ماي: كل صوت لي ولفريقي سيمدّني بمزيد من القوة من أجل المفاوضات

طلبت تيريزا ماي أمس، من البريطانيين «منحها تفويضاً واضحاً في الانتخابات النيابية في الثامن من حزيران المقبل، تمهيداً لمفاوضات بريكست»، ووعدت بـ«الحدّ من الهجرة من خارج الدول الأوروبية، ثم الهجرة الآتية من الاتحاد الأوروبي».

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، خلال تقديم برنامج حزب المحافظين للانتخابات في هاليفاكس شمال بريطانيا ، «تعالوا انضموا إليّ، في وقت أكافح في سبيل المملكة المتحدة».

وفيما تبدأ البلاد «الرحلة الكبيرة» للخروج من الاتحاد الاوروبي، شدّدت رئيسة الحكومة المحافظة على «أهمية الحصول على تفويض واضح لانتزاع أفضل اتفاق ممكن خلال مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي».

وأضافت في كلمة ألقتها في مصنع قديم للسجاد من القرن التاسع عشر، أمام جميع وزراء حكومتها، انّ «السنوات الخمس المقبلة ستكون منعطفا للمملكة المتحدة، ولحظة مؤسسة وتحدياً، وكل صوت لي ولفريقي سيمدني بمزيد من القوة من أجل المفاوضات».

ونشرت أمس، نتائج استطلاع للرأي أعدته مؤسسة ايبسوس -موري على عينة من 1053 بريطانياً، أشار إلى تقدم كبير لحزب العمال البريطاني منذ نشر برنامجه الذي يميل صراحة إلى اليسار. فقد ربح حزب جيريمي كوربن ثماني نقاط وارتفعت حظوظه إلى 34 من نيات التصويت، لكنه ما زال بعيداً من حزب المحافظين الذين حصلوا على 49 .

وتراجعت الأحزاب الأخرى كثيراً، فحصل الليبراليون الديموقراطيون مؤيّدون لأوروبا على 7 ، وحزب «استقلال بريطانيا» يوكيب الرافض لأوروبا على 2 فقط بعد أن جاء ثالثاً في الانتخابات التشريعية في 2015 بحصوله على 12,6 ، وحرم حزب المحافظين الذين وضعوا مسألة الهجرة في قلب برنامجهم، حزب يوكيب من موضوعه الأساسي في الحملة. ولم تتوانَ تيريزا ماي أمس، عن أن تكرّر هدفها الذي يقضي بخفض الهجرة إلى أقلّ من 100 ألف شخص في السنة، في مقابل 273 ألفاً في 2016، ويواجه حزب المحافظين صعوبة في تحقيق هذا الوعد منذ سنوات.

وتنوي ماي التي تطرقت إلى «معاناة أصحاب الدخل المحدود والمرافق العامة»، في المقام الأول خفض عدد الواصلين من خارج الاتحاد الاوروبي، مع زيادة الضرائب على أرباب العمل لتوظيف هؤلاء المهاجرين.

وتبلغ هذه الضريبة في الوقت الراهن 364 جنيها 420 يورو في السنة للمؤسسات الصغيرة، وحتى 1000 جنيه للمؤسسات المتوسطة والكبيرة.

وبعد الخروج من الاتحاد الأوروبي والسوق الموحدة خلال أقل من سنتين، تستطيع المملكة المتحدة أن تبدأ بالحدّ أيضاً من عدد المهاجرين الأوروبيين. ويتعذر عليها القيام بذلك في الوقت الراهن بسبب مبدأ حرية التنقل.

لكن هذا الهدف الذي تكرّر تأكيده، في ما سجلت البلاد أدنى مستويات البطالة منذ 1975، أي 4,6 ، تعرّض للانتقادات، حتى في صفوف حزب المحافظين.

وتحدّثت صحيفة «ذي ايفنينغ ستاندارد» التي يرأس تحريرها وزير المال المحافظ السابق جورج أوزبورن، عن قرار «غامض» و«لا يفقه ألفباء الاقتصاد».

وقد تثير ماي أيضاً استياء فئة أخرى من ناخبيها بسبب برنامجها، هم المسنون، لأنها تنوي تقليص بعض المساعدات لتمويل قطاع الرعاية الصحية المتأزم.

واحتجّ عشرات المتظاهرين أمس في هاليفاكس حاملين لافتات تدعو إلى «إطاحة المحافظين» المتهمين بتدمير النظام الصحي الوطني. وعلى هذا الصعيد، قامت ماي بـ«خيار قوي» عندما أتت لتقديم برنامجها في دائرة يسيطر عليها حزب العمال منذ 1987، لكنها تنوي منافسته فيها بعد ثلاثة أسابيع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى