الأسد لموفد العبادي: عدوّنا مشترك ومعركتنا واحدة ضدّه.. والجعفري يرفض التدخّل الخارجي في تأليف الدستور السوريّ

أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، «أنّ أيّ إنجاز يحقّقه الجيشان السوري والعراقي على صعيد محاربة الإرهاب يشكّل خطوة مهمّة على طريق إعادة الأمن والاستقرار إلى كلا البلدين».

وأضاف خلال تلقّيه رسالة شفهيّة أمس من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، نقلها مبعوثه مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، أنّ «العدو مشترك والمعركة واحدة ضدّ المخطّطات الهادفة إلى إضعاف وتقسيم دول المنطقة عبر الأدوات المتمثّلة بالتنظيمات الإرهابية».

من جهته، أكّد العبادي في رسالته الشفهية على أهميّة الاستمرار في تعزيز التعاون القائم بين سورية والعراق في حربهما ضدّ التنظيمات الإرهابيّة التكفيريّة، وخصوصاً ما يتعلّق بتنسيق الجهود في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي على الحدود المشتركة بين البلدين.

وناقش اللقاء أيضاً الخطوات العمليّة والميدانيّة للتنسيق العسكري بين الجيشين على طرفيّ الحدود في ضوء الانتصارات التي يحقّقها الجيش العراقي في الموصل، كما جرى بحث آفاق التعاون القريب المباشر بين الجيشين السوري والعراقي في مكافحة الإرهاب بشكل مشترك بين البلدين.

على صعيد المفاوضات التي تجري في جنيف، أعلن رئيس الوفد السوريّ إلى مباحثات جنيف الدكتور بشار الجعفري، عن الاتفاق مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا على عقد اجتماعات تقنيّة – فنّية بين خبراء دستوريّين من الوفد الحكومي وفريق الأمم المتحدة.

وأشار بعد استئناف اللقاءات الثنائيّة بين الأطراف السورية وفريق الأمم المتحدة في جنيف، إلى أنّ «اقتراح آليّة العمل بشأن الدستور سابقة لأوانها»، مضيفاً أنّ «الآليّةَ ربما تكون طموحة ولاقت صعوبات، وجرى غضّ النظر عنها».

وأوضح الجعفري في مؤتمر صحافي من جنيف أمس، أنّه تمّ الاتفاق على تسمية هذه الاجتماع «اجتماع خبراء فقط .. خبراء دستوريّين»، وبيّن أنّ الغرض من هذا الاجتماع هو بحث ورقة المبادئ الأساسية «التي تتضمّن في بنودها نقاطاً مناسبة تصلح كمبادئ دستوريّة»، وأضاف: «ورقة المبادئ الأساسيّة المؤلّفة من 12 نقطة، سيتمّ التعامل مع العناصر ذات الصلة بالعملية الدستورية من أصل هذه النقاط الـ 12».

وأكّد الجعفري، أنّ «مشروع الورقة حول إنشاء آليّة تشاورية أصبح وراء الظهر.. تمّ الاتفاق مع المبعوث الخاص على أن تكون اجتماعات الخبراء غير رسميّة.. وتمّ الاتفاق على أن تكون هذه الاجتماعات غير الرسميّة خلال اليومين المتبقيّين، أي اليوم وغداً إذا كانت هناك ضرورة».

وأوضح الجعفري، أنّ اجتماعات الخبراء هي بالأساس مبادرة من قِبل وفد دمشق كبديل لفكرة الآليّة التشاوريّة التي لم تنجح لعدّة أسباب.

وتمنّى الجعفري، أنّ تشكّل هذه الخطوة عاملاً مساعداً لدفع هذه الجولة واجتماعات جنيف للحوار السوريّ السوريّ نحو الجدّية المأمولة من قبل الجميع، «مع التأكيد أنّ موضوع الدستور هو حقّ حصري للشعب السوريّ، ولا نقبل بأيّ تدخّل خارجي».

ويأتي ذلك بعد أن أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية بدء عمل الآليّة التشاورية حول الدستور السوري، ذاكراً أنّ اللقاء الأول جرى مع وفد الحكومة السورية.

وجاء في بيان صدر عن مكتب دي ميستورا: «وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أبلغ المبعوث الخاص الأطراف بأنّه يعتزم تأسيس آليّة لمعالجة المسائل الدستورية والقانونية في المحادثات فيما بين السوريين. وبعد أن أخذ المبعوث الخاص في الاعتبار الملاحظات وتجاوز المناقشات الأوّليّة التي أثارتها ورقة داخلية للأمم المتحدة، يسعده أن يعلن بدء عملية اجتماعات الخبراء بين الوفد الحكومي ومكتب المبعوث الخاص بشأن المسائل والأفكار المتعلّقة بالدستور».

وفي سياقٍ آخر، أفادت مراسلة «الميادين» بأنّ الجيش السوريّ استعاد 11 قرية جنوب مطار الجرّاح العسكريّ في ريف حلب الشرقيّ.

والقرى هي النافعية وعطيرة والمزيونة والمباقر وسكن المباقر وخربة أمّ المنصورة «أمّ نسورة» وجبّ العلي والخالدية وتلّ حسان.

وفي ريف حماة، أحبط الجيش السوري والدفاع الوطني هجوماً لمسلّحي «داعش» على قرية عقارب.

وفي سياقٍ آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ تقرير الخارجية الأميركية حول «جرائم» ترتكبها الدولة السورية، والذي صدر هذا الأسبوع، لا يقوم على أيّ أساس ويمكن اعتباره جزءاً من الحرب الإعلامية ضدّ سورية.

وقالت المتحدّثة بِاسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي أمس، إنّ التقرير المذكور يتضمّن مزاعم حول «الانتهاكات الكثيرة لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك قواعد خوض النزاعات المسلّحة وحقوق الإنسان»، ويعتمد ذلك على معطيات منظّمات حقوقيّة وتقارير استخبارات لا يمكن التأكّد من صحتها.

وأعربت زاخاروفا عن أملها في أنّ الولايات المتحدة ستتبنّى مواقف بنّاءة، وستركّز على مكافحة الإرهاب وليس على تغيير السلطة في سورية من خلال استخدام وسائل الإعلام.

وأكّدت أنّ مثل هذه التقارير تؤدّي إلى تأجيج الوضع في سورية، ولا تساعد على تسوية الأزمة سلميّاً.

ميدانياً، ارتكب تنظيم «داعش» مجزرة بحق المدنيّين في الحي الشرقي لقرية عقارب بريف السلميّة الشرقي شرق حماة، بعد هجوم عنيف شنّه التنظيم على القرية من 3 محاور.

مصادر طبيّة في المحافظة قالت، إنّ 52 شهيداً بينهم 15 طفلاً و8 عسكريّين ارتقوا في المجزرة التي ارتكبها «داعش».

وأفادت مصادر ميدانية بأنّ الجيش السوري والدفاع الوطني استعادا جميع النقاط التي تسلّل إليها تنظيم «داعش» في القرية ومحيطها بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من 30 مسلّحاً من التنظيم، وتمّ سحب جثث بعضهم من قِبل قوات الدفاع الوطني، بالإضافة إلى اعتقال 4 أحياء بعد محاصرتهم من قِبل قوات الجيش والدفاع.

وأضافت المصادر، أنّ الهجوم أسفر عن أضرار ماديّة كبيرة في القرية، إلى جانب استهداف التنظيم مدينة السلمية، وقرية الصبورة بعشرات القذائف خلال الاشتباكات على محور قرية عقارب، ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيّين.

وشنّ «داعش» فجر أمس هجوماً عنيفاً على قرية عقارب من جهة قرى قليب الثور وأبو حنايا والحردانة الواقعة تحت سيطرة التنظيم، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع حامية البلدة، والتي تمكّن من خلالها عدد من قنّاصي «داعش» التسلّل إلى مدرسة في الحيّ الشرقي بالقرية، والذي سهّل دخول عدد من مسلّحي التنظيم وارتكاب مجزرة بحق المدنيّين لم يعرف عدد ضحاياها حتى الآن نتيجة استمرار الاشتباكات.

وأفاد مصدر ميدانيّ بأنّ الجيش السوري تمكّن من استيعاب الهجوم بعد وصول المؤازرات إلى قرية عقارب، والتي بدأت عملية استعادة الحيّ الذي تسلّل إليه مسلّحو «داعش»، حيث ما زالت قوات الجيش والدفاع الوطني تخوض أعنف الاشتباكات مع التنظيم الذي استقدم تعزيزات من قرية عقيربات، أحد أكبر معاقله في ريف حماة الشرقي.

وأضاف المصدر، أنّ «داعش» استهدف مدينة السلمية وقرية عقارب والقرى المحيطة بها بعشرات الصواريخ، ما أدّى إلى إصابات عديدة في صفوف المدنيّين، الذين تمّ إسعافهم إلى المشافي القريبة لتلقّي العلاج.

هذا، وما زالت قوّات الجيش السوري وبمؤازرة الدفاع الوطني تقوم بعملية تمشيط محيط قرية عقارب، ورفع السواتر الترابيّة لصدّ أيّ هجوم جديد محتمل على نقاط الجيش في كامل منطقة ريف السلمية.

وناشدت مشافي حماة والسلمية أبناء المحافظة بالتوجّه إلى بنوك الدّم للتبرع بالدّم لجرحى الاشتباكات، حيث أعلنت عن حاجتها لكافّة فئات الدم، إلى جانب وجود بعض الحالات الخطرة التي تحتاج إلى الدم الذي لم يعد متوفّراً لديها لكثرة الإصابات في صفوف المدنيّين والمقاتلين.

وأكّد مصدر عسكري لوكالة «سانا»، بأنّ وحدات من الجيش اشتبكت مع مجموعات مسلّحة تابعة لتنظيم «داعش» هاجمت نقاطاً عسكرية في محيط المقابر وحيّ الموظفين، وانتهت الاشتباكات بإحباط الهجوم وإيقاع 28 قتيلاً و30 مصاباً في صفوفهم.

من جهته، مدير الإدارة السياسيّة في الجيش السوري اللواء أسامة خضور، قال لوكالة «سبوتنيك» الخميس، إنّ «هناك تنسيقاً عالي المستوى مع العراق ضدّ الإرهاب».

وأضاف خضور، أنّه «طبيعي أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين الحكومتين والجيشين السوري والعراقي عندما يكون الإرهاب عابراً للحدود»، مؤكّداً أنّ «أيّ انتصار يحقّقه الجيش العراقي ضدّ الإرهاب، هو انتصار يصبّ مباشرة في مصلحة الجيش السوري والعكس صحيح».

مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري، رأى أنّ التعاون مع العراق ضدّ الإرهاب حقّق نتائج إيجابية كثيرة»، آملاً أن «يحقّق المزيد من النجاحات»، وفق ما قال.

وكان الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، أكّد في وقت سابق أنّ عمليات تحرير القيروان تسير وفق الخطة المرسومة لها، كاشفاً عن تكتيك قتالي جديد للحشد الشعبي خلال معارك تحريرها، ويقول إنّ تنظيم «داعش» استخدم خلال المعارك الحالية أسلحة حرارية «بهدف إيقاف تقدّمنا».

من جهةٍ أخرى، استعاد مقاتلو «قوات سورية الديمقراطية» قرية حمرة غنام بالرقة من «داعش»، وفقاً لمصادر.

وبحسب المصادر، فقد جاء تحرير القرية الواقعة شرق مدينة الرقة، التي أعلنها التنظيم سابقًا «عاصمة» لكيانه المزعوم في سورية، بعد اشتباكات دامت طيلة ساعات المساء، في إطار المرحلة الرابعة من حملة «غضب الفرات».

وبدأ مقاتلو «قوات سورية الديمقراطية» بعمليات التمشيط داخل القرية المحرّرة، صباح أمس، واتّجهوا بعدها نحو قرية حمرة البويتية القريبة من حمرة غنام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى