نصوص افتراضيّة

هذه الكتب الكئيبة ليست سوى وجوه متنكرّة في سيرك يزدحم بالمهرّجين والمشعوذين والمجانين. هذه الكتب المخيفة كبلوغ المتعة، وانتفاضة الحواس، ونهاية الجسد، وطعم الموت العبثيّ وفعل الانتحار المقنع. كرسائل حبر سرّي في عوالم غامضة، كَبَوْح الخيبات الضاحكة، وفعل الانتقام الأنيق، وتمرّد القامع الساخر، وصرخة الجوع المشبع بألوان صاخبة. هذه الأغلفة الجذّابة، الملوّنة بالحزن والفرح والمصنوعة من الخبز اليابس، كنقوش على حائط الغبار تتراكم خلف الجراح والمأساة، من سنابل قمح زرعت بأنامل قاسية.

هذه الكتب المنسيّة، تموت وحيدة وكأنها تقول همساً: «قبل أن أصبح رماداً، اكتب على قبري كان الموت جميلاً… الآن أحتاج إلى أن أبتسم كثيراً. عشتَ فاشلاً لأن النجاح تعيس. أحتاج إلى أن أنهي كلّ هذا الجمال لأبني عالماً أكثر جمالاً».

هذه القصص الغريبة، الصوَر المكتوبة، المعاناة الموثّقة، تهرب من الضوء بعيداً، إلى حيث الغبار والوحدة. كلّما حزنّا، كلّما جعنا، كلّما أصابتنا الوحدة، كلّما داهمنا الفراغ، كلّما لبسنا الشوق، كلّما غدرتنا الحياة، كلّما غدرنا البحر أو خذلنا المطر أو سرقنا الوقت، كلّما انتابنا الموت… نعود إليها.

يكتبها زاهر العريضي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى