قانصو: السوريون اتخذوا قرارهم بمواجهة العصابات الإرهابية وواشنطن ستنال ما تستحقه من ردود على هذه السياسة

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو أنّ الضربة العسكرية الأميركية على مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص «تمثل اعتداء سافراً على سيادة الدولة السورية، وتعطي دفعة إسناد ودعم للمجموعات الإرهابية التي تقاتل في سورية».

واعتبر قانصو، في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أنّ هذه الضربة هي «نوع من البلطجة تقوم بها دولة كبرى تدّعي حرصها على حقوق الإنسان وعلى احترام حريات الشعوب».

وتساءل: «أين أميركا بهذه الضربة ممّا تدّعيه وأين هي من خرقها للقانون الدولي وهي التي تتغنّى دائماً بأنها حريصة على احترام القانون الدولي؟ إنها بخرقها للسيادة السورية وبالمجزرة التي أحدثتها غاراتها الجوية تمارس أبشع أنواع «السلبطة» وتخرق كلّ الأعراف الدولية».

وتوجّه قانصو إلى المجتمع الدولي بالقول: «إننا نضع هذا العدوان برسم كلّ أحرار العالم، كما نتوجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بدعوة طارئة لمجلس الأمن للنظر في هذا العدوان السافر والذي يهدّد السلم والاستقرار الدوليين، وندعو المؤسّسات الدولية إلى موقف حاسم من الإدارة الأميركية بعد هذا الاعتداء على الدولة السورية، ونؤكد في الوقت ذاته أنّ هذه الضربات لن تؤثر بشيء على مجرى الصراع القائم في سورية، بمعنى أنّ الشعب السوري أخذ قراره بمواجهة العصابات الإرهابية حتى القضاء عليها ومواجهة كلّ دولة تخرق سيادة سورية وتعتدي على أرضها وشعبها وستنال الإدارة الأميركية ما تستحقه من ردود على هذه السياسة الرعناء التي باشرها الرئيس دونالد ترامب بعد أن كان يخدع الرأي العام العالمي بأنه عازم على البحث عن حلّ سياسي في سورية».

وحول تأثير هذه الضربة على العلاقات الروسية ـ الأميركية، اعتبر قانصو أنه «ستكون لهذه الضربة تداعيات سلبية على العلاقات الروسية ـ الأميركية، وقد صدر موقف عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يندّد بهذه الضربة، وإذا لم تُعِد الإدارة الأميركية النظر بهذه السياسة الرعناء فحينها ستتوتّر العلاقات بين موسكو وواشنطن حُكماً، أما إذا عادت أميركا إلى رشدها وفتحت حواراً مع الدولة الروسية لإيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية، وساعدت على هذا الحلّ، فحينها حُكماً ستكون العلاقات الروسية ـ الأميركية علاقات طبيعية وهادئة».

وردّاً على سؤال عن مدى تأثير الضربة الأميركية على الواقع الميداني في سورية، قال قانصو «إنّ المجموعات المسلحة قد تستفيد موقتاً من تداعيات هذه الضربة وستندفع لتأخذ مواقع جديدة، لكنّ الجيش السوري قادر على استعادة المواقع في ما لو تمكّنت هذه المجموعات المسلحة من احتلالها وإعادة هذه المواقع إلى الدولة السورية».

وختم قانصو حديثه للوكالة الروسية قائلاً: «في حال قامت الإدارة الأميركية بتطوير الموقف في اتجاه أكثر سلباً وكرّرت اعتداءاتها على سورية، فحينها كلّ الخيارات تصبح مفتوحة، حينها تدخل المنطقة في صراع مفتوح على كلّ الاحتمالات، بما فيها احتمال التصدي للمصالح الأميركية في المنطقة».

في مجال آخر، وصف قانصو، في حديث لـ«النشرة»، الجلسات النيابية لمساءلة الحكومة بـ«المفيدة ويجب أن يُهنّأ عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري»، معتبراً في الوقت عينه، «أنّ المدة التي مضت من عمر مجلس الوزراء غير كافية لمساءلته عن أعماله، علماً أنّه قام بإنجازات لا يمكن إنكارها فأقرّ المراسيم التطبيقية لقطاع النفط والغاز، كما أتمّ تعيينات أمنية حسّاسة وغير أمنية بعدما كان يُستعاض عنها بالتمديد، أضف إلى أنّه أقرّ موازنة بعد أعوام على غياب الموازنات وحرّك ملف سلسلة الرتب والرواتب وجدّد التأكيد على خطة الكهرباء».

واعتبر قانصو «أنّ المهمّة الأساسية الحالية للحكومة وأولوية الأولويات إقرار قانون جديد للانتخاب»، لافتاً إلى أنّها «ستباشر وانطلاقاً من الجلسة المقبلة البحث بالموضوع». وأضاف: «مداخلات النواب في هذا المجال لا شكّ في انها أمر أساسي لجهة حثّ مجلس الوزراء على تطبيق ما تعهّد به في البيان الوزاري».

ورأى قانصو «أنّ الحكومة غير قادرة وحدها على إنجاز قانون الانتخاب»، مشدّداً على وجوب «أنّ تترافق مساعي الحكومة مع توافق سياسي على مستوى الأحزاب والقوى السياسية ما سيُساعد مجلس الوزراء بإتمام مهمّته».

وأضاف: «صحيح أنّه تمّ التصويت على مشروع القانون الذي تقدم به وزير الداخلية السابق مروان شربل في حكومة نجيب ميقاتي والذي كان يعتمد النسبية و13 دائرة، إلا أننا لا نعتقد أنّ التصويت دائماً يفيد، وبالتحديد على بند كقانون الانتخاب يحتاج أكثر من غيره لتوافق وطني عريض». ولفت قانصو إلى أنّه «كلما تقدمت القوى السياسية باتجاه التفاهم من خلال نقاشاتها المفتوحة، سهُلت مهمة الحكومة بإنجاز مشروع القانون بأسرع وقت ممكن لإحالته إلى مجلس النواب».

وتطرّق قانصو لمجزرة خان شيخون والتي قتل على أثرها العشرات بالمواد الكيميائية، ووصف ما حصل هناك بـ«المدان بكلّ المعايير والمقاييس خاصة أنّه استهدف الأطفال والعجزة والنساء بأسلحة فتاكة، وهذا أمر نرفضه جملة وتفصيلاً».

وتساءل: «لماذا اقتراف هذا العمل في هذا التوقيت بالذات وتوجيه التهمة للدولة السورية؟». واعتبر أنه «تمّ اختيار هذا التوقيت بعد سلسلة الهزائم التي مُنيت بها الجماعات المتطرفة والإرهابية وفشل غزواتها في حي جوبر وريف حماة وقبلهما في حلب».

ورأى «أنّ الجماعات المسلحة تسعى من خلال ما حصل في خان شيخون إلى شدّ اهتمام الدول المعادية للدولة السورية وحثّها لتقديم الدعم لها بعد انكفائها طوال الفترة الماضية».

وختم: «أما لجوء الفرنسيين إلى مجلس الأمن، فليس مستغرباً نظراً لحقده فرنسا القديم والمعروف على الدولة السورية، لكنّ الفيتو الروسي والصيني يحمي سورية من الظلم الفرنسي والبريطاني والأميركي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى