شرقاً دُر

ناصر قنديل

– باتت التحضيرات الأميركية البريطانية الأردنية على الحدود الجنوبية لسورية علنية، وصار معلوماً أن زيارة رئيس الأركان الأميركي لتل أبيب تندرج ضمن إطار التحضير لما سُمّي بالعمليات على الجبهة الجنوبية التي حشد لها الأميركيون قرابة خمسة آلاف مسلح من جنسيات مختلفة، والمعلن في الصحافة «الإسرائيلية» أن الزيارة الأميركية تتم لتنسيق الجهود وطلب اكتفاء «إسرائيل» بالدعم المعلوماتي والاستخباري كي لا يرتّب تدخلها المباشر تخريباً على فرص نجاح العملية ويرتّب انفجاراً أكبر في الوضع تصعب السيطرة عليه، ويكون ارتداده سلبياً على العملية وعلى «إسرائيل» خصوصاً.

– المواقف الصادرة عن سورية وحلفائها تؤكد أن الرد سيكون حازماً على أي تدخل أجنبي داخل الحدود السورية. والمعلومات من موسكو تقول إن المعنيين في واشنطن وعمان خصوصاً باتوا يعلمون ذلك. وتقول الأجوبة الصادرة من الأميركيين والأردنيين في الاتصالات الدبلوماسية والمواقف الإعلامية إن ليس هناك نيات للتصادم مع سورية وروسيا وحلفائهما، رغم إشهار واشنطن وكل حلفائها العداء لحزب الله وإيران واعتبار العمل لمنعهما من التمدد جنوب سورية ضمن الأهداف المعلنة، وتتكفل بعض المصادر بواشنطن بإيضاح المقصود من القيام بعملية عسكرية جنوب سورية من جهة، وعدم التصادم مع سورية وروسيا من جهة مقابلة، فتقول إن العملية ليست كما يبدو الظاهر بالسعي لاقتطاع جزء من جغرافيا الجنوب السوري، أسوة بما فعله الأتراك شمالا، أو بما فعله الأكراد.

– العملية الجنوبية، وفقاً للمصادر الأميركية تهدف للدخول في شريط رقيق يبدأ من الجنوب ويصعد شمالاً على طول خط الحدود السورية العراقية، بحجة تأمين جدار يمنع تسلّل جماعات داعش الهاربة من الموصل من الوصول إلى الأردن أو سورية، وأن واشنطن ترعى هذه العملية ولا تريد تحوّلها لسبب تصادم مع روسيا ولا مع سورية. وتقول المصادر إن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون سيبحث تفاصيل العملية مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، وسيسعى للحصول على موافقة موسكو أو عدم ممانعتها وتفهّمها على الأقل.

– محور المقاومة بأطرافه السورية والإيرانية والمقاومة يؤكد معلوماته عن التحضيرات الميدانية واللوجستية للعملية، ويعتبر هدف الحدود السورية العراقية صحيحاً، لكن لأهداف لا تتصل بما يقوله الأميركيون، بل لاستكمال السعي الأميركي لإمساك الحدود السورية العراقية شمالاً بملاقاتها من الجنوب عند نقطة التنف، بحيث يعوّض الإمساك بالحدود بين سورية والعراق الفشل الأميركي بالسيطرة على سورية والعراق، فالتواصل السوري العراقي الجغرافي يتيح مد أنابيب النفط والغاز والتبادل التجاري، ويتيح خط الإمداد المفتوح للمقاومة وسورية وإيران، ولاحقاً يفتح طريق البحر المتوسط أمام الصين، ومَن يمسك بالحدود بين سورية والعراق يتحكّم بمستقبل المعادلات الاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط، بل في آسيا.

– موسكو تشارك حلفاءها نظرتهم ومخاوفهم، وتؤكد أنها ستبلغ واشنطن بما لا يقبل التأويل أن العملية المفترضة تغيير للجغرافيا السياسية والعسكرية، والهدف المعلن لا يبرّرها، لأن الجيش السوري بدعم روسي مستعدّ وقد بدأ بالتقدم لإقفال خط الحدود، والمشاغبة على إنجازه لهذه المهمة تعني أن النيات هي شيء آخر.

– «شرقاً در»، أعلنها الجيش السوري والحلفاء، لأنها تختصر «جنوباً سر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى