عبث «إسرائيلي» لفرض قواعد اشتباك

معن حمية

هجوم جديد لافت في مكانه وزمانه، تنفذه المجموعات الإرهابية، من خلال تسلّل مئات الإرهابيين إلى أحياء عدة في أطراف مدينة دمشق انطلاقاً من منطقة جوبر ومحيطها. وهذا الهجوم بمرحلتيه الفاشلتين واكبته القنوات الإعلامية الناطقة باسم الإرهاب لحظة بلحظة، عبر بث الأكاذيب والشائعات والبلاغات عن سيطرة وهمية، ما أكّد بأنّ للهجوم هدفاً أبعد بكثير من محاولة حرف الأنظار عن واقع انهيار المجموعات الإرهابية في مناطق سورية عدة. وليطرح أسئلة عديدة حول الهدف الحقيقي من تركيز الهجوم الإرهابي على أطراف دمشق، وفي هذا التوقيت بالذات؟

للإشارة، أنه ومنذ ست سنوات، لم تنجح المجموعات الإرهابية في تسجيل أيّ اختراق للعاصمة دمشق، ـ باستثناء التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المدنيين والأطفال، ـ وقد سبق لهذه المجموعات أن نفّذت محاولات عدة لإحداث خرق، لكنها في كلّ مرة كانت تفشل، فلماذا إذن تكرار المحاولات الإرهابية؟

الواضح أنّ الجهة التي خططت للهجوم الإرهابي وأصدرت أمر العمليات، وحدّدت ساعة الصفر، أرادت تحقيق أمرين: الأول هو إعادة الحديث عن تهديد تواجهه دمشق لإشاحة النظر عما يحققه الجيش السوري وحلفاؤه من إنجازات ميدانية، والثاني التعمية على واقعة إطلاق الصواريخ السورية على الطائرات «الإسرائيلية»، وعبور هذه الصواريخ إلى أوسع مدى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهنا تكون الجهة التي خطّطت وأصدرت الأمر بالهجوم، هي «إسرائيل»، ويصبح نفي مسؤوليتها من قبل محمد علوش الذي ينطق باسم ما يُسمّى «جيش الإسلام» بمثابة تأكيد.

تدرك «إسرائيل» أنّ عبور الصواريخ السورية إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمر بالغ الخطورة على أمنها وعلى هيبة أنظمتها الصاروخية المضادة للصواريخ، وأنها بحاجة للقيام بعمل ما، تبدّد من خلاله المخاوف لا بل التداعيات من جراء ملاحقة الصواريخ السورية للطائرات «الإسرائيلية»، فكان تركيز الهجوم الإرهابي على أطراف دمشق لفرض قواعد اشتباك جديدة على تخوم دمشق، رداً على قواعد الاشتباك التي فرضتها دمشق مع العدو الصهيوني. ويدرك هذا العدو أنّ أيّ تقدّم تحققه المجموعات في أيّ منطقة سورية، لن يكون له صدى، في حين أنّ التسلل الإرهابي شبراً واحداً على أطراف دمشق وباتجاهها له مفاعيله الكبيرة، سياسياً وإعلامياً وعسكرياً.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى