فنزويلا بدأت انسحابها من منظمة دول أميركا والمعارضة تستعدّ لتظاهرة جديدة

يعتزم المتظاهرون في فنزويلا النزول إلى الشارع في تظاهرة جديدة للمطالبة بـ«استقالة الرئيس نيكولاس مادورو»، ما يثير مخاوف من تجدّد العنف بعد موجة احتجاجات أودت بحياة 26 شخصاً حتى الآن.

وفي خطاب ألقاه مساء أول أمس الثلاثاء، أعلن مادورو «أنّ عدد القتلى وصل إلى 29»، وقال: «إنّ 29 من أبناء بلدنا تعرّضوا للقتل، ويجب إلقاء اللوم على اليمينيين، الناس يطالبون بالعدالة».

وأضاف الزعيم اليساري، وريث «الثورة البوليفارية» التي أطلقها الرئيس السابق هوغو تشافيز عام 1999، «إنّ النقص في المواد الغذائية والتظاهرات جزء من مخطط تدعمه الولايات المتحدة» للإطاحة به.

فيما حثت المعارضة المتظاهرين على التوجه نحو مركز العاصمة كراكاس، حيث يوجد مقرّ الحكومة، وكانت محاولات سابقة للوصول لوسط العاصمة انتهت بصدامات بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين.

يُذكر أنه، وفي غضون شهر واحد من الاضطرابات، أصيب أكثر من 400 شخص بجروح فيما تمّ اعتقال نحو 1300، وفقاً للنائب العام، وبين الموقوفين 14 صحافياً، وفقاً لما أعلنته نقابتهم الثلاثاء، والتي وصفت العدد بأنه «مقلق».

وتتّهم المعارضة الحكومة باستخدام قوات الأمن لقمع المسيرات وإرسال عصابات مسلحة للاعتداء عليها.

ومن ناحيتها، تتهم الحكومة المعارضة بدفع أموال لتحريض مسلحين لإشعال العنف.

وفيما دعت المعارضة إلى الخروج في مسيرات حاشدة جديدة للمطالبة بانتخابات، رغم أنّ مادورو صرّح في نهاية الأسبوع الماضي «أنه على استعداد لإجراء انتخابات إقليمية كانت تأجلت إلى أجل غير مسمّى».

وقال النائب المعارض فريدي غيفارا «لا يمكننا التراجع، إذا تمكّنا من الاستمرار في درجة الضغط نفسها، فسنحقق تغييراً».

وأعلنت المعارضة كذلك أنها ستحاول السير نحو مكتب رئيس الهيئة المكلفة بالدفاع عن حقوق الإنسان في فنزويلا، طارق وليام صعب، لفشله في القيام بواجبه في هذا المجال.

ودعت منظمة الدول الأميركية كذلك إلى اجتماع استثنائي لمناقشة الأزمة الفنزويلية. وكان أمينها العام، لويس الماغرو، وصف مادورو بـ«الدكتاتور».

ولكن وزيرة الخارجية الفنزويلية، دلسي رودريغيز، حذّرت من أنّ «مادورو أمر ببدء عملية الانسحاب من المجموعة الإقليمية، في حال دعت إلى اجتماع لوزراء خارجية دولها لمناقشة الأزمة في بلاده».

وأعلنت وزيرة الخارجية الفنزويلية دكلي رودريغز أمس، «أنّها تلقّت تعليمات من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ببدء إجراءات الانسحاب من منظمة الدول الأميركية، في حال لم يحظَ الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة بدعم الحكومة الفنزويلية».

وفي اتصال هاتفي مع قناة «في تي في»، قالت رودريغز «لن نواصل السماح بالتعسف واللحاق بتحالف حكومات لديها انحياز سياسي إيديولوجي ضدّّ فنزويلا».

وتستند الوزيرة في كلامها إلى الاجتماع المقبل للمجلس الدائم لمنظمة الدول الأميركية المقرَّر فيه مناقشة الأوضاع في فنزويلا، الأمر الذي يُعتبر خرقاً لقواعد المنظمة، لأنه لا يحظى بموافقة الدولة المعنية، أي فنزويلا.

وقد اعتبرت رودريغز «أنّ حكومات بعض الدول تعمل بأوامر من الولايات المتحدة ضدّ بلادها».

وتشهد فنزويلا موجة اضطرابات في الفترة الأخيرة، منها مهاجمة مسلّحين لمستشفى فيه أكثر من 50 طفلاً، وسط مظاهرات للمعارضة ولمناصري مادورو.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى