«الإمبراطور»… فصل جديد لحياة بطريق القطب الجنوبي

في الفيلم الوثائقي «مسيرة البطريق» لمخرجه لوك جاكيه والصادر عام 2005، تابعنا رحلة البطريق الإمبراطوري المضنية في القطب الجنوبي وكفاحه من أجل حماية صغاره.

بعد 12 سنة، يروي لنا هذا المخرج الفرنسي، فصلاً جديداً من الحياة في أنتاركتيكا، من خلال فيلمه الجديد «الإمبراطور».

يقول لوك جاكيه: البعثة التي قمنا السنة الماضية وأطلقنا عليها «القطب الجنوبي»، كانت ملائمة تماماً لما أردت أن أراه منذ سنوات طويلة، وهو الوجه الخفيّ للإمبراطور وعالم المحيطات، والذي لم نتمكن من تصويره خلال إنجاز فيلم «مسيرة البطريق». حينذاك صوّرنا بأجهزة أقلّ تطوّراً مما هو موجود الآن، مثل تقنية «فور كي»، التي توفّر لنا صوراً مذهلة.

النقطة الأخرى المهمة في هذا السياق، أنه كان لديّ شعور بأنّي أستطيع رواية قصص بشكل أفضل، وذلك اعتماداً على ما اكتسبته من خبرة.

الفيلم الجديد، يضمّ صوراً تحبس الأنفاس للبطريق الإمبراطوري. ويضيف المخرج: كان لدينا فريق يضمّ خمسة غواصين، نزلوا إلى عمق سبعين متراً تحت سطح الأرض. هذه سابقة من نوعها، لا أحد قبل الآن استطاع الغوص إلى مثل هذا العمق في القطب الجنوبي. وهناك اكتشفنا أمراً رائعاً للإمبراطور تحت الماء، الأكيد أن الأمر ليس جديداً، ولكن نوعية قاع البحر التي رأيناها وهذه الألوان والمخلوقات مذهلة جداً.

الفيلم هو رسالة حول على ضرورة الحفاظ على البيئة، في وقت نرى آثاراً واضحة لظاهرة الاحتباس الحراري في القطب الجنوبي. يقول المخرج لوك جاكيه: هناك أمر قد يبدو متناقضاً، اليوم في القطب الجنوبي، هناك مسطّحات جليدية أكثر من المتوقع. التفسير العلمي لذلك أنّ هناك عملية ذوبان كبيرة للمياه العذبة القادمة من القارة القطبية الجنوبية والتي تتجمد عند الدرجة صفر مئوية، فيما تتجمّد مياه البحر عند الدرجة 1.8 تحت الصفر.

في هذه البيئة ومع هذا الحيوان الذي لا يخاف منك، قد تقول لنفسك: «هل أستطيع تركه يذهب إلى حتفه؟ أنا أريد أن يتمتّع أطفالي برؤيته»… وهذا العنصر عنصر حسّاس وعاطفيّ للغاية، لكن على أيّ حال، نحن البشر لا يمكننا العيش على هذا الكوكب إلا إذا ظلّ بخير وكنا متّصلين ببعضنا، رغبتنا في استغلال أشياء وأشياء ستجعلنا نعاني في النهاية، والمفارقة، أنّ القارة القطبية الجنوبية بحاجة حقيقية إلى حمايتنا.

فيلم «الإمبراطور»، يُعرَض حالياً في قاعات السينما الأوروبية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى