مسيرة إعادة إعمار سورية تنطلق بصمود أبنائها وإيمانهم بوطنهم

دمشق ـ إنعام خرّوبي

لليوم الثاني على التوالي، واصل معرض «تكنوبيلد» بدورته الرابعة فعالياته وتوالى توافد الزائرين على أجنحة الشركات المختلفة ذات التخصّصات والمجالات المتنوّعة التي تتعلق بالبناء للاطّلاع على كلّ جديد في هذا المجال».

شهادات تقديرية للشركات

واستهلّ اليوم الثاني من المعرض بتوزيع الشهادات التقديرية على الشركات العارضة من قبل الشركة المنظمة «سيما».

وتابعت «البناء» لقاءاتها مع الشركات المشاركة في المعرض.

وتحدث الدكتور حسن غدار صاحب شركة «بيمكو» للمولدات الكهربائية عن الشركة. وقال: «لدينا صالة عرض في بيروت منطقة بئر حسن والمعمل في الغازية. مجال عملنا الأساسي هو تجميع مولدات الكهرباء مع كواتم للصوت وكلّ الأعمال الكهربائية الميكانيكية المتعلقة بالمولدات مثل تابلوات الكهرباء وغيرها من الملحقات».

أضاف: «إنها مشاركتنا الثانية في المعرض، ونحن نصدّر إلى سورية مولدات كهربائية، كما شاركنا في تنفيذ مشاريع للدولة السورية، خصوصاً مشروع تركيب المولدات لمياه حمص حيث تمّ تركيب مولدات Medium Voltage وهي من النوع المعقد لأنّ مياه حمص منشأة كبيرة والتطبيقات فيها تختلف كلياً عن سواها من المشاريع». وعمّا شجعه على المشاركة في المعرض للمرة الثانية، أجاب غدار: «اللبنانيون رواد في مجال المولدات، وهناك قدرات أيضاً لدى الشركات السورية، لكننا كلبنانيين خبرنا هذا النوع من الأزمات وكونّا خبرة متراكمة عبر السنوات بكيفية التعامل معها. هناك تبادل خبرات أو استعانة بخبراتنا والشركات اللبنانية تسدّ الفراغ الموجود في سورية».

وختم غدار: «هذا المعرض هو تأسيس للمرحلة المقبلة وإثبات وجود وهو معرض معنوي بالنسبة إلينا أكثر مما هو تجاري».

وتحدث المهندس السوري فايز غانم من شركة «ضوتك» اللبنانية لـ«البناء»، وقال: «شركتنا تعمل في مجال Solar System منذ العام 2003 في لبنان، وبدأنا نعمل منذ أربع سنوات في مجال التسخين الشمسي والطاقة الشمسية. لدينا نظام «ديما» و«بيرغولا» نصنّعها في لبنان، ونحن أيضاً وكالة شركة «تيمسو» الإسبانية».

أضاف: «هناك فرصة للعمل هنا في سورية، خصوصاً في مجال تخصّصنا، ونحن نقدّم منتجات بمواصفات عالية وننفذ مشاريع لـ«يونيسيف» و«أونروا» في لبنان ومعروف أنّ هذه المنظمات الدولية لا يمكن أن تتعامل مع شركات لا تلتزم بالمواصفات العالمية. شركتنا تقدّم صيانة لكلّ المشاريع التي تنفذها وفريقنا منتشر في كلّ لبنان».

وختم غانم: «سورية إلى الأمام وأنا سوري متخرّج من جامعة دمشق وسعيد جداً بإتاحة الفرصة أمامنا للتعاون في عملية إعادة الإعمار ونضع خبرة شركتنا في التصرف».

ندوات

وعلى هامش المعرض، عقدت ندوات عدة، حاضر فيها مهندسون وخبراء ومختصون، تناولت شؤوناً تتعلق بتكنولوجيات البناء واستخدام الطاقة المتجدّدة بالإضافة إلى عرض الفرص الاستثمارية المتوفرة في القطاع العقاري.

« التطوير العقاري آفاق واعدة للاستثمار»… محاضرة للمدير العام للهيئة العامة السورية للتطوير والاستثمار العقاري المهندس الدكتور أحمد حمصي متخصّص بالهندسة الإنشائية .

وتطرّق حمصي خلال المحاضرة إلى الفرص الاستثمارية العقارية المتوفرة لدى الهيئة والتي يمكن أن تطرح في سوق العمل لدى المستثمرين والمطوّرين العقاريين سواء كانوا محليين أو مغتربين أو أجانب. وقال في حديث لـ«البناء»: «لدينا مشاريع ضمن 25 نطاق تطوير عقاري وتمّ انتقاء عدد منها تحت تسمية مشاريع ذات أولوية وهناك ظروف مناسبة للبدء بهذه المشاريع، ومنها على سبيل المثال مشروع بوادي الجوز في محيط محافظة حماة ويبعد عن مركز المدينة حوالي مئة متر».

وأضاف: «هناك أيضاً فرص عمل بين الهيئة وبين الجهات الإدارية وأقصد بها الجهات المسماة في قرار إحداث المنطقة وهي مسؤولة عنها وهناك تعاون بيننا لطرح مشاريع جديدة بعد الانتهاء من تحضير دفاتر الشروط ومنها، على سبيل المثال، مشروع وادي بردى ومشاريع عدرا السكنية وعدرا التجارية وعدرا الحرفية، بالإضافة إلى المشاريع الخاصة والتي قطعت شوطاً جيداً في تنفيذ المخطط التنظيمي العام والمخطط التنظيمي التفصيلي».

وحاضر الاستشاري في نقابة المهندسين المهندس موفق الشماع حول «الاعتبارات الأساسية لتصميم نظم الطاقة الشمسية الخلايا الضوئية ».

وأكد الشمّاع لـ«البناء» أنّ المحاضرة هي «من أجل تثقيف الناس وتوعيتهم حول هذا الموضوع. فالشمس نعمة إلهية ونحن لا نستغلها، علماً أننا من البلاد الأولى في المنطقة من حيث الإشعاع الشمسي، في حين هناك دول لا يتوفر فيها هذا القدر من الإشعاع الشمسي حققت خطوات متقدمة جداً في مجال الطاقة الشمسية».

وقال: «نتيجة الظروف والأوضاع الصعبة، توجهنا نحو هذه منظومات الطاقة المتجدّدة وما نحاول القيام به اليوم هو أن نسبق السوق التجاري الذي لا تهمّه مصلحة المواطن. هذه المنظومات عمرها لا يقلّ عن 25 سنة ويجب أن تكون المنتجات التي يتم استخدامها ذات مواصفات عالية ومراقبة فنياً حتى لا يتكبّد المواطن خسائر وتكلفة إضافية، وفي النهاية تصبح لديه قناعة بأنّ هذه المنظومات غير فعالة في حين تكون المشكلة في اختيار منتجات تفتقر إلى الجودة. وفي هذا السياق، فإنّ الحكومة تتحمّل مسؤولية عدم مراقبة هذه المنتجات، في حين يجب أن تكون المراقبة جدية للالتزام بالمواصفات. لدينا كود في سورية يتعلق بالطاقة المتجدّدة والألواح الشمسية والمطلوب تفعيل هذا الكود ووضع المواد التي تدخل البلد تحت المراقبة الشديدة».

وعن «تصميم اختيار نظام التسخين الشمسي المناسب، كانت محاضرة للدكتور صادق الجوهري مختص في الطاقة الشمسية والطاقة المتجدّدة ».

ولفت الجوهري، في حديث لـ«البناء» إلى «أنّ سورية لديها الكثير من الإمكانيات لتتقدّم في هذا المجال وهي مصنفة من الدول الأعلى عالمياً في الإشعاع الشمسي، وهي قابلة للتطور في مجال الطاقة الشمسية إذا لقيت دعماً من الحكومة وهناك مشاريع واعدة، سواء كانت على المستوى الفردي المنزلي أو على مستوى الدولة أو الجماعات والشركات».

أضاف: «نحن بصدد تنفيذ مشاريع لتشغيل المعامل، وفي ظلّ الوضع السيّئ للكهرباء والتقنين القاسي، اتجه أصحاب المعامل نحو الطاقات المتجدّدة ولو أنها خطوة متأخرة، كما أنّ الدولة تنوي تركيب محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة المتجدّدة، بالإضافة إلى تسخين المياه وهذا أمر مهم جداً ويوفر أموالاً هائلة على الدولة والمواطن. كما أنّ الحكومة السورية تواكب هذا الأمر علمياً واليوم أصبح هناك قسم خاص بالطاقات المتجدّدة في جامعة دمشق وهذا علم مستقل وسورية بحاجة إليه».

وحاضر المهندس دحام العبدالله رئيس المكتب الفني في الشركة العامة السورية للطرق والجسور عن الجدوى الاقتصادية للمباني المهدمة.

وأشار إلى أنّ العمل بهذا المجال بدأ في سورية منذ سنتين ونصف السنة، وهذه المحاضرة تهدف إلى توعية كلّ شخص سواء كان فنياً أو شخصاً عادياً.

وقال: «نحن نستفيد في هذا المجال من تجربة ألمانيا بعد الحرب العالمية حيث أعيد تنظيم المناطق والشوارع والطرقات. ألمانيا لديها 50 مليون متر مكعب من الأنقاض يتم تدويرها سنوياً».

وتطرق العبدالله، في حديث لـ«البناء»، عن طرق مختلفة للتعامل مع المناطق المهدمة والذي يجب أن يتمّ بفرق عمل متخصّصة خبيرة بعد تصنيف المنطقة». وأضاف: «إنّ معظم المناطق المدمّرة حالياً هي مناطق عشوائية كانت الدولة تنوي إعادة تنظيمها عاجلاً أم آجلاً. أما بالنسبة إلى الأحياء النظامية فسوف يتم تشكيل فرق هندسية تصنف المباني المتضرّرة فيها، وما يصلح منها للترميم يتمّ ترميمه وما لا يصلح يتمّ تدميره بالطريقة المناسبة بحسب كلّ حالة. فعلى سبيل المثال لا يمكن اللجوء إلى التفجير في حالات هدم المباني المحاطة بمبان ومنازل سليمة ومأهولة، في حين يمكن اللجوء إلى طريقة التفجير في الأحياء المدمّرة بشكل كلي. وحتى في هذه الحالة نحن نحاول أن نتجنّب أخطاء التفجير وتدرس فرق مختصة كلّ بناء على حدة لاختيار نوع وكمية التفجير».

وأشار إلى «أنّ هذه الندوات مهمة جداً في مرحلة إعادة الإعمار ليتعلم الناس كيفية التعامل مع المناطق المدمّرة من المواطنين والفنيين، والتوعية على طرق الاستفادة من مخلفات الهدم».

وختم العبدالله: «أتمنى أن تصبح لدى كلّ مواطن سوري ثقافة التعامل مع المرحلة المقبلة ونأمل أن تتوقف الحرب قريباً ونباشر مرحلة إعادة الإعمار بجهوزيتنا الكاملة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى