زهير رمضان: عيدكم احتفاء بالإنسان الذي ينتمي إلى وطنه ويقدّم فنّاً حقيقياً

دمشق ـ آمنة ملحم

في خطوة فنّية هامة على طريق التعافي الثقافي في سورية، حمل عيد الفنانين الذي أقيم في دار الأوبرا في دمشق هذه السنة طابعاً مميّزاً. فإضافة إلى حضور قامات سورية عريقة في الفنّ والثقافة، استقبل الحفل نخبة من الفنانين العرب من لبنان ومصر والعراق. حيث حضر الحفل كل من صباح المندلاوي نقيب الفنانين العراقيين، ونقيب السينمائيين المصريين مسعد فودة، ونقيب السينمائيين في لبنان صبحي سيف الدين، وعمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية في مصر، وسمير فرج أمين سرّ نقابة السينمائيين المصريين.

وفي كلمة ألقاها، أكّد نقيب الفنانين السوريين الممثل زهير رمضان أنّ الفنّ تكثيف واختصار لروح القيم النبيلة عند البشر، وهو يستند في إيصال هذه القيم إلى مرجعية جمالية ثابتة قوامها الإنسان مهما اختلفت أدوات الفنّان.

وقال: إنّ عيد الفنانين هو احتفاء بالإنسان الذي ينتمي إلى وطنه وهوائه ومائه وثقافته، ويقدّم فنّاً حقيقياً. معرباً عن فخره بالفنانين الذين صمدوا وناضلوا وقاموا في البلد وكانوا درعاً للوطن وسنداً له. لافتاً إلى أنّ الفنّ وحده هو القادر على إعادة صوغ الحياة لكي تشبهنا أكثر ونحتفي بها أكثر بمعناها المستمرّ الدائم المتّصل الفاعل عبر أبناء الحياة، وهم بناة المجد والحضارة.

أما ضيوف الحفل العرب، فإنّ قدومهم إلى سورية يعدّ رسالة واضحة وصادقة بمحبتهم لهذا البلد الذي لطالما استقبلهم في مهرجانات فنية عريقة، ووقفوا معه بكلمة حقّ منذ بداية أزمته ليترجموا اليوم صدق مواقفهم بحلولهم ضيوفاً في عيد الفنانين.

ومنحت نقابة الفنانين عضوية شرف لكلّ من الفنان المصري فاروق الفيشاوي الذي قال في كلمة له: أفتخر بهذا التكريم الذي أحصل عليه من بلدي سورية، بلد المقاومة والصمود، سورية التي كانت على الدوام يداً واحدة مع مصر. معرباً عن أمله في أن تعود سورية أجمل مما كانت عليه في السابق بهمّة أبنائها.

أما الفنانة إلهام شاهين التي عايدت الفنانين السوريين بعيدهم، فأعربت عن فخرها بالحصول على عضوية فخرية من نقابة الفنانين السورية، وأكدت ضرورة اتّحاد العرب في مواجهة الإرهاب، وأن سورية ومصر جسد واحد على الدوام.

كما منح نقيب الفنانين زهير رمضان ورئيس مكتب الثقافة والإعلام في القيادة القطرية لحزب البعث مهدي دخل الله، عضوية الشرف في النقابة لكلّ من الفنانة السورية هالة بيطار زوجة الفنان دريد لحام، والتي كانت من مؤسّسي فرقة التلفزيون للفنون الشعبية، وأوّل من ساهمت في تأسيسها. وأيضاً الموسيقيّ رعد خلف، ومدير الإضاءة والتصوير ناصر الركا، والموسيقيّ ميساك باغبودريان.

وقُدّمت درع النقابة للموسيقيّ الكبير، أهمّ فرسان التلحين في سورية سهيل عرفة، وكل من الفنانين: سلمى المصري، سلاف فواخرجي، والموسيقار طاهر مامللي، والمخرج الشاب المهنّد كلثوم.

لتقدّم النقابة درعها الذهبية لقائد الوطن وداعم الفنّ والفنانين الدكتور بشار الأسد وتسلّمها عنه الدكتور مهدي دخل الله ممثل الأمين القطري في الحفل.

وتضمن الحفل عرضاً مسرحياً قصيراً بعنوان «الفنّ السوري يستلهم الواقع ويدعو إلى الأمل في البقاء والاستمرار بسلاح الفنّ والثقافة والموسيقى»، كما تضمّن فقرات موسيقية وغنائية بقيادة نائب نقيب الفنانين، الموسيقيّ هادي بقدونس، وغناء كل من مصطفى دوغمان، والفنانة نور عرقسوسي.

وفي تصريح أدلت به إلى «البناء»، أعربت الفنانة المتألقة سلاف فواخرجي عن سعادتها بالتكريم من نقابة الفنانين، نقابتها وفي بلدها سورية. موجّهة معايدتها إلى كلّ الفنانين السوريين بعيدهم، وشكرها للفنانين العرب على مشاركتهم في الحفل. ولافتة إلى أنّ حضورهم دليل على التعافي، وزاد الحفل جمالية، فهو رسالة مفادها أننا شعب حيّ يعمل، ومستمرّ في الفنّ والجمال.

بدوره، قال الفنان وائل رمضان في تصريح إلى «النباء»، إنّ سورية كانت على الدوام سبّاقة في استقبال الفنانين العرب وتكريمهم. وأهمّ ميزة في الاحتفالية أنها دليل على استمراريتنا رغم الحرب والقهر والموت الذي مرّعلينا. فسورية مستمرّة وستبقى تقدّم فنّاً وثقافة وحضارة.

من جانبه، أكد الفنان ميلاد يوسف أنّ الفنانين السوريين والفن السوري على تواصل دائم مع الفنانين العرب على المستويين الفنّي والإنساني. ولكن الحفل اليوم هو ترجمة لذلك التواصل على الصعيد الرسمي، وهي خطوة مهمة وجميلة لنبقى يداً واحدة في مواجهة كلّ ما يحدق بالعالم العربي من أزمات. والحفل يحمل قيمة رمزية هامة مفادها أننا موجودون وندافع عن وجودنا على الدوام.

كما لفت الفنان أحمد رافع إلى أنّ الحفل رسالة قوية من نقابة الفنانين، ومن هذا الوطن الذي تُرفع له القبعة على استمراريته رغم الدمار والحرب. ففي سورية حرب وفيها فنّ وحبّ وعلاقات واحترام، وسورية قوية بشعبها وجيشها وقائدها وهي ستبقى بخير وسوف تنتصر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى