بوتين: يحضّرون لـ «استفزاز كيميائي» جديد في سورية.. ومباحثات ستجمع لافروف ـ ظريف ـ المعلّم في موسكو

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من وجود «معلومات من مصادر متعدّدة» عن التحضير «لاستفزازات في مناطق متعدّدة من سورية بما فيها ضواحي دمشق، حيث يحضّر لرمي مواد غير معروفة واتهام السلطات الرسمية السورية بها».

وقال بوتين، إنّ لديه معلومات من مصادر متعدّدة بأنّ أميركا «تجهّز لضربات على ضواحي دمشق الجنوبية».

وتعتزم روسيا التوجّه رسمياً لهيئات الأمم المتحدة في لاهاي، للتحقيق في استخدام أسلحة كيميائيّة في خان شيخون بإدلب، وفق ما أعلن الرئيس الروسي.

وأشار بوتين إلى أنّ «الجميع يريد تصحيح العلاقات مع واشنطن بعد حملات «معاداة ترامب»، وروسيا مستعدّة للتحمّل».

أمّا هيئة الأركان الروسية فقد تحدّثت عن وجود معملين لإنتاج الأسلحة الكيميائية في مناطق المعارضة السورية المسلّحة، مضيفة أنّ المسلّحين استغلّوا الضربات الأميركية على مطار الشعيرات وهاجموا الجيش السوري من الجنوب الغربي.

وبحسب معلومات الأركان الروسية، فإنّ المسلّحين «ينقلون مواد سامّة إلى خان شيخون ومطار الجيرة والغوطة الشرقية وغرب حلب».

ورأت الاركان الروسية، أنّ المسلّحين «يواجهون الهزيمة بعد الهزيمة، ولا ضرورة لدى دمشق لاستخدام اسلحة كيميائية غير موجودة»، وأردفت أنّ المواد الإعلامية التي تشير لاستخدام السلطات السورية سلاحاً كيميائيّاً في إدلب «تثير شكوكاً كثيرة».

وأكّدت منظمة حظر الكيميائي تدمير 10 من 12 موقعاً بسورية، فيما الموقعان الباقيان هما تحت سيطرة المعارضة، وفقاً للأركان الروسية.

على صعيدٍ آخر، كشفت مصادر دبلوماسية لـ «الميادين»، أنّ وفداً سورياً رفيع المستوى سيتوجه إلى موسكو غداً الخميس بدعوة من وزير الخارجية سيرغي لافروف، وأنّ الوفد سيكون برئاسة وزير الخارجية السوري وليد المعلم وعضوية المستشارة الإعلامية والسياسية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل مقداد بشكل أساسي.

وسيُجري المعلم مباحثات ثنائية سورية – روسية مع لافروف الخميس، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاجتماع الثلاثي الذي سيحضره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يأتي بمبادرة روسية.

ولفتت مصادر الميادين إلى أنّ المباحثات الثلاثية «مهمّة وهدفها تنسيق المواقف والجهود، لا سيّما في ضوء سياسة التصعيد الأميركية».

وكانت الخارجية الإيرانية أكّدت أنّ وزير الخارجية الإيراني سيكون الجمعة في موسكو، للمشاركة في الاجتماع الثلاثي مع وزيري خارجية روسيا وسورية سيرغي لافروف ووليد المعلم.

وأعلنت المتحدّثة بِاسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنّه من المقرّر عقد لقاء لوزراء خارجية الدول الثلاث نهاية الأسبوع الحالي.

كما أعلن الكرملين، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطّط لعقد لقاء مع وزيري الخارجية السوري والإيراني خلال زيارتهما موسكو.

وأشار مجلس الدوما إلى وجود قرار إنشاء ترويكا برلمانيّة دائمة روسية سورية إيرانية، قد يُتّخذ عقب اللقاء الوزاري.

وكان السفير السوري لدى روسيا رياض حداد قد صرّح أنّ زيارة قريبة لوزير الخارجية السوري، تقرّرت إلى موسكو على ضوء التطوّرات الأخيرة.

وفي وقت سابق، عُقد في موسكو اجتماع ثلاثي لوزراء الخارجية، وتمّت فيه مناقشة التسوية السورية والوضع في العراق.

كما تمحور الاجتماع حول تطوّر الوضع في سورية في ضوء الالتزام المشترك من قِبل الدول الثلاث بـ«قتال الإرهابيين بلا هوادة وتأمين وقف الأعمال العدائيّة، ووضع حدّ لمعاناة السكّان المدنيّين بصورة عاجلة، وحلّ القضايا الإنسانية وإطلاق العملية السياسية وفق أسس القانون الدولي المتفق عليها».

كذلك، عُقد اجتماع ثلاثي قبل موعد مؤتمر جنيف 2 بأسبوع، حيث شهدت موسكو اجتماعات روسية إيرانية سورية على مستوى رفيع.

وفي السياق،أعلن المتحدّث بِاسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أنّه توجد خلافات بين روسيا وتركيا حول سورية.

وقال بيسكوف تعليقاً على سؤال أحد الصحافيين حول ما إذا كانت هناك خلافات في نهجي موسكو وأنقرة، بعد تقييمهما بشكل مختلف للخطوات الأميركية الخاصة بتسوية الوضع في سورية: «بلا شكّ توجد هناك خلافات».

وأكّد المتحدّث بِاسم الكرملين، أنّ جدول الأعمال للرئيس فلاديمير بوتين لا يتضمّن حالياً أيّ لقاءات إضافية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مذكّراً بأنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أجرى مؤخّراً اتصالات مع نظيره التركي.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو سابقاً، إنّ روسيا لا تتخذ، حسب زعمه، الإجراءات المطلوبة بشأن انتهاك الهدنة في سورية.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ وزير الدفاع سيرغي شويغو ونظيره الإيراني حسين دهقان بحثا أمس هاتفياً تنسيق الخطوات الخاصة بمحاربة الإرهاب في سورية.

وصنّف الوزيران الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات السورية عملاً يخالف القانون الدولي ويسهم في تنشيط تنظيم «داعش».

وفي السياق، أكّدت وزارة الدفاع الروسية دعم موسكو للجيش السوري في محاربة تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، وأشارت إلى أنّ المسلّحين يتكبّدون الهزيمة تلو الأخرى ويتركون المناطق الخاضعة لهم في سورية.

وأشار رئيس إدارة العمليات المركزية لهيئة الأركان الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي، في موجز صحافي، إلى أنّ «المسلّحين في محاولة منهم لاستعادة المواقع المفقودة فى ساحات القتال، يشنّون هجمات مضادّة فاشلة على مواقع الجيش السوري ويتكبّدون خسائر فادحة».

وأكّد استعادة 226 مركزاً سكّانياً وقرابة 3 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي السورية من الإرهابيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وكشف رودسكوي، أنّ «الإرهابيّين استفادوا من تبعات الضربات الأميركية المنفّذة بواسطة الصواريخ المجنّحة على قاعدة الشعيرات، التي عمل الطيران السوري انطلاقاً منها في منطقتي حماة وتدمر، وشنّوا هجمات مضادّة على مواقع القوات الحكومية من الاتجاه الجنوبي الغربي».

وشدّد رودسكوي على أنّ «جميع هجمات المسلّحين تمّ صدّها في أعمال قتالية أسفرت عن تدمير دبابتين و3 عربات مصفّحة و8 سيارات من نوع بيكاب برشاشات من عيار كبير، فيما تمّ القضاء على 150 إرهابياً».

وأشار المسؤول إلى أنّ المسلّحين أجبروا، بسبب الهجوم الذي يشنّه الجيش السوري في المنطقة، على ترك المرتفعات الاستراتيجية، موضحاً أنّ «القوات الحكومية بسطت سيطرتها خلال الشهر الحالي على أكثر من 230 كيلومتراً مربعاً» هناك.

وأضاف رودسكوي، أنّ العسكريّين الروس «يقومون حالياً بتطهير مدينة تدمر القديمة من الألغام والمتفجّرات»، مبيّناً أنّه «تمّ، حتى اليوم ، تطهير 21 بناية من الألغام، هي 10 مدارس و9 مساجد وعيادتان، كما تمّ تفقّد 1894 مبنى ومنزلاً سكنياً على أراض تبلغ مساحتها 1135 هكتاراً، وذلك بالإضافة إلى تطهير 115 كيلومتراً من الطرق وإبطال مفعول أكثر من 5000 لغم وعبوة ناسفة يدويّة الصنع».

وقال، إنّ وحدات من الجيش السوري تواصل عمليّاتها الهجومية الناجحة بدعم من القوات الجوية الفضائية الروسية في منطقة مدينة حماة، حيث «تمّ تحرير 13 مركزاً سكانياً بمساحة 67 كيلومتراً مربعاً، من بينها بلدتي خطاب ومعردس، من قبضة الإرهابيين».

وتابع: «في شمال شرقي محافظة حلب، قضت وحدات من القوات الحكومية خلال الأسبوعين الماضيين على تجمّع للإرهابيين كان محاصراً في منطقة مدينة دير حافر، وتواصل تقدّمها على طول الشاطئ الغربي لنهر الفرات.. واقترب الجيش السوري من تخوم مطار الجيرة».

ووفقاً لرودسكوي، تمكّن خبراء فنّيون من استعادة قدرة سدّ الفرات الطبقة على صرف المياه جزئياً نتيجة لأعمال الإصلاح الطارئة التي أُجريت للسد، ما ساهم في تقليص ضغط المياه عليه.

وأوضح أنّ أعمال الصيانة تمّ إيقافها مؤقّتاً بسبب الأعمال القتالية الدائرة في المنطقة.

وذكر بأنّ ضربات طيران التحالف الدولي على السدّ، في 26 آذار الماضي، سبّبت في تضرّر البوّابات التي تضمن تصريف المياه وتمنع ارتفاع منسوبها في حوض السدّ.

وتحدّث رودسكوي عن سير عملية صيانة البُنية التحتيّة وتطبيع الحياة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب.

وقال: «يكمل العسكريون السوريون المدرّبون من قِبل خبراء المركز الدولي لإزالة الألغام التابع للقوات المسلّحة الروسية، عملية نزع الألغام في الأحياء السكنيّة بشرق حلب. وتتواصل أعمال إعادة بناء المنازل والمواقع الأخرى للبنية التحتيّة».

وأكّد أنّ أكثر من 7 آلاف من العائلات السورية عادت إلى منازلها في حلب، وأضاف أنّ مركز حميميم للمصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في سورية يواصل تقديم الدعم إلى السكان المدنيّين في كافة الأراضي السورية.

وقال: «يوم أمس، أوصلت شاحنات تابعة لمركز المصالحة 8 أطنان من المواد الغذائية إلى مخيم الشهباء للاجئين بأطراف مدينة عفرين في محافظة حلب».

وأكّد أنّ أطباء عسكريّون من وزارة الدفاع الروسية قدّموا مساعداتهم المهينة إلى 14 ألف مريض.

كما ذكر بأنّ نظام وقف إطلاق النار الذي تمّ الإعلان عنه في 30/12/2016 لا يزال يعمل في سورية.

وأفاد بارتفاع عدد الفصائل المعارضة المنضمّة لنظام الهدنة إلى 204، إضافة إلى انضمام 55 مركزاً سكانياً إلى اتفاق المصالحة مع السلطات السورية خلال الأسبوعين الماضيين، ليبلغ عدد تلك المراكز السورية 1452، التي يقطنها أكثر من 3 ملايين و100 ألف نسمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى