اللقاء مع أحمد الأسعد… وزيارته للزعيم

تحت عنوان «زيارة أحمد الأسعد للزعيم»، يورد الأمين غسان عزّ الدين في الصفحتين 61 و62 من الجزء الرابع، من مذكراته الصادر تحت عنوان «حوار مع الذاكرة» ما يلي:

«ورد في مذكرات الأمين نواف حردان أنّ المرحوم أحمد الأسعد أبدى رغبته في زيارة الزعيم. وقد تمّت تلك الزيارة بعد اللقاء الاول وذلك بعد حوالى أسبوع من اللقاء الذي تمّ بينه وبين الرفيقين نواف حردان ومصطفى عزّ الدين.

خلال مذكرة الوقيف بحق الزعيم بعد عودته عبر الحدود واعتصامه في الجبل، وكان ذلك قبل موعد الانتخابات النيابية بأشهر قليلة، طلب العشرات من المرشحين تأمين زيارتهم للزعيم، ومنهم المرحوم أحمد الأسعد، وتمّت المقابلة، وبعد ان استمع الزعيم إلى ما عنده وبعد ان شرح له اهداف وغايات الحزب وعندما طرح الأسعد للزعيم موضوع الانتخابات، قال الزعيم: هذا الموضوع لا يُبحث أولاً معي، بل عليك ان تتابع البحث مع الرفيقين نواف حردان ومصطفى عزّ الدين، وتبحث معهما في الشؤون الانتخابية كونهما مسؤولين عن موضوع الانتخابات في الجنوب، وهما يرفعان إلى الزعيم اقتراحاتهما وآراءهما، وعلى ضوء ذلك يتخذ الزعيم القرار المناسب.

لقد أراد الزعيم من خلال موقفه المبدئي هذا أن يقول لأحمد الأسعد وغيره من رجال السياسة، إن الزعيم يستقبل ويرحب بأي زائر له من رجال السياسة، ولكنه لا يقبل ان يتمّ تجاوز مسؤولي المناطق، ويجب أن يكون بحث علاقات التعاون معهم أولاً من خلال مسؤولي المناطق.

وأراد أن يعطي درساً لجميع المسؤولين المركزيين في هذا المجال، وأن أيّ بحث في اي نوع من التعامل والتعاون بين الحزب والفئات الاخرى في المناطق، يبدأ اولاً مع مسؤولي تلك المناطق، فهم أمّارها، وأعرَف بأوضاعها.

وكان الزعيم يعمل على تواجد مسؤولي المناطق خلال بعض المقابلات العامة، وأن يشركهم الحوار والنقاش والتحالفات والتعاون.

في جميع مواقف وممارساته كان يؤكد على احترام الاصول والقواعد الحزبية، ولا ينفرد بقراراته، الا بعد الحوار الحزبي رغم كون صلاحياته تسمح له بذلك».

أما القصة الكاملة للزيارة التي قام بها وفد حزبي لأحد ابرز القادة الشعبيين في الجنوب في حينه، أحمد الأسعد، فيوردها الأمين نواف حردان في الصفحات 175 184 من مؤلفه «على دروب النهضة».

بعد أن يعرض لانتقاله إلى ضهور الشوير لمقابلة زعيم الحزب بعد صدور مذكرة الوقيف بحقه، يروي الأمين نواف حردان التالي:

«سألني حضرة الزعيم عن الوضع الانتخابي في الجنوب فأخبرته ان هناك لائحتان تتشكلان عادة في الجنوب. تتنازعان وتتجابهان بعنف. الاولى يرأسها أحمد الأسعد والثانية كاظم الخليل. وأن كلاً من رئيسيّ اللائحتين يختار عادة المرشحين للائحته، خاصة المرشحين للمقعدين الارثوذكسي والكاثوليكي. مقابل مبلغ كبير من المال. فقال لي:

إن الانتخابات النيابية ستُجرى في 25 أيار المقبل، ولا يجوز ان تمرّ علينا هذه الانتخابات من دون ان يكون لنا موقف منها. لذلك يجب ان يتركز اهتمامنا في هذه الايام المقبلة، إلى جانب معركتنا مع الحكومة، على هذه الانتخابات. وقد كلفت عميد المالية الرفيق عبد الله محسن 1 بالاشراف على معركتنا الانتخابية في الجنوب… لذلك اطلب منك ان تتعاون مع منفذ عام صور الرفيق مصطفى عز الدين 2 ، وتقوم وإياه بالاتصالات اللازمة بصفتكما مفوضي الاتصال الانتخابي وتتدارسا الامور مع العميد محسن وتأخذا التوجيهات منه، عندما لا يتيسّر لكما الاتصال بي. وأن تعودا إليّ كلما استجد أمر يستدعي اهتمامي. اما بصدد أحمد الأسعد وكاظم الخليل فيجب أن تقوم مع منفذ عام صور الرفيق مصطفى، بزيارة كل منهما لتعرفا رأيهما في هذه المشادة القائمة بيننا وبين الحكومة، وأيهما أكثر استعداداً للتعاون معنا. علماً ان الحزب سيقرر موقفه من كل منهما، على ضوء موقفه منّا ومن الحكومة. ولا تنس أن تقوم بجولة على المديريات في منفذيتك، لتضع الرفقاء في جو الانتخابات. وتخبرهم بأنه لن يكون هناك اي تراجع من قبل الحزب امام الحكومة. وعليها هي ان تتراجع وتسترد مذكرة التوقيف بحق الزعيم. التي تسرّعت وأصدرتها.. تعسفاً وكيداً ومن دون أيّ مبرّر.

قال هذا ووقف يرتب الاوراق التي كانت على الطاولة.. فأدركتُ أن المقابلة قد انتهت.. فوقفتُ أؤدي التحية.. فصافحني مودعاً.. ورحت اتراجع ترافقني نظراته اللطيفة المشجعة.

عدتُ إلى بيروت فوجدت منفذ عام صور الرفيق مصطفى عزّ الدين، في فندق «الحديث» الذي كنا نحلّ فيه عادة، والواقع في ساحة الدباس، فأبلغته تعليمات الزعيم بشأن الانتخابات، وتعييني وإياه مفوضين للاتصال الانتخابي في الجنوب.

ذهبنا بعد ذلك لمقابلة العميد عبد الله محسن، الذي كان يملك محلاً تجارياً قرب مجلس النواب اللبناني، فعلمنا منه بأنه تلقى تعليمات الزعيم في اليوم السابق، وعلينا أن نعود إلى منطقتينا لنقوم بجولة على المديريات، لوضع القوميين في جو الانتخابات، وإطلاعهم على ضعف الحكومة وترجرجها وتكبلها، أمام موقف الزعيم البطولي الصامد الصلب، بشأن مذكرة التوقيف التي تسرّعت وأصدرتها تعسفاً وكيداً.

اتفقت بعد ذلك مع الرفيق مصطفى، ان يوافيني بعد عشرة أيام إلى مرجعيون لنقوم بزيارة لأحمد الأسعد في بلدته الطيبة.

عدت بعد ذلك إلى منطقتي، فقمتُ بجولة على المديريات في المنفذية، شرحتُ خلالها للرفقاء تفصيلاً موقف الحكومة الغاشم من الزعيم، وقرأتُ لهم بيانه الاول إلى الشعب اللبناني، كما اخبرتهم برسالته إلى مدير الامن العام، وأخبرتهم انه موجود في ضهور الشوير، تحيط به قلوب وعيون وأسلحة القوميين الابطال، الذين يحرسونه وهم على استعداد للقتال ومجابهة الموت، قبل ان تسقط شعرة واحدة من رأسه.

أخبرتهم أيضاً أن الحزب سيخوض المعركة الانتخابية في لبنان، وعليهم ان يقفوا موقفاً موحّداً قوياً، من أيّ مرشح كان، ولا يجوز أن يغتروا بوعود المرشحين السياسيين التقليديين، بل عليهم انتظار التعليمات التي ستأتيهم من الحزب ليعملوا بها.

وفي الموعد المعين بعد الانتهاء من الجولة، وجدتُ الرفيق مصطفى عزّ الدين ينتظرني في بيت الرفيق أسعد رحال 3 في مرجعيون، فأرسلنا نستدعي الرفيق محمد الشماع 4 من صيدا، والرفيق محمد أمين الصبّاح 5 من النبطية، وتوجهنا معهما في اليوم نفسه إلى بلدة الطيبة، وقصدنا قصر أحمد الأسعد الذي كان يعجّ بالمناصرين، فقدّمنا أنفسنا للرجل الذي استقبلنا، بأننا موفدين من قبل الحزب القومي لزيارة أحمد بك. فرحّب بنا الرجل وقادنا رأساً إلى قاعة القصر، حيث كان «أبو كامل» جالساً يتصدر القاعة، محاطاً بمؤيديه وبعض أقاربه، الذين عرفنا منهم أسعد الأسعد ونزيه الأسعد 6 ونجله الفتى كامل الأسعد.

رحّب بنا «أبو كامل» ترحيباً حاراً، وأثنى على الحزب ثناءً عاطراً، وراح يهاجم حكومة رياض الصلح التي ارتكبت بإصدارها مذكرة توقيف، بحق «الاستاذ أنطون» بعد يوم واحد من وصوله من المنفى، جريمة كبيرة لا تُغتفر تستحق من أجلها المحاكمة. كما يجب على الشعب ان يثور على هذه الحكومة الظالمة المستبدة، التي تلاحق رجال الفكر وتمنع نشاط الاحزاب، وتكافح حق إبداء الرأي وتصادر حرية الفكر، ثم سألنا عن الزعيم وصحته.

أجاب الرفيق مصطفى فقال: إن الزعيم بخير وصحة جيدة، موجود في ضهور الشوير في أمان تام، يحيط به القوميون ويحرسونه، فلا تقدر الحكومة الوصول إليه، والحيلولة بينه وبين مخاطبة الشعب بواسطة الصحف والبيانات التي يصدرها، وهذا هو البيان الذي أصدره مؤخراً.

قال هذا ثم قدّمني كمنفذ عام مرجعيون، وقدّم نفسه كمنفذ عام صور والرفيقين شماع وصباح كمسؤولين في صيدا والنبطية. ثم استأذن بتوزيع بيان الزعيم الاول إلى الشعب اللبناني، على الحضور.

قرأ أحمد الأسعد بيان الزعيم وقال إنه شديد الاعجاب به وبعبقريته ومواقفه الجريئة، ويتمنى لو يتاح له الاجتماع به، من أجل التنسيق معه في تنظيم المعارضة لهذه الحكومة، التي يجب انقاذ الشعب من سلطتها وتصرفاتها المجرمة.

تكلمتُ بعد ذلك، مقترحاً ان يتوجه إلى ضهور الشوير لزيارة الزعيم، الذي سيكون مسروراً بلقائه، ولا شك، والاتفاق معه على امور كثيرة. فأجابني بأنه سيكون مستعدّاً للقيام بزيارة «الاستاذ سعاده»، بعد أسبوع، عندما ينتهي من استقبال وفود القرى الجنوبية التي تأتيه زائرة كل يوم، لتبدي تأييدها له وللائحته في المعركة الانتخابية المقبلة، ثم طلب مني في حال موافقة «الاستاذ سعاده» على استقباله، ان أعود إلى الطيبة وأخبره بذلك، فيرافقني إلى ضهور الشوير فوراً.

كان يرفع صوته وهو يتكلم ليسمعه كل من في القاعة، متعمداً ان ينقل أحد الحضور ما يقول إلى الحكومة. شانّاً بذلك عليها حرب أعصاب. مهدّداً إياها بالتحالف مع القوميين إذا استمرت على مواقفها العدائية منه وتأييدها خصومَه.

بعد أحاديث أخرى تناولت المعركة الانتخابية في الجنوب، وقفنا وودّعنا «أبا كامل» وغادرنا القاعة، فرافقنا نجله كامل، ونزيه الأسعد، إلى غرفة أخرى في القصر، حيث جلسنا نُجيب على أسئلتهما عن الزعيم.. وقد رأينا من نزيه الأسعد حماسةً كبيرةً وتأييداً للحزب فسررنا كثيراً بذلك.

أما الشاب كامل الأسعد، فراح يطرح علينا اسئلة كثيرة عن الحزب ومبادئه وغايته وعن الزعيم وشخصيته وقال انه شديد التوق للتعرف إليه لأنه كبير الاعجاب به.

غادرنا الطيبة بعد ذلك إلى مرجعيون، ومنها إلى بلدتي راشيا الفخار حيث بقينا ثلاثة أيام عاد بعدها الرفيق مصطفى إلى صور، بعد ان اتفقنا ان نلتقي بعد اسبوع في بيت الرفيق محمد الشماع في صيدا.

والتقينا في المكان والموعد المعيّن في بيت الرفيق الشماع، الذي علمنا منه ان الرفيق المحامي نظمي عزقول 7 ، الذي يقيم ويعمل كمحام في صيدا، يرغب بترشيح نفسه للانتخابات عن المقعد الأرثوذكسي، فذهبنا لزيارته في منزله حيث أعاد علينا ما نعرفه، وطلب منّا ان نبدأ الدعاية له في صور ومرجعيون والنبطية وصيدا.

أجبناه أننا لا نقدر ان نقوم بذلك من دون أمر من الزعيم. وعليه اذا كان يرغب بترشيح نفسه، أن يذهب لمقابلة الزعيم في ضهور الشوير ليعرض الامر عليه. فإذا وافق على ترشيحه، نقوم عند ذلك بواجبنا خير قيام.

من صيدا توجّهنا إلى صور، لنزور كاظم الخليل رئيس اللائحة الثانية المزاحمة للائحة الأسعد، ونعرف موقفه من الحزب، ومن مذكرة التوقيف التي أصدرتها الحكومة بحق الزعيم.

استقبلنا كاظم الخليل في بيته ورحّب بي ترحيباً خاصاً، عندما علم أنني من مرجعيون، كونها منطقة انتخابية خاصة بأحمد الأسعد. وكان يهمه ان يكون له فيها ناخبون. وقد سمعنا منه مديحاً جيداً للحزب، واستنكاراً لموقف الحكومة من الزعيم.

عدت بعد ذلك إلى بيروت، فقابلت العميد عبد الله محسن، وأخبرته بنتيجة جولتنا وزيارتنا لكل من أحمد الأسعد وكاظم الخليل، وعزْم الرفيق نظمي عزقول على ترشيح نفسه للانتخابات عن المقعد الارثوذكسي. فطلب مني العميد ان أذهب إلى ضهور الشوير وأقابل الزعيم، لأطلعه على كل ذلك وأتلقى توجيهات جديدة منه.

وقابلتُ الزعيم في ضهور الشوير، فأطلعته على كل ذلك تفصيلاً، فأبدى سروره لعزم أحمد الأسعد على زيارته، نظراً إلى مركزه ووزنه السياسي الثقيل، وكونه خصماً لرياض الصلح، ورئيساً سابقاً للمجلس النيابي، يؤدّي نشر خبر زيارته في الصحف، إلى تعزيز موقف الحزب ويُحدث ضجة كبيرة.

سألني بعد ذلك عن رأيي بترشيح الرفيق نظمي عزقول، فقلت إن حظه بالنجاح قليل جداً، لأن كلاً من أحمد الأسعد وكاظم الخليل، يختار عادة مرشحيه الارثوذكسي والكاثوليكي، مقابل مبلغ كبير من المال يدفعه كل منهما، والرفيق عزقول لا يمكنه ان يدفع. إلا إذا أراد الزعيم ترشيحه من أجل إبراز اسمه فقط، تمهيداً لانتخابات مقبلة وإظهار قوة الحزب الانتخابية في الجنوب. فهزّ الزعيم رأسه وقال: سوف أدرس الامر وأقرّر في ما بعد.

سألني إذا كنت أعرف رفيقاً لنا اسمه لطفي طرابلسي 8 ، يريد ان يرشح نفسه أيضاً للمقعد الكاثوليكي في الجنوب فأجبته بأنني لا اذكر أني عرفت رفيقاً بهذا الاسم من قبل.

فأجابني وهو يهز رأسه:

ـ إنه يتردد الآن على المركز في بيروت، فاعمل على ان تلتقي به، وعندما تعود أعطني انطباعاتك عنه، ولا بأس ان تأتي به معك، لأدرس وضعه وأعرف ما يريد بالضبط، من المناسب الآن، ان يصدر في الجنوب بياناً حزبياً بِاسمك واسم منفذ عام صور الرفيق مصطفى عزّ الدين، بصفتكما مفوضي الاتصال الانتخابي، تعلنان فيه، انه سيكون للحزب موقف من الانتخابات، يعلنه في حينه، ويوزّع هذا البيان على نطاق واسع، من أجل إعداد القوميين للمعركة الانتخابية، ولفت أنظار الشعب للحزب.

ـ ألا يتكرّم حضرة الزعيم بكتابة هذا البيان، أو بإملائه عليّ؟

ـ أتريدون أن يقوم الزعيم وحده بالأمور الكبيرة والصغيرة يا رفيق نوّاف؟ اجلس في الغرفة الثانية، واكتب البيان بنفسك ثم أطلعني عليه.

قال لي ذلك بلهجة الواثق المشجّع، فسررتُ بذلك وشعرت بالاعتزاز والفخر، وازدادت من جرّاء ثقته بي ثقتي بنفسي، فتناولت قلماً وورقاً، ودخلت الغرفة الثانية حيث جلست أكتب البيان، فيما كان الرفيق فريد الصباغ يستأذن بالدخول، يرافقه صحافي من دمشق يريد الحصول على حديث من الزعيم.

بعد دقائق، أنهيت كتابة البيان بالعبارة التالية: «إن الحزب القومي سوف لا يرفع إلى المجلس النيابي، الا من كان صديقاً له مؤمناً برسالته، مناضلاً دائماً لرفع الظلم والضيم عن شعبنا الرازح المتألم».

وعدتُ إلى مكتب الزعيم عندما انتهيت، وجلستُ استمع إلى ما كان يجيب به على اسئلة الصحافي الدمشقي، وأنتظر دوري لمتابعة الحديث معه.

قدّمتُ له ما كتبت بعد أن انصرف الرفيق فريد صباغ والصحافي الدمشقي فقرأه، وافترّ ثغره عن ابتسامة راضية ثم قال: «جيد، جيد، إنما هذه العبارة الأخيرة، يجب أن تكون أكثر مرونة واختصاراً، وفي الوقت نفسه أكثر قوة وتعبيراً واستنهاضاً ولفتاً للانتباه».

وتناول القلم منّي فشحط على العبارة، وكتب عبارة أخرى لتحلّ محلها، كانت التالية: «إنّ الحزب القومي لا يرفع إلى المجلس النيابي إلا من كان مستعدّاً لأن يكون خادماً للشعب لا سيّداً عليه».

فأصبح البيان الذي ما زلتُ محتفظاً بنسخة منه إلى اليوم، كما يلي:

الحزب القومي

منفذيات لبنان الجنوبي

بيان إلى الرأي العام في جنوب لبنان

تتكاثر الأقاويل والإشاعات التي تتناول موقف الحزب القومي من الانتخابات المقبلة. فيذهب بعضها إلى التأكيد بأن الحزب يؤيد فئة معينة أو يخذل فئة أخرى.

ولما كانت جميع هذه الإشاعات لا ترتكز إلى أي أساس رسميّ صحيح.

ولما كان الحزب عازماً على خوض هذه الانتخابات معتمداً على وعي المواطنين وتنبّههم وتقديرهم أهمية رسالة الحزب الاصلاحية السامية، واستعدادهم للمساهمة في تحقيق هذه الرسالة بكل قواهم.

فإننا نحذر جميع المواطنين والمؤيدين من تصديق هذه الإشاعات التي يقصد بها التضليل والاستغلال. وندعوهم إلى انتظار بيانات الحزب الانتخابية الرسمية التي ستصدر قريباً جداً مؤكدين لهم أن الحزب القومي سوف لا يرفع إلى المجلس النيابي الا من كان مستعداً لأن يكون خادماً للشعب لا سيداً عليه.

هوامش:

1 عبد الله محسن: الأمين، العميد، عضو المجلس الأعلى. انتخب رئيساً للحزب أواخر عام 1958. من مشغرة. يصحّ أن يُكتب عنه الكثير. عرف بصفائه ومناقبه وترفّعه وتجسيده فضائل النهضة في كلّ تعاطيه.

2 مصطفى عزّ الدين: مراجعة ما نشرتُ عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info. أحد أنقى وأصفى أمناء الحزب، وقد خبرته جيداً.

3 أسعد رحال: من جديدة مرجعيون. حاز على شهادة دكتوراه. وكان أستاذاً جامعياً. مُنح رتبة الأمانة وانتُخب لعضوية المجلس الأعلى الذي وافق على الثورة الانقلابية، اعتُقل وصدر الحكم بحقه لمدة سنتين.

4 محمد علي شماع: للاطّلاع على ما نشرت عنه الدخول إلى قسم «من تاريخنا» على الموقع المذكور آنفاً.

5 محمد أمين الصباح: للاطّلاع على ما نشرت عنه الدخول إلى قسم «من تاريخنا» على الموقع المذكور آنفاً.

6 نزيه الأسعد: للاطّلاع على ما نشرت عنه الدخول إلى قسم «من تاريخنا» على الموقع المذكور آنفاً.

7 نظمي عزقول: للاطّلاع على ما نشرت عنه الدخول إلى قسم «من تاريخنا» على الموقع المذكور آنفاً.

8 لطفي طرابلسي: لمراجعة ما نشرناه عنه الدخول إلى الموقع المشار إليه آنفاً، تحت عنوان «لا أبيع تضحيات القوميين وآلامهم بكنوز الأرض كلّها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى