لقاءات الرياض مع ترامب: ماذا عن اليوم التالي؟

حميدي العبدالله

تعقد في الرياض سلسلة من اللقاءات العربية والإسلامية التي تجمع الرئيس الأميركي وملوك وأمراء ورؤساء أكثر من دولة عربية وإسلامية.

وحسب التحضيرات فإنّ القمة الأميركية – السعودية ستسفر عن توقيع اتفاقات للتعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين تعزز علاقتهما الاستراتيجية المستمرة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.

على المستوى الإقليمي التوقعات تشير إلى أنّ مداولات القمم التي ستعقد في الرياض سوف تركز بالدرحة الأولى على المواجهة مع إيران، وارتباطاً بذلك تحديد ساحات هذه المواجهة وترتيب أهمية كلّ ساحة من الساحات.

من الواضح أنّ المواجهة المباشرة بين المملكة العربية السعودية وإيران أمر مستبعد بسبب توازن القوى العسكري بين البلدين، وبسبب الخراب الذي سوف تسبّبه أيّ حرب بينهما على كلا البلدين، ولذلك ليس خيار المواجهة العسكرية المباشرة ليس مطروحاً على الإطلاق.

كما أنّ المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها هو الآخر غير مستبعد وغير وارد على الإطلاق لما له من آثار وتداعيات اقتصادية وعسكرية.

لا شك أنّ المواجهة سوف تكون مواجهة غير مباشرة، والأرجح أن تكون الساحة اليمنية هي الساحة الأكثر أهمية في هذه المواجهة غير المباشرة، لما تمثله اليمن من موقع وتأثير جيوسياسي وجيواستراتيجي، بفعل موقعه وتحكمه بمضيق باب المندب وحدوده المشتركة الطويلة مع المملكة العربية السعودية، وجلّ ما تخشاه واشنطن وحلفاؤها هو قيام نظام حكم في اليمن لا يكون حليفاً للولايات المتحدة ويكون حليفاً لإيران.

لهذه الأسباب ستنعكس نتائج لقاءات ترامب في الرياض على الوضع اليمني أكثر من أيّ ساحة أخرى في سياق المواجهة غير المباشرة مع إيران التي ينتظر أن تشهد تصعيداً ملحوظاً في غضون الفترة المقبلة.

سيتمّ النظر في ما يمكن فعله في ساحات أخرى، ولا سيما سورية والعراق، لا سيما أنّ إدارة ترامب وبدعم وتحريض من تل أبيب تسعى لأن يكون الوجود الإيراني في سورية هدفاً لها، وسيكون هناك تركيز كبير على هذه المسألة، ولكن ليس بيد الأطراف المجتمعة الكثير من الأوراق للتأثير على هذه المسألة. كما أنّ نفوذ إيران في العراق سيكون مطروحاً في المداولات وستتركز الأبحاث على كيفية تقليص نفوذ حضور قوى الحشد الشعبي التي تشكل قوى حليفة لإيران، ولكن أيضاً في هذه المسألة ليس لدى المجتمعين أوراق إضافية لاستعمالها.

لا شك أنّ نتائج ما بعد لقاءات ترامب في الرياض لن تؤدّي إلى تغيير كبير في السياسات والاستراتيجيات القائمة، ولكنها تبعد بكلّ تأكيد احتمالات الحلول السياسية للأزمات القائمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى