في الدولة جديدون في معالجة أزمة الكهرباء، لكن المشكلة تكمن في الاستمرارية في تطبيق القوانين ذات الصلة لحين تطبيق الخطط المستدامة.

وشدّد نكد على تطبيق الطاقة البديلة مبدياً تشجيعاً لها كونها متلازمة مع البيئة. «ونحن نشجع المواطنين على اعتمادها، ويجب استخدام الطاقة البديلة في لبنان لتصل إلى 15 في المئة من الطاقة الكهربائية».

الفساد

يشير المهندس نكد إلى أن الفرق بين القطاع الخاص والقطاع العام، أنّ الخاص يتمتّع بالرقابة والمحاسبة، وهذا سائد في العالم. هنا تجد في «كهرباء زحلة» غياباً للفساد والهدر، والتعدّيات معدومة عكس ما هو قائم في القطاع العام في لبنان. فقبل عام 1975 كانت «كهرباء لبنان» تتمتع بالمحاسبة والرقابة، وكانت الدولة تستدين منها وتعطي كهرباء لسورية، أما القطاع العام قبل 40 سنة فكان أفضل من 40 سنة حتى اليوم، فتفوّق عليه القطاع الخاص بسبب الرقابة والمحاسبة. هناك فرق بين خصخصة القطاع وبين تلزيم المعامل. فليُخصَخَص قطاع الكهرباء وتُسلّم معامل الإنتاج لشركات خاصة، وتبقى كهرباء لبنان تراقبه تحت سلطة الدولة، فليستلم القطاع الخاص المعامل الجديدة قيد الإنشاء وخطوط النقل وتبقى ملك مؤسسة كهرباء لبنان.

تحقيق حلم البقاعيين

ويقول نكد: لقد وقف البقاعيون والمجتمع المدني معي في معركتي لتحقيق مشروع الإنتاج 24/24 ساعة، وحققنا هذا الإنجاز الذي كان بمثابة حلم البقاعيين. من هنا، على الدولة أن تفهم أن الشعب هو الحكم. فالشعب يدفع الضرائب وعلى الدولة اللجوء لهذا الحكم الشعب . وإن مشروع شركة «كهرباء زحلة»، لو لم يكن الشعب البقاعي معه لما تحقق هذا الحلم ولكنت تركته. وشركة «كهرباء زحلة» تخضع لقانون، هذا القانون ينصّ على أن كهرباء زحلة عام 2018 ينتهي عقدها ليصار إلى تسليمها لـ«كهرباء لبنان» ولكن…

لقد حصلت قصة حبّ ومودة وتلاقٍ بيني وبين الزحالنة وبين 16 بلدة عمرها سنوات وسنوات، لكن العمل استمرارية، مستبعداً حلّ أزمة الكهرباء في لبنان لتتحول إلى 24/24 ساعة حتى نهاية عام 2018.

ويضيف: لأكن صادقاً، على المرء أن يقبل بحدود الحياة، فكل شيء له نهاية، أنا مع القانون وتحت سقفه، وأتمنى أنه مع انتهاء عقد «كهرباء زحلة» في 2018، أن تكون «كهرباء لبنان» قد بدأت تنتج كهرباء 24/24 ساعة.

ووجّه نكد جملة من الرسائل، فعلى صعيد المواطنين نصحهم بالتعلق بأرضهم ووطنهم، وأن يثبتوا حضورهم ويكونوا متفائلين، وخاصة جيل الشباب فهو أمام مستقبل واعد للتغيير وعليه ألا يستسلم. وأضاف: إن شركة «كهرباء زحلة» كما كانت ستبقى إلى جانبهم، ومستمرّون في التحسين في تقديم الخدمات وكل ما هو أفضل ويريحهم حتى آخر يوم في عملنا.

أما للسياسيين، فعليهم أن يفكّروا بأبناء الوطن وتأمين مقوّمات الحياة لهم، فأبناؤنا يستحقون العيش بكرامة.

ويرفض المهندس أسعد نكد التعاطي في السياسة، مصارحاً أنه من ينجح إدارياً ليس بالضرورة أن ينجح سياسياً.

وعن تخصيص زيارة السفير الفرنسي لشركة «كهرباء زحلة» رأى نكد أنّ الزيارة كان لها موضع إعجاب من قبل السفير بون بما قدّمته شركة «كهرباء زحلة» على مستوى الوطن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى