لافروف: حلّ الأزمة السوريّة يتمّ بقرار مجلس الأمن 2254.. وقصف خان شيخون «استفزاز»

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إنّ خطة التسوية السوريّة موجودة بالفعل، لكنّ واشنطن هي التي لا توافق عليها، وهو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وتابع وزير الخارجية الروسي: «بالنسبة لنا هناك خطة، لكنّ الولايات المتحدة لم توافق عليها بعد، وهناك في نيويورك قرار مجلس الأمن الدولي 2254 القرار يرسم جميع جوانب التسوية السلمية على أساس مبدأ أنّ الشعب السوري هو من يحدّد مصير بلاده».

وأشار لافروف إلى أنّه ناقش مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الوضع السوري، مؤكّداً أنّه لا بديل عن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.

وأضاف لافروف، أنّ «هناك قوىً تسعى وراء خلق الذرائع بشكلٍ بارع وفاضح، بهدف التوصّل في نهاية المطاف إلى الإطاحة بنظام الحكم في سورية».

يُذكر أنّ وسائل الإعلام كانت قد تناقلت مؤخّراً عن مصدر أميركي مطّلع قوله، «إنّ وزير الخارجية الأميركي سلّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الزيارة التي قام بها مؤخّراً إلى موسكو، النقاط الأساسية التي تتضمّنها خطة ترامب للتسوية في سورية».

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الأميركية «أسوشيتد برس»، أنّ الخطة المشار إليها تتضمّن انتقالاً سياسياً يتمّ على أربع مراحل في سورية، ويترافق بالتعاون المكثّف بين واشنطن وموسكو على رعاية إتمامها، مشيرةً إلى أنّ المرحلة الأولى في خطّة ترامب المقترحة، تتمثّل في القضاء التامّ على تنظيم «داعش»، والثانية تطبيع الوضع في سورية، والثالثة تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد، والرابعة تشمل إعادة الإعمار والحياة الطبيعيّة إلى سورية، بحسب الخطة.

في سياقٍ متصل، قال لافروف إنّه لوحظ في الفترة الأخيرة وقوع محاولات استفزاز في سورية، مثل استخدام أسلحة كيميائية في إدلب.

وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي في أبخازيا، أنّ موسكو تشعر بمحاولات الاستفزاز مثل تلك التي جرت في 4 نيسان الحالي، واستخدام الأسلحة الكيميائيّة في إدلب وما تبع ذلك من ضربة غير قانونية من الولايات المتحدة الأميركية على المطار السوري، مشيراً إلى أنّ موسكو تؤيّد محاسبة المسؤولين عن الهجوم الكيميائي في سورية.

وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، أنّ التصعيد المستمر للنزاع في سورية قد يؤدّي إلى تدمير الدولة السورية، وانتصار الإرهابيّين بشكل جزئي.

وأكّد مدفيديف، أنّ واشنطن تحارب السلطة التشريعية في سورية وليس الإرهاب، مشيراً إلى أنّ الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات تُعتبر اختراقاً لمعايير القانون الدولي.

وأضاف رئيس الوزراء الروسي، أنّ العمل الأول الذي نفّذته الإدارة الأميركيّة في سورية هو ضربة على القوّات السوريّة الحكوميّة.

وعلّق على هجوم خان شيخون بإدلب قائلاً: «واضح تماماً أنّ هذا استفزاز كبير معدّ له جيداً، والذي عاد بالفائدة بما في ذلك على الإدارة الأميركية».

وقال ميدفيديف، إنّ «هذا لا يتوافق بشكل قاطع مع مخطّطاتنا، وفي الواقع تواصل حكومتنا ووزارة الخارجية بتوجيه من الرئيس العمل في هذا الاتجاه»، مشيراً إلى أنّ روسيا لا يمكنها التأثير على موقف الشركاء الذين يحاولون داخل الناتو توحيد مختلف القوى.

ميدانياً، ذكر التلفزيون السوري أنّ انفجاراً وقع في حيّ صلاح الدين بحلب، أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى.

وأكّد التلفزيون أنّ الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة أسفرت عن ارتقاء 6 شهداء وإصابة 32 آخرين.

وبحسب ما تداوله «ناشطون» على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ التفجير وقع أثناء تشييع أحد الشهداء في محيط جامع الزبير في الحيّ.

يُشار إلى أنّ مدينة حلب شهدت خلال الأسابيع والأشهر الفائتة، انفجار عبوات ناسفة لم تكن قد انفجرت في وقت سابق، تسبّبت في استشهاد وإصابة العشرات في المدينة.

إلى ذلك، حرّرت «قوات سورية الديمقراطية»، المدعومة من قِبل القوات الأميركية، 4 قرى في وادي الجلاب بريف الرقة من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي.

وذكرت مصادر محلّية، أنّ اشتباكات عنيفة اندلعت مساء أول أمس بين مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية» وعناصر «داعش» في قرى أم التنك، بير جربا، جروة والحتاش، تمكّنت على إثرها من تحريرها من سيطرة التنظيم.

وتستمرّ المرحلة الرابعة من عملية غضب الفرات، والهادفة لتحرير وادي الجلاب في ريف الرقة من سيطرة «داعش»، في يومها السابع.

وكانت «قوات سورية الديمقراطية» التي تضمّ فصائل متنوّعة في شمال سورية قد أعلنت أمس عن تشكيل مجلس مدنيّ لإدارة مدينة الرقة، بعد تحريرها من تنظيم «داعش».

من جهةٍ أخرى، خرجت آخر دفعة من المسلّحين من منطقة الزبداني بريف دمشق باتجاه إدلب شمال البلاد، مقابل خروج 46 حافلة تقلّ 3000 من الفوعة وكفريا،

وذكرت وسائل إعلام، أنّ قافلة حافلات تقلّ مسلّحين خرجت من منطقتي الزبداني ومضايا وسلكت طريق دمشق – حمص تزامناً مع وصول قافلة الفوعة إلى الراشدين غرب حلب.

ولفتت المصادر إلى أنّه من المقرّر أن تتوجّه حافلات كفريا والفوعة في وقت لاحق من الراشدين إلى مركز جبرين للإقامة المؤقتة.

وأضافت المصادر، أنّ 11 حافلة من الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي تقلّ نحو 500 مسلّح مع عائلاتهم خرجت وسلكت طريق دمشق – حمص باتجاه الشمال، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الفوعة كفريا وزبداني مضايا بين السلطات السوريّة والمجموعات المسلّحة، في الوقت الذي فضّل نحو 300 مسلّح البقاء وتسوية أوضاعهم.

وبذلك أصبحت كلّ منطقة مضايا – بقين – الزبداني – سرغايا – بلودان والجبل الشرقي وقرى وادي بردى آمنة وخالية من المسلّحين، ومن أيّة قوة عسكرية للفصائل المسلّحة.

من جهةٍ ثانية، انتهت المرحلة الخامسة من خروج مسلّحي وعائلات حيّ الوعر في حمص، وأشار مصدر إلى خروج نحو 2010 أشخاص باتجاه جرابلس بريف حلب بينهم 510 مسلّحين، تنفيذاً لاتفاق المصالحة بالحيّ وإخلائه من السلاح والمسلّحين تمهيداً لعودة مؤسسات الدولة إليه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى