اختتام فعاليات معرض «تكنوبيلد4» وأكثر من 5 آلاف زائر من المقاولين والمستثمرين والطلاب والمهتمّين

دمشق ـ إنعام خرّوبي

اختُتمت بفندق «داما روز» في العاصمة السورية دمشق فعاليات المعرض الدولي الرابع لتكنولوجيا البناء «تكنوبيلد4» الذي نظمته المؤسسة السورية الدولية للتسويق «سيما»، بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والإسكان وبدعم من نقابة المهندسين.

ولليوم الثالث على التوالي، ازدحمت أجنحة المعرض بالزائرين من المتخصّصين والمهندسين ورجال الأعمال والطلاب والراغبين بالاطّلاع على ما يقدّمه المعرض من تكنولوجيات حديثة ومتطوّرة في مجالات مختلفة.

وتابعت «البناء» لقاءاتها مع الشركات والمؤسّسات المشاركة في المعرض وزارت جناح نقابة مهندسي دمشق، حيث التقت المهندس مازن شنّار مدير إقليمي سابق لبرنامج جودة الطاقة الشمسية في المنطقة العربية في المركز الإقليمي للطاقة المتجدّدة في مصر ورئيس سابق لقسم الطاقة المتجدّدة في مركز البحوث في سورية وهو يعمل اليوم في القطاع الخاص كمدير مشاريع للطاقات المتجدّدة.

وأشار شنّار إلى أنّ نقابة مهندسي دمشق «بدأت تتعاون بشكل كبير مع القطاعات الهندسية كافة وقد استضافتنا في جناحها بهذا المعرض تحت عنوان دعم كفاءة الطاقة والطاقة المتجدّدة في سورية، إيماناً منها بأهمية تضافر جهود القطاعين والخاص».

وقال: «نحن هنا باسم مؤسسة أمجد السعيد نعرض محوّلات وبطاريات ذات جودة عالية وسخانات شمسية وكلّ الأكسسوارات المتعلقة بالسخان الشمسي وألواح PV».

أضاف: «جناح نقابة مهندسي دمشق مفتوح للمهندسين جميعاً وأيّ شركة تعمل من أجل سورية وتريد أن تساهم في مرحلة إعادة الإعمار ترحب بها النقابة».

وتطرق شنّار إلى ضرورة الاستفادة من الطاقة الشمسية في المرحلة المقبلة والتي توفر الكثير من الأموال على المواطن والدولة. وقال: «نحن نقترب أكثر فأكثر من مرحلة إعادة الإعمار الفعلية، خاصة بعد تحرير عدد من المناطق ونحن كقطاع خاص نتعاون مع الحكومة في هذه العملية التي من الضروري جداً أن تتمّ على أساس كفاءة الطاقة والطاقات المتجدّدة، وهناك فرصة كبيرة جداً الآن لسورية في مرحلة التأسيس لتشييد بنى تحتية متجدّدة، خاصة على صعيد عزل الأبنية لأنّ المنزل المعزول حرارياً يوفر ما بين 40 إلى 50 في المئة من الوقود سنوياً والوقود اليوم هو هم الدول كلها».

وتابع: «الشمس طاقة مهمّة جداً وهي توازي النفط، ويجب أن نهتمّ في المرحلة المقبلة باستثمار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. بلادنا غنية جداً بهذه الطاقة وكلّ يوم تغيب فيه الشمس نخسر فيه مليارات الكيلواطات من الطاقة الشمسية».

وتحدث لـ«البناء» أيضاً حسام بركات المدير التنفيذي لشركة «بركات» السورية وهي متخصّصة باستيراد وتوزيع مواد العزل المائي والحراري ومواد معالجة الباطون والتصدّعات والتشققات.

ولفت إلى أنّ الشركة تأسّست في العام 2000 وتتطلع إلى إيجاد دور لها في مسيرة إعادة الإعمار. وقال: «نحن ندخل إلى سوق كبير جداً خاصة أنّ نسبة الدمار 75 في المئة وهذا يحتاج إلى عملية إعادة إعمار شاملة تواكب أحدث التكنولوجيات، وهذه المرحلة تتطلب تجهيزات ضخمة وجهوزية كاملة من الشركات المورّدة والتجارية ومن الصناعيين أيضاً، وهذا المعرض بداية جيدة جداً وقد شاركنا في الدورة السابقة لـ«تكنوبيلد» ونشكر شركة «سيما» المنظمة للمعرض».

طلاب الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا

وزارت المعرض مجموعة من طلاب الهندسة الداخلية في الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا.

وقال الطالب ساهر السيد: «هذه المعارض مهمّة جداً بالنسبة إلينا كطلاب تصميم داخلي وهندسة ديكور لنطلع على كلّ ما هو جديد. لاحظنا أنّ هناك عدداً كبيراً من الشركات السورية، بالإضافة إلى مشاركة لبنانية واسعة وتعرّفنا على تكنولوجيات حديثة لم تكن موجودة في سورية من قبل».

وأضاف: «نحن كطلاب وجيل شباب يجب أن يكون لدينا دور كبير في إعادة إعمار بلدنا. يجب أن نبقى في سورية ولا نغادرها لنبنيها من جديد لكي تعود كما كانت بل أفضل مما كانت».

أما الطالبة ميراي دودوش فأكدت أنّ زيارة الطلاب لهذا المعرض وغيره من المعارض المتخصّصة في مجال البناء «مهمّة جداً وتكسبنا خبرة ومعرفة جديدة في مجال اختصاصنا، خاصة وسط هذا التطور التكنولوجي المتسارع في عالم الهندسة والتصميم، لكي نتمكن من تطوير مهاراتنا فنساهم في بناء بلدنا من جديد».

وقال الطالب أحمد الأشمر: «موضوع هذا المعرض هو من صلب اختصاصنا ونشعر بسعادة كبيرة ونحن نشاهد بلدنا تدخل مرحلة إعادة الإعمار وعادت تزخر بالحياة عبر تنظيم هذه المعارض التي تؤسّس للمرحلة المقبلة».

ورأت عفراء جديد «أنّ المعرض يقدّم كلّ ما هو جديد، وقد تواصلنا مع العارضين ونفتخر بالمشاركة اللبنانية فيه».

وقالت: «نحن أبناء سورية وهي تستحق أن نساهم في بنائها. سورية بلد الخير وإرادة الحياة ستنتصر».

الندوات العلمية المتخصّصة

وتواصلت الندوات العلمية المتخصّصة المواكبة للمعرض، وقد حاضر المهندس بشار علي عن تطوير وإنتاج أنظمة قوالب للإنشاء السريع، والدكتور المهندس نبيل صبح عن الاختيار المناسب لأجهزة الإنارة في الأبنية والمنشآت، وعرّف المهندس مجد مصطفى بالشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية، عارضاً تجربتها في إعادة الإعمار.

كما حاضر المهندس مازن شنّار عن بطاريات الطاقة الشمسية الكهربائية، والمهندس طلعت أسعد الشركة العامة لأعمال الكهرباء والاتصالات عن تنفيذ خطوط التوتر العالي.

طيارة

وفي ختام المعرض، تحدث رئيس المؤسسة السورية الدولية للتسويق «سيما» موفق طيارة لـ«البناء» وقال: «تكنوبيلد في دورته الرابعة هو واحد من المعارض التي تنظمها المؤسّسة السورية الدولية للتسويق ضمن سلسلة معارض إعمار سورية، ويعتبر هذا المعرض من أهمّ الأحداث التي يتمّ فيها تلاقي كبرى الشركات الوطنية ووكلاء أهم الشركات العاملة في مجالات البناء المختلفة».

ولفت طيارة إلى «أنّ أهمّ ما ميّز المعرض هذا العام هو مشاركة عدد من الشركات اللبنانية حيث بلغت المساحة التي شغلتها تلك الشركات ثلث المساحة الإجمالية للمعرض، وكان المعرض موجَّهاً إلى شرائح مهمّة في سورية، من رجال أعمال ومقاولين ومهندسين في قطاعات مختلفة من الشركات العامة الحكومية التابعة لوزارة الأشغال والإسكان».

وتابع: «بعد إحصاء أولي وليس نهائياً، زار المعرض ما يُقارب خمسة آلاف زائر مختصّ ومهتمّ من دمشق وبعض المحافظات السورية».

وأشار إلى «أنّ هذا المعرض يعبّر عن إعلان الشركات السورية واللبنانية جاهزيتها للانطلاق نحو إعادة إعمار سورية كما يعبِّر عن تأكيد وتصميم العارضين على متانة العلاقات السورية ـ اللبنانية، وكان لـ«سيما» شرف التأكيد على هذه العلاقات التي ستستمرّ، وفي النهاية كلنا نعمل لأجل سورية، ولن يبني سورية إلا السوريون كما قال الرئيس الدكتور بشار الأسد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى