إحدى منارات الحزب النضال القومي الاجتماعي… الرفيق مظهر شوقي

قرأت عنه للأمين نواف حردان في مذكّراته «على دروب النهضة» عندما يتحدّث عن لقائه سعاده في دمشق في فترة التحضير للثورة القومية الاجتماعية، إذ يقول:

«… وأطلّ الرفيق مظهر شوقي الذي لم أكن أعرفه بعد، طويل القامة، عملاقاً، وإلى جانبه الرفيق إدمون كركور 1 ».

حصل ذلك عندما ناداه سعاده فيما كان يتحدّث إلى الأمين نواف في الاجراءات الواجب اتخاذها لإنجاح تحرّك الرفقاء في منطقة مرجعيون، حاصبيا، وراشيا.

وتوجه حضرة الزعيم إلى الرفيق مظهر:

«عندما يخرج الرفيق نواف سلّمه ثلاث بنادق وكرارين 2 على أن يسلّمه الرفيق زيد 3 كلّ ما يحتاج عندما يلتقيان، وأنت يا رفيق إدمون أوصله بسيارتك إلى عرنة كسباً للوقت».

لم أقرأ في المذكرات الصادرة أيّ شيء آخر عن الرفيق مظهر شوقي، إلى أن قرأت في العدد الخامس 15/11/1999 من نشرة «صوت النهضة» الكلمة التالية تحت عنوان «في وداع الرفيق مظهر شوقي»:

«في تشرين الأوّل، غيّب الموت أحد المناضلين القوميين الاجتماعيين من الذين اقترن تاريخهم النضالي مع حياة سعاده، وهو الرفيق مظهر شوقي عن عمر يناهز ثمانين سنة.

وكان الرفيق المناضل وهو من الرعيل الأول يرافق الزعيم، وعيناً ساهرة عليه في كلّ الظروف التي مرَّ بها الحزب بعد عودة الزعيم من مغتربه القسري».

«ذاكرة النهضة ستختزن اسم المناضل الذي أوصى قبل وفاته بأن يلفّ بعلم الزوبعة، وستحفظ نضالاته وإيمانه بقيمها، وستبقى سيرته العطرة في وجدان القوميين».

«إنّ رجالات النهضة وإن غيّبهم الموت فهم سيظلّون أحياءً في نفوسنا على خطاهم لنحقّق رسالة النهضة».

وتضيف النشرة:

«ووفاءً للمناضل الرفيق شوقي مظهر، أقيم في بلدة الكسرة لمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته احتفال تأبينيّ، حضره حشد كبير من القوميين والأصدقاء. وتقدّم الحضور عضو هيئة الطوارئ الدستورية الأمين عصام المحايري ووكيل عميد الإذاعة والإعلام ومنفذ عام دمشق والأمناء.

بعد كلمة لناظر الإذاعة عدّد فيها مزايا الراحل وحيّا قدوته النضالية، تحدّث الأمين عادل الطبري، فقال: بشهادة من عرفوك، لقد كنتَ أيها الرفيق مناضلاً كبيراً في صفوف نهضتنا العظيمة. كيف لا وقد حييت مع زعيم الأمة وقدوتها، مع سعاده العظيم الذي قال لجلاديه شكراً، والذي علّم الأجيال أنّ الحياة كلّها وقفة عزّ فقط. لقد رافقتَه لسنوات عدّة فهنيئاً لك.

لقد كنتَ قدوة في ممارسة النظام وتجسيد العقيدة وبررت بقَسَمك. واتّخذت مبادئ الحزب إيماناً لك وشعاراً لبيتك. وتعلّمت من المعلم أنّ الدماء التي تجري في عروقنا هي عينها ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها».

ثم ألقى كلمة مركز الحزب وكيل عميد الإذاعة الرفيق كمال نادر وقال فيها إن رجال النهضة يربحون الخلود في حزبهم جيلاً بعد جيل، والرفيق مظهر شوقي يبقى بقامته المديدة شاخصاً أمام أهل الوطن في كلّ مكان. وقال إنّ العروبة تكون في أفضل أوضاعها عندما تقود سورية الحركة الصراعية والسياسية في العالم العربي، وحيّا صمود الشام بقيادة الرئيس حافظ الأسد الذي يدافع عن شرف الأمّة، ودعا إلى احتضان خطوات التكامل وتنميتها وإلى الدفاع عن الإنجازات القومية التي حققتها سورية مع لبنان، ودعا الأردن إلى العودة الجادة إلى محيطه الطبيعي، وإلى فكّ الحصار عن العراق، وقيام مجلس التعاون السوري ـ العربي لأجل التنمية والأمن والاستقرار في كلّ المشرق العربي.

ثمّ ألقى نجل الرفيق الراحل فرهاد شوقي كلمة العائلة، وقال فيها:

«لقد رحل عن دنياي والدي… والدي الذي تجسّدت فيه كلّ القيم النبيلة. هذه القيم التي تشرّبها من الوطن الذي نشأ فيه كما تجسّدت فيه أرقّ عواطف الأب الكبير والمربّي المعطاء». وقال: «حين أنظر إلى عيونكم فأنّي أرى صورة والدي حيث تتجسّد معالم الحبّ الصادق والوفاء والإخلاص لرفيق دربكم».

بعد الكلمات قدّم الأمين عصام المحايري علم الزوبعة ودرع الزعامة إلى عائلة الفقيد.

هوامش:

1 إدمون كركور: للاطّلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

2 كراران: مسدّسان

3 زيد: هو الرفيق «الأمير» زيد الأطرش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى