إعداد: لبيب ناصيف

إعداد: لبيب ناصيف

المندوب المركزيّ ورئيس فرع «فياراب» من كولومبيا.. الأمين جورج بلدي

عندما نتحدّث عن الاغتراب القومي الاجتماعي في المهجر الأميركي اللاتيني، وعن رموزه النضالية بدءاً من الأمين عساف أبو مراد، الذي كان وراء تأسيس العمل الحزبي في المكسيك، نتوقف بتقدير كبير أمام ذكرى الأمين جورج بلدي، الوجه الناصع، والقومي الاجتماعي الصادق والملتزم بكلّ صفاء.

وعندما نتكلّم عن كولومبيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يسعنا إلا أن نذكر بتقدير الدور الناشط الذي قام به كلّ من الأمين الطبيب عبد الكريم الشيخ 1 الذي تولّى مسؤولية العمل الحزبي مديراً، فمندوباً مركزياً، والأمين ميشال الدورة 2 .

في تاريخ سابق كنّا نشرنا نبذة تعريفية عن الأمين عبد الكريم الشيخ ودوره في مدينة حمص عندما تولّى مسؤولية المنفذ العام، ثم في كولومبيا واستضافَتِه عملاق الأدب الرفيق سعيد تقيّ الدين.

عندما وصل إلى المركز خبر رحيل الأمين جورج بلدي، وكنت في مسؤولية عميد لشؤون عبر الحدود، أوردت في العدد 108 من مجلة «البناء ـ صباح الخير» بتاريخ 1/11/2006 الخبر التالي:

«رمز اغترابيّ يرحل بعد أن شعّ في مغتربه، بعد الوطن، وكان مثالاً في الإيمان والالتزام والتضحية، وقدوة لدى رفقائه وفي الجالية.

برحيل الأمين جورج بلدي، يخسر الحزب وجهاً مضيئاً في كولومبيا، تولّى فيها على مدى سنوات طوال مسؤولية الحزب، كما رئاسة اتحاد الؤسسات العربية ـ فياراب ـ واستمر في الحزب، وفي الجالية، ركناً يتحلّى بفضائل الالتزام القومي الاجتماعي، ومناقب النهضة.

ولد الأمين جورج يوسف بلدي في دمشق حيّ الميدان في 21 9 1918.

انتمى إلى الحزب في منفذية دمشق عام 1938.

تولّى مسؤوليات حزبية في الوطن وعبر الحدود، فكان في دمشق منفّذاً عاماً، وفي كولومبيا مندوباً مركزياً للحزب.

عرف السجون والاعتقالات أكثر من مرّة، منها عام 1941 خلال توزيعه بيانات حزبية ضد الاحتلال الفرنسي حيث قضى في السجن ستة أشهر، نصفها في سجن المزّة وما تبقى في قلعة دمشق، وأخرى في العهد الاستقلالي عام 1954 خلال أدائه مهمة حزبية في منطقة حوران.

كلّفه سعاده قبيل إعلان الثورة القومية الاجتماعية بالاتصال بالقوميين الاجتماعيين من أجل جمع السلاح، فتوجّه إلى مناطق حمص، حماه، حلب، ودير الزور لتنفيذ المهمة.

غادر إلى كولومبيا عام 1950 واستقرّ في مدينة كرتجنا Cartagena حيث أسّس أعمالاً ناجحة، وحضوراً متقدّماً فيها، بفضل مناقبيته وسيرته الحسنة.

أنجب ابنة واحدة «عايدة» وأربعة بنين: نبيل، هانيبعل، سمير وعبد الله.

أقامت له شقيقته الرفيقة تيريز بلدي 3 قداساً وجنّازاً في دمشق بحضور كثيرين من أهل وأصدقاء ورفقاء.

الأمين جورج بلدي، بتاريخه الحزبي النضالي المضيء، يستمرّ في تاريخ النهضة وجهاً ناصعاً، ورفيقاً أعطى بسخاء وإيمان، وكان قدوة يحتذى ومثالاً للمسؤول القومي الاجتماعي.

في تقرير له بتاريخ 8 10 1993 يورد الأمين جورج بلدي المعلومات التالية لسيرته الشخصية ومسيرته الحزبية.

المسؤوليات الحزبية التي تسلّمها:

ـ محصّل مديرية في منفذية دمشق 1939

ـ مذيع مديرية في منفذية دمشق عام 1939

ـ ناموس منفذية دمشق عام 1941 قائماً بأعمالها، بسسب اعتقال حضرة المنفذ يومذاك الأمين عصام محايري.

ـ ناموس مديرية درعا عام 1943. حيث كان الأمين الياس جرجي مديراً، والرفيق الشهيد ميشال الديك محصّلاً للمديرية.

ـ عام 1945 اشترك مع الرفقاء في درعا بمهاجمة الثكنة العسكرية الفرنسية في المدينة، وكان يساعد الرفيق الشهيد ميشال ديك في تلقيم قطعة السلاح التي كان يستخدمها لاحتلال الثكنة، ويساهم في نقل الجرحى.

ـ قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وُظّف في مؤسّسة «الميرة» التي كان مركزها درعا ـ حوران، وهناك قام مع الأمينين الياس جرجي وهاجم فلوح بنشاط حزبي، وكان نتيجة هذا النشاط انتماء كثيرين من أبناء حوران إلى الحركة القومية الاجتماعية. «وكنا حريصين على أن تنتمي أكثرية المواطنين من جميع العشائر الموجودة في هذه المنطقة».

ـ غادر الوطن بالباخرة إلى كولومبيا ووصل في 1 اب 1950. كان الأمين عبد الكريم الشيخ مسؤولاً حزبياً. وسرعان ما التحق بالمديرية القائمة وراح ينشط.

ـ لاحقاً، تولّى مسؤولية مفوض مفوضية برنكيا، وعُيّن مندوباً مركزياً لكولومبيا لفترات طويلة، وكان يتصل بكل الفروع شخصياً وكتابة، ويحضر اجتماعاتها متى سمحت له الظروف.

ـ اقترن عام 1953 من ميرفا جدعون، من مواليد كولومبيا ومن أبوين سوريين، ورزق منها 5 أولاد: «عايدة» مواليد 1953 متزوجة من ريكاردو لاكاريكا وهي مهندسة، متخرّجة من جامعة باردو في الولايات المتحدة. نبيل: متخرّج من جامعة باردو في علم الاقتصاد. متزوّج، مواليد 1954. هانيبعل: متخرّج من جامعة في كولومبيا إدارة أعمال متزوج. مواليد 1955. سمير: مهندس زراعي من جامعة باردو. مواليد 1956، متزوّج. عبد الله: خرّيج جامعة في كولومبيا علم اقتصاد غير متزوّج. مواليد 1960.

ـ أسّس الأمين بلدي مصنعاً للألبسة الرجالية منذ عام 1959 إلى عام 1982. بعدئذٍ لم يزاول أيّ عمل تجاري.

ـ عام 1958 كان يصدر نشرة ويوزّعها على المواطنين تحت اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، في كولومبيا. من المؤسف انه لم يعد يملك أيّ نسخة من تلك النشرات التي كانت الغاية منها نشر كلّ ما قاله الزعيم، ومقالات كثيرة كانت تنشرها جريدة «صدى لبنان»، وفيها هجوم على الحكم في الشام يومذاك، وتدخلات عبد الناصر، وعدم صوابية الاتحاد الذي تمّ بين مصر والشام. فما كان من المفوضية المصرية في كولومبيا إلا اقامة الدعوى ضدّه أمام الحكومة الكولومبية، فاستدعاه الأمن العام وجرى استنطاقه حول تلك النشرة.

ـ كانت السفارة المصرية وراء هذا الادّعاء، إلّا أنّ الأمن العام اعتبر أن الموضوع لا دخل له بالسياسة الكولومبية، ولا يشكّل إساءة للبلد المهجري.

ـ التقى الرفيق سعيد تقيّ الدين عندما قام عام 1959 بزيارة إلى كولومبيا. «حيث كان يزوّدني ببعض المقالات لأضعها في النشرة. وبقيتُ على اتصال معه حتى وفاته في شباط عام 1960».

ـ مُنِح رتبة الأمانة عام 1955.

من مرويات للأمين جورج بلدي، كان رفعها بتاريخ 23/4/2000، المأثرتان التاليتان:

ـ في عهد حكومة الاستقلال، استطاع القوميون في منطقة حوران أن يشلّوا حركة التجار الاقطاعيين الذين كانوا يرهقون الفلاحين بديونهم، ما دفع بوفد من هؤلاء التجّار للتوجه لمقابلة الرئيس شكري القوتلي وليشكوا له ما يقوم به القوميون الاجتماعيون. «الرئيس الآن هو أنطون سعاده لا أنت»، في إشارة منهم إلى سطوة القوميين وقوّتهم في محاربة امتيازات التجار. ما حدا بالرئيس القوتلي إلى إرسال شيخ يدعى عبد اللطيف أبو طوق إلى منطقة درعا، وبلدة ازرع حيث خطب في صلاة الجمعة متهجّماً على أنطون سعاده بكلمات قاسية، فانبرى له إمام المسجد، وهو رفيق قومي اجتماعي، وفنّد مزاعمه قائلاً له: «إنك تخالف أصول الدين عندما تغتاب أنطون سعاده، فقل ما شئت في حضوره». وتشنّج الوضع وحضر مدير الدرك وصفع رفيقنا الإمام.

عندما علمنا بالحادثة توجّهنا بالحافلات، وكم كانت فرحتنا عظيمة عندما استقبلتنا الجموع بالزغاريد والهتافات على جانبيّ الطريق. لقد أثبتنا في ذلك اليوم قوة القوميين في وجه الطغاة وفرضنا على مدير الدرك أن يعتذر من رفيقنا، إمام المسجد.

ـ لعب الحزب دوراً هاماً أثناء مشاركته في الثورة ضدّ الفرنسيين، خصوصاً عندما أرسلنا إلى محافظ درعا مجموعة من 12 رفيقاً مدرّبين على استعمال الأسلحة الفرنسية الجديدة ومنها المترليوز أي الرشاش ، في حين كان الافتقار شديداً إلى من يجيد استعمالها. ومن أولئك، الرفيقان مظهر شوقي وميشال الديك، اللذان أبليا بلاءً حسناً في تحرير قلعة درعا 4 .

نورد أدناه مجموعة من الأخبار عن نشاطات حزبية أقامها القوميون الاجتماعيون في مناطق مختلفة من كولومبيا. وطبعاً هذا غيض من فيض كثير.

نقلاً عن عدد مجلة «البناء ـ صباح الخير»، بتاريخ 29/07/1989

القوميون الاجتماعيون يقيمون احتفالاً في مدينة مايكاو 5

وردنا أنّ احتفالاً حزبياً أقيم في مدينة مايكاو في كولومبيا حضره كل من مندوب كولومبيا المركزي الأمين جورج بلدي، والرفيقان عادل الشعار 6 ونبيه مكارم 7 من مدينة مراكيبو في فنزويلا، إضافة إلى ما يزيد عن مئة مواطن من مايكاو.

تحدث في الاحتفال كل من ناموس مديرية مايكاو مرحّباً بالحضور، والمواطن سمير واكد الذي ألقى كلمة المركز الثقافي العربي في المدينة، الرفيق عادل الشعار، كلمة وقصائد، والمندوب المركزي الأمين جورج بلدي.

في ختام الاحتفال، عرضت المديرية شريط فيديو عن الشهيدة البطلة الرفيقة سناء محيدلي.

احتفال مديرية عبد المنعم دبوسي، برنكيا عن النشرة الرسمية عدد آذار 1958

بتاريخ أول آذار، احتفلت مديريتنا بذكرى مولد زعيم النهضة. وحضر الاجتماع جميع القوميين الاجتماعيين في برنكيا كما حضر من كرتهانا Cartagena الأمين جورج بلدي والرفيق عقل غانم وحضر من بوغوتا، الرفيق ميشيل الدورة الأمين لاحقاً .

وتكلّم في الاجتماع عدد من الرفقاء. وألقيت كلمة المركز، كما أُنشدت بعض زجليات وكانت المواضيع تدور حول معنى النهضة القومية الاجتماعية، وعن معنى أوّل آذار وما يرمي إليه من تخليد لحضارة الأمة السورية وبعثها من جديد.

وألقى الأمين عبد الكريم الشيخ كلمة حول الأحداث السياسية في الشرق الأوسط وموقف الحزب من تلك الأحداث.

ناموس الوفد القومي الاجتماعي في كولومبيا. عن النشرة الرسمية أيار 1959:

قام ناموس الوفد 8 الأمين إنعام رعد بزيارة كولومبيا بين 4-8 آذار وعقد اجتماعاً حاشداً في دار مدير مديرية الشهيد عبد المنعم دبوسي المستقلة في برنكيا الأمين عبد الكريم الشيخ، وقد لبّى الدعوة إلى هذا الاجتماع حوالى مئة مواطن. وألقى ناموس الوفد خطاباً تحليلياً جامعاً. وبعد الانتهاء من إلقاء خطابه وُجّهت إليه أسئلة في مواضيع مختلفة، أجاب عليها بإسهاب ووضوح. وقد دام الاجتماع ثلاث ساعات. وبعد ذلك انتقل ناموس الوفد إلى كرتهنا Cartagena حيث أقام الأمين جورج بلدي مأدبة عشاء على شرفه، دعا إليها عدداً كبيراً من وجوه الجالية هناك. وألقى الأمين رعد في هذه المأدبة خطاباً جامعاً. وبعدئذٍ عَقَدَ اجتماعاً إذاعياً تبادل خلاله مع المدعوّين الأحاديث القومية والسياسية. وكان الجوّ رائعاً والتأييد شاملاً.

وقد نشرت جريدة «كاريبي» في برنكيا حديثاً صحافياً له.

هوامش:

1 – عبد الكريم الشيخ: طبيب. كان قد تولّى مسؤوليات حزبية في الوطن، منها منفذ عام حمص. غادر إلى كولومبيا، وتولّى مسؤولية العمل الحزبي فيها، مديراً ومندوباً. ساهم في استقبال الرفيق سعيد تقيّ الدين عند مغادرته الوطن إلى كولومبيا. عاد إلى الوطن واستقرّ في منطقة رأس بيروت إلى أن وافاه الأجل.

2 – ميشال الدورة: من بلدة الحاكور عكار . مُنح رتبة الأمانة وعُرف بمناقبيته والتزامه الصادق بالحزب. قالت «البناء» في عددها الصادر يوم السبت 5 حزيران 1971 إن الأمين ميشال الدورة قضى على إثر إجرائه عملية في القلب في تكساس الولايات المتحدة على يد الجرّاح السوري الأصل مايكل دبغي. وأضافت أنّ جثمان الأمين الراحل وُوري في الثرى في مدينة كالي في كولومبيا.

3 – تيريز بلدي: نعرف أنّها رفيقة كان لها نضالها وحضورها الحزبيان في دمشق. نأمل ممّن يعرفها أن يزوّدنا بما يفيد سيرتها ومسيرتها.

4 – قلعة درعا: قام القوميون الاجتماعيون بدور مميّز وبطوليّ في مواجهة القوّات الفرنسية في درعا. أشرنا إلى ذلك في النبذة عن دور القوميين الاجتماعيين في الشام في معركة الجلاء. مراجعة قسم «من تاريخنا» على الموقع الإلكتروني: www.ssnp.info

5 – كان للحزب مديرية ناشطة في مدينة مايكاو. من المديرين أذكر الرفيق الراحل ديب أبو أنطون. والرفيقين نجيب هاشم وجوزف أبو نكد.

6 – عادل الشعار: الأمين لاحقاً. تولّى مسؤوليات حزبية عدّة في مراكيبو وفي فنزويلا، منها مسؤولية المندوب المركزي. وفي الوطن كان منفّذاً وعميداً من دون مصلحة. شاعر وخطيب، وله أكثر من مؤلَّف. عاد إلى بلدته عيناب واستقرّ فيها. مراجعة الموقع المشار إليه آنفاً.

7 – نبيه مكارم: هو الرفيق نبيه صعب. من الشويفات، توفّي في فنزويلا. تولّى أكثر من مسؤولية حزبية، منها مسؤولية مدير مديرية مراكيبو.

8 – مراجعة النبذة بعنوان زيارة المغتربات القومية في العامين 1958/1959 المعممة بتاريخ 09/03/2017 على الموقع المذكور آنفاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى