ماكرون ولوبان إلى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية

بعد ثلاثة أيام من الاعتداء على جادة الشانزيليزيه، تمّ نشر خمسين ألف شرطي وسبعة آلاف عسكري في جميع أنحاء البلاد لضمان حُسن سير عمليات الاقتراع.

حيث أقبل الفرنسيون على مراكز الاقتراع وسط التدابير الأمنية المشدّدة، للإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات رئاسية حاسمة لمستقبل الاتحاد الأوروبي، ووسط ترقب شديد لنتائج يصعب التكهّن بها.

وبعد ساعات من فتح مراكز الاقتراع، وصلت نسبة المشاركة إلى 28,54 ، في أعلى مستوياتها منذ 40 عاماً.

فيما بلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية 69,42 ، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية الفرنسية، التي أغلقت أبوابها أمس على مستوى فرنسا، كما أكد كذلك بدء عملية فرز الأصوات.

ومن أصل 11 مرشحاً يتواجهون في هذه الدورة، تشتد المنافسة بين أربعة منهم يتصدّرون نيات الأصوات، وفي طليعتهم الوسطي الشاب »إيمانويل ماكرون« ومرشحة اليمين المتطرف »مارين لوبان«، يتبعهما بفارق طفيف المحافظ »فرنسوا فيون« وزعيم اليسار الراديكالي »جان لوك ميلانشون«.

ويبقى مستوى التعبئة بين الناخبين البالغ عددهم 47 مليوناً، عنصراً أساسياً في هذه الانتخابات، في وقت كان ربعهم لا يزال متردّداً في حسم خياره حتى اللحظة الأخيرة قبل الدورة الأولى.

وأشارت استطلاعات الرأي قبيل فرز الأصوات إلى أنّ »ماكرون ولوبان انتقلا إلى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية«.

وأفادت النتائج الأولية بأنّ »إيمانويل ماكرون، مرشح الوسط في الانتخابات الفرنسية، تحصّل على 23.7 فيما تحصّلت مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان على 21.7 من الأصوات«، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية ليتأهل بذلك المرشحان »مارين لوبان« و«إيمانويل ماكرون« للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية.

هذا وأقرّ بونوا هامون مرشح الحزب الاشتراكي بالهزيمة، داعياً »الفرنسيين للتصويت لصالح ماكرون في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية«.

ودعا الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند الذي لم يترشح لولاية ثانية الناخبين إلى «الإثبات أنّ الديمقراطية أقوى من كلّ شيء»، وذلك لدى الإدلاء بصوته صباح أمس في تول، معقله الانتخابي السابق وسط فرنسا.

في الأثناء، أخلت السلطات الفرنسية مركز اقتراع في مدينة بيزانسون شرق البلاد بعد العثور على سيارة مشبوهة مركونة بجانبه.

وأوضحت السلطات »أنّ شرطة بيزانسون عثرت على سيارة كانت مركونة بالقرب من مراكز الاقتراع، وكان محركها في وضعية الدوران«.

وتبين لاحقاً، أنّ السيارة كانت مدرجة في قائمة السيارات المسروقة، وكانت وضعت عليها لوحة تسجيل مزوّرة.

وطوّقت الشرطة مكان الحادث، واستدعت خبراء متفجرات، فيما بدأت السلطات التحقيق في ملابسات الحادث.

وأدلى جميع المرشحين بأصواتهم قبل ظهر أمس، فصوّت إيمانويل ماكرون في توكيه المنتجع الساحلي في منطقة النورماندي، وبدا مرتاحاً برفقة زوجته بريجيت، فيما صوتت مارين لوبان في إينان بومون، معقلها في شمال فرنسا.

وتراهن لوبان 48 عاماً ، رئيسة حزب الجبهة الوطنية، على الموجة الشعبوية التي حملت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ودفعت بريطانيا إلى اختيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، للفوز في الانتخابات.

وتصف هذه المحامية نفسها بأنها «وطنية، قبل أيّ شيء، وترغب في سحب بلادها من اليورو ومن نظام التنقل الحر في فضاء شنغن الأوروبي»، وفق برنامج قد يسدّد، برأي المراقبين، الضربة القاضية إلى اتحاد أوروبي بات في وضع هشٍّ بعد بريكست.

في المقابل، يعرض ماكرون 39 عاماً ، أصغر المرشحين سناً، برنامجاً ليبرالياً سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية، وبنى حملته على خط مؤيّد لأوروبا.

وحقق وزير الاقتصاد السابق 2014-2016 الحديث العهد في العمل السياسي، شعبيته على أساس رفض الأحزاب التقليدية والرغبة في التجديد التي عبر عنها الفرنسيون، محدداً توجه حركته «إلى الأمام!» بأنه «ليس من اليمين ولا من اليسار».

وقال أندريه بويي المتقاعد البالغ من العمر 67 عاماً في منطقة كاليه «من المهم أن نصوّت، لكن ليس لدينا كثير من الخيارات الجيدة، وبالتالي صوتت لصالح الأقل سوءاً».

وأقفلت مراكز الاقتراع الأخيرة الساعة 6 بتوقيت غرينتش، وسيتواجه المرشحان اللذان تصدرا نتائج الدورة الأولى مساء أمس، في الدورة الثانية في 7 أيار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى