«القومي»: عمل إرهابيّ جبان ضدّ الإنسان والإنسانيّة وتتحمّل مسؤوليّته الدول الداعمة للمجموعات الإرهابيّة

أثارت المجزرة الإرهابية الوحشية التي ارتكبتها الجماعات المسلّحة في بلدتي كفريا والفوعة السوريّتين، ردود فعل مستنكرة للجريمة فيما عُقد لقاء حاشد في السفارة السورية في اليرزة تضامناً مع سورية.

«القومي»

وفي السياق، أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي بشدّة المجزرة المروّعة التي استهدفت الأطفال والنساء ضمن حافلات تقلّهم من بلدتَي كفريا والفوعة بموجب اتفاق بخروجهم، كما أدان الحزب التفجير الإرهابي الذي استهدف نقطة للجيش السوري في مدينة سلمى، واعتبر أنّ أعمالاً إرهابيّة كهذه إنّما تعبّر عن غريزة القتل والإجرام ضدّ الإنسان والإنسانية من دون تمييز بين مدنيّ وعسكريّ وبين طفل وإمراة.

ولفتَ الحزب القومي في بيان أصدرته عمدة الإعلام، إلى أنّ مجزرة منطقة الراشدين 4، التي أودت بحياة مئات الأبرياء بين شهيد وجريح، هي عمل إرهابي جبان يندى له جبين الإنسانية، ويكشف للعالم أجمع طبيعة الإجرام الذي تمارسه المجموعات الإرهابية في سورية، والمستمرّ منذ ست سنوات ونيّف. وهي ذات المجموعات التي ترعاها وتدعمها دول غربية وإقليمية وعربية.

ورأى الحزب السوري القومي الاجتماعي، أنّ المجزرة الوحشية جرى التخطيط لها بهدف إفشال الاتفاقات التي تساهم في تحييد المدنيّين عن المعارك، خصوصاً أنّ الإرهاب ورُعاته يتعمّدون إبقاء المدنيّين رهائن ودروعاً، من أجل استثمارهم في تأخير عمليات الحسم ضدّ الإرهاب، أو في تركيب «أفلام» الكيماوي وأكاذيب الجوع.

وإذ قدّم الحزب القومي أحرّ التعازي بشهداء مجزرة الراشدين 4 وشهداء الجيش في سلمى، وتمنّى للجرحى الشفاء العاجل، دعا منظّمات حقوق الإنسان إلى أن تتحمّل الدول مسؤولياتها إزاء ما تتعرّض له الإنسانية في سورية من إجرام وإرهاب، محمّلاً الدول التي تملك قرار المجموعات الإرهابية المسؤولية الأولى عن جرائم القتل وإراقة دماء السوريين، وكذلك المسؤولية عن حماية حياة المدنيّين العالقين ضمن نطاق سيطرة المجموعات الإرهابية.

… والأحزاب تتضامن مع سورية

من جهةٍ أخرى، التقت الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية في اجتماع حاشد في مقرّ السفارة السوريّة في اليرزة، بحضور السفير السوري الدكتور علي عبد الكريم علي، معبِّرين عن وقوفهم مع سورية وأهالي كفريا والفوعة في مصابهم الأليم باستهداف النساء والأطفال في التفجير الذي حصل في حيّ الراشدين غرب حلب.

حضر اللقاء وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي، ضمّ عميد الإعلام معن حمية والعميد وائل حسنية، رئيس «رابطة الشغّيلة» النائب السابق زاهر الخطيب، منسّق «هيئة التنسيق الوطنية من أجل النسبيّة» النائب السابق الدكتور عصام نعمان على رأس وفد من الهيئة ضمّ ناجي صفا ورياض صوما، رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل، وفد من الهيئة القيادية في «حركة الناصريّين المستقلّين- المرابطون» برئاسة العميد مصطفى حمدان، وفد من التيّار الوطني الحرّ ممثَّلاً بالدكتور بسّام الهاشم والمحامي رمزي دسوم، وفد من تجمّع اللجان والروابط الشعبية برئاسة معن بشور، عضو المكتب السياسي في حزب الله الدكتور علي ضاهر، رئيس الهيئة الإدارية لـ«تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ حسان عبدالله، وفد من «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان برئاسة الشيخ زهير جعيد، مسؤول المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامّة أبو عماد رامز مصطفى، مسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو جابر، ممثّل جبهة التحرير الفلسطينية محمد ياسين، أمين عام حركة الأمّة الشيخ عبدالله الجبري، ممثّل الشيخ عفيف النابلسي وممثّل «هيئة تكريم المناضلين والشهداء العرب» الدكتور باسم سنان، وفاعليات سياسية وروحية.

علي عبد الكريم

وتحدّث السفير علي عبد الكريم، فقال: «لقد صمدت سورية قبل ذلك سنوات وسنوات وعقود من دون تفريط بحقّها ولا بالقضية الفلسطينية التي هي قضيّتها، وأطمئنكم بأنّ سورية، رئيساً وجيشاً وشعباً وحلفاءً، على يقين من النصر ونحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ 71 لاستقلال سورية وجلاء المستعمر عنها، ونشكركم على هذا التضامن وهذه الوقفة معنا ممثّلين كلّ الأطياف والقوى الوطنية الحيّة، إسلامية ومسيحية وقومية ويسارية ومن كلّ التيّارات».

وأضاف: «إنّ سورية اليوم أكثر يقيناً من النصر الذي يتحقّق في حلب ودمشق وحماة، وفي كلّ الميادين. هذا النصر الذي يُبشّر بانتصار أكبر يشمل كلّ الأراضي السورية، كما أنّ المصالحات الجارية على امتداد الوطن السوري وفي كلّ المناطق هي تعبير عن انهيار المشاريع المقابلة، مشاريع الإرهابيّين ومشغّليهم وقادتهم في أميركا والغرب والخليج وتركيا، وعلى رأس جميع هذه المشاريع المشروع الصهيوني. لذلك، فإنّ استهداف القوافل التي تحمل أطفالاً ونساءً ورجالاً عُزّلاً إنّما هو تعبير عن هذا الإفلاس، وقبله استهداف خان شيخون بالأسلحة الكيماوية التي هم صنّعوها وخزّنوها، وهم الذين أرادوا استثمارها كما استثمروا قبل ذلك في غوطة دمشق وخان العسل، تماماً كما أرادوا الاستثمار في العدوان على مطار الشعيرات بتواطؤ عربي وخليجي وتركي وغربي وصهيوني بقيادة أميركية. كلّ ذلك ما هو إلّا تعبير عن انتصار سورية وحلفائها، لذلك فإنّ ما يجري اليوم هو حلقات إفلاس تتوالى».

ولفتَ علي عبد الكريم، إلى أنّ الإعلام «كان أحد أفتك الأسلحة التي يستخدمها هؤلاء الذين يشنّون عدوانهم على سورية، لذلك نراهم يقلبون الحقائق ويضخّمون الأحداث ويحرفون الأنظار عن الحقائق إلى مكان آخر، وكلّ ذلك بلغة مزوّرة معكوسة وشوهاء، لكنّ صورة الحق تكبر».

وأشار السفير السوري إلى «أنّ الشارع الوطني الذي تحرّك في تونس ومصر هو حصار لكلّ من يرتبك في إعلان الحقيقة». وقال: «حتى بعض من لديهم نيّات طيّبة لم يكونوا جريئين في الإفصاح عن مواقفهم وعن مؤازرتهم لسورية في مواجهة إرهاب يتهدّد الجميع ويتهدّدهم هم بالدرجة الأولى. ويعرف كلّ الذين يؤمنون بالقضية الفلسطينية أنّ سورية هي حاملة هذه القضية وترفض التفريط بها، لذلك فإنّ تزوير الحقائق وتشويهها وإعطاء الأمور تسميات غير مسمّياتها لا يخدم قضية فلسطين، ولا يحفظ كرامة الإنسان لا في لبنان ولا في اليمن ولا في مصر ولا الأردن ولا الخليج، ولا في أيّ مكان آخر».

وتابع: «سورية هي محور المقاومة، وهي على يقين بقوّة جيشها وشعبها وكفاءة قيادتها ورؤية قائدها ورئيسها، وصمود حلفائها في المقاومة وفي إيران وروسيا كنصير للسيادة والشرعية ومدافع صلب وعدم التفريط بذلك، كذلك مع كلّ القوى والتوازنات في العالم ومعنا دول عربية والشارع العربي، وأنا أرى أنّ هذا الشارع معنا أكثر اليوم وغداً سيكون أكثر».

وختم علي عبدالكريم: «بصمودكم وكفاءة جيشنا ودعم حلفائنا النصر لنا اليوم، وغداً سيكون أكثر وثوقاً واطمئناناً، وسنهنّئ بعضنا بعضاً بانتصار سورية، وسيندحر كلّ الذين رهنوا كراماتهم وأوطانهم لصالح المشغّل الخارجي وأطماع وضيعة ودنيئة. لذلك، فإنّ المستقبل لنا ولكم»…

الخطيب

بدوره، أكّد رئيس «رابطة الشغّيلة» زاهر الخطيب، أنّ «لبنان وسورية توأمان باستمرار في كلّ المجالات وفي كلّ الميادين، وأنّ حق دفاعنا عن سورية ينبغي أن يطفو على سطح مواقفنا في مجابهة هذا التآمر المشترك من الاستعمار وعملائه وخدّامه».

مصطفى

من جهته، أكّد مسؤول المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامّة أبو عماد رامز مصطفى، أنّ وجودهم في السفارة السورية ليس فقط لأنّهم فلسطينيون، بل لتأكيد الوقوف إلى جانبها في جميع المناسبات والمحافل والاحتفالات.

وتابع، أنّ ما تدفعه «سورية منذ ستّ سنوات هو بسبب احتضانها للقضية الفلسطينية، وداعمة استراتيجيّة للمقاومة الفلسطينية، وأنا أذكر تماماً أنّ الشعب الفلسطيني لا يُحتضن من أيّ دولة كما يُحتضن في سورية، ولو أرادت سورية أن توظّف هذه الورقة في أماكن خارج إرثها القومي لفعلتها منذ عقود، ولكن تمسّكها ورعايتها واحتضانها للقضية الفلسطينية تأتي في محور أولويّاتها».

ولفتَ الشيخ عبدالله، إلى «أنّ الحلّ مع هذه المجموعات الإرهابيّة هي البندقية والمقاومة»، مؤكّداً أنّ المقاومة مستمرّة حتى استئصالهم، وبعد استئصالهم نجلس مع الشرفاء الذين يريدون التغيير الحقيقي في بناء سورية على أُسُس الديمقراطية الحديثة، وممّن لم تتلوّث أيديهم بدماء الجيش والشعب السوريّين، ونقرّر ما هو مستقبل سورية».

مواقف

وفي سياق المواقف المستنكرة للجريمة، أدان لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية، في بيان، إثر اجتماعه في مقرّ هيئة التنسيق، «المجزرة الإرهابية الوحشية بحقّ الأطفال والنساء والشيوخ من أهالي بلدتي كفريا والفوعة».

ورأى أنّ «هذه المجزرة المتزامنة مع حلول ذكرى المجزرة الصهيونية في قانا بحقّ أهلنا الجنوبيين خلال عدوان 1996، إنّما تؤكّد الطبيعة الإجرامية ضدّ الإنسانية جمعاء لهذه الجماعات المسلّحة التي يدّعي الغرب وبعض الدول الرجعية الدائرة في فلكها بأنّها تنظيمات معتدلة، كما تؤكّد أنّ هذه الجماعات إنّما هي الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني، وتبرهن أنّها لا تحترم عهوداً ولا مواثيق ولا اتفاقات، ولا تتوانى عن قتل الأطفال والنساء بدم بارد، بما يؤكّد إفلاس هذه الجماعات وتضرّرها من المصالحات والتسويات التي تنجزها الدولة الوطنية السورية، ومحاولة الثأر من أبناء الفوعة وكفريا على صمودهم على مدى أكثر من عامين».

وقال: «لقد كشفت هذه المجزرة المروّعة من جديد نفاق الغرب، الذي لم يستنفر كما فعل أمام مجزرة الكيماوي المدبّرة ضدّ أهالي خان شيخون من قِبل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والدول المتآمرة على سورية، ومسارعته إلى اتّهام الدولة السورية لتبرير العدوان الأميركي على قاعدة مطار الشعيرات الجويّة»، واستنكر «ازدواجية المعايير التي تعتمدها الأمم المتحدة إزاء ما ترتكبه الجماعات الإرهابية من مجازر وحشيّة، وعدم التحرّك لِاتّخاذ الإجراءات الرادعة والحازمة ضدّ الدول التي تدعم هذه الجماعات».

وأكّد المجتمعون، أنّ «الردّ العملي على هذه المجزرة الجديدة، إنّما يستدعي من كلّ القوى والحركات الوطنية والتقدّمية العربية والشرفاء والأحرار في العالم أجمع، الوقوف إلى جانب سورية في التصدّي للقوى الإرهابية، والعمل على تطهير كلّ الأراضي السورية من خطرها».

كذلك، رأى النائب السابق إميل إميل لحود، أنّ «الأجساد التي تدلّت الأمس من شبابيك الموت في حافلات الركّاب في كفريا والفوعة هي أكثر حياة من ضمائر الكثير من زعماء هذا العالم، الذين شاركوا في جريمة تدمير سورية وقتل شعبها، وآخرهم ذاك الساكن في البيت الأبيض، السّاعي إلى تحويل العالم إلى «عصفورية» كبيرة بسلوكه المضطرب وقراراته المتسرّعة».

وقال لحّود في بيان: «يموت العشرات يومياً في سورية، بينما يستغلّ المتآمرون على هذا البلد الضحايا متى أرادوا حجّة لتوجيه ضربة أو إصدار عقوبات، كما فعل السيد دونالد ترامب وصواريخه بعد أكذوبة الغاز السّام، التي يرفض المستفيدون منها إجراء تحقيق حيادي فيها، في حين أنّ ترامب وشركاءه لم يصدروا ولو بيان استنكار أمام جريمة تفجير حافلات الركّاب، وهي واحدة من سلسلة تفجيرات ترتكبها منظمات الإرهاب المعروفة تسليحاً وتمويلاً».

أضاف: «نأسف أن يصبح الضحايا أرقاماً في حسابات الدول، ونأسف أن يصمت العالم اتجاه هذه الجرائم البشعة، ونأسف أيضاً أن يشمل الصمت بعض الألسنة في لبنان التي تستنكر وتُدين اختيارياً، علماً أنّنا لم نألف منها سوى التبعيّة في الموقف والفساد في السلوك».

وختم لحّود: «لا نريد من ترامب أن يقصف الإرهابيّين. فليوفر صواريخه للمعارك الكثيرة التي يبدو أنّ الرجل سيورّط بلاده فيها، فالجيش السوري ومن يتحالف معه يتكفّلون بالدفاع عن الأرض والحق، وسيُسقِطون، عاجلاً أم آجلاً، كلّ إرهابي وطأ أرض سورية، لينقلوا جثثاً في حافلات إلى حيث أتوا، ومن البلدان التي دخلوا منها والتي ستدفع ثمن تآمرها. ستدفع الثمن غالياً، من أجل من سقطوا شهداء بالأمس، ومن أجل جميع الشهداء».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى