الأغنية الوطنية في دويّها الوجداني… سيفٌ فليُشهَر في الدنيا ولتصدع أبواقٌ تصدع!

اعتدال صادق شومان

إنني من جيل انتمى إلى مرحلة الأناشيد الثورية وتفتح وعيه عليها، هي التي شكّلت يوماً من الأيام معالم المشهد النضاليّ، لا بل حدّدت سمة الصراع مع العدو الإسرائيلي»، وكانت تعبيراً أميناً عن وجدان الناس، واللغة التعبوية المؤمنة بحتمية الانتصار، التي ننطق بها ونبثّ همّنا الوطني المترنّح بين عنت ومعاناة، وجرحنا النازف لتكون المحفّز الحماسيّ والمتنفّس، تعزّز دورها المتّقد.

وذاع عند الرأي العام تحديداً خلال العدوان المتكرّر من قبل العدو «الإسرائيلي» على بلادنا، فكانت شحنات ثورية فوّارة، تشحذ هِمم الناس وترفع معنوياتهم، فراحوا يردّدون «ناولني رشّاشي… صوبِك يا ارضي ماشي»، و«مشيوا الثوّار عَ جبتهنا القومية»، «ويا بلادي انهضي»، مع أناشيد الثورة الفلسطنية «أنا صامد صامد أنا صامد»، «فدائية فدائية ثورة ثورة شعبية»، إلى كلّ الأغاني التي تمخّضت في تلك الفترة وما قبلها، لا سيما تلك التي تنتشر بعد كلّ عملية فدائية في عزّ العمل الفدائيّ، إذ كانت تخرج الأغنية الثورية فوراً من «الميدان»، وتمضي بين الناس كالنار في الهشيم، وتقوم بالدور المنوطة به في تحصين الجبهة الداخلية أو حماية ظهر المقاومة من المتربّصين بها.

مَن منّا لا يذكر أغاني: «كلاشنكوف»، و«عَ الرباعية»، «أنا صامد»، «جايينك يا فلسطين»، خصوصاً مَن شهد العصر الذهبي للعمليات الفدائية الفلسطينية، زمن الفدائيين. تلك الأغاني التي تحوّلت إلى أهازيج شعبية ليردّدها الصغير والكبير، وتغنّيها النسوة في الأعراس وفي المناسبات الوطنية، حتى أضحت بمثابة ضمير القضية وعنواناً لأهمّ مراحلها التاريخية.

وقبل تلك المرحلة بسنوات، مع بدء العمل بمؤامرة «سايكس ـ بيكو»، إلى أواخر الأربعينات من القرن العشرين، والأحداث في العالم العربي تنذر بالإنفجار، فلسطين تحت الاستعمار البريطاني، واليهود على توافد، ولم يكن الوضع السياسي أقلّ يسراً في الشام ولبنان والعراق، ولا في مصر وسائر الدول العربية. دول تعصف بها أحداث وطنية وثورات داخلية وحركات عسكرية قومية. ومع ارتفاع وتيرة ضغوط الاحتلالات، خرجت الحشود الشعبية إلى الشوارع متسلّحة بالأناشيد الوطنية التي ضخّها في الشارع، شعراء زمانهم من الأخطل الصغير، سعيد عقل، أمين تقيّ الدين، شبلي الملاط، سابا زريق، عبد الحليم الحجار، وفخري البارودي. وفي مرحلة لاحقة، جورج غريب، نسيم نصر، محمد يوسف حمود، سلام فاخوري، شفيق جدايل، وديع عقل. وعمر أبو ريشة سورية ، معروف الرصافي العراق ، أبو القاسم الشابي تونس ، ومفدي زكريا الجزائر . وأثارت هذه الأناشيد في النفوس الشابة الحميّة والحماسة، وحرّكت الروح الوطنية التوّاقة إلى الحرّية والاستقلال، فكان أن ارتبطت الأغنية الوطنية ارتباطاً وثيقاً بظهور مفهوم الوطن والقومية وتكوين الدولة الوطنية.

الأغنية الثورية في مصر

أما بالنسبة إلى مصر، فارتبطت الأغنية الوطنية بمحطّات تاريخية وأحداث سياسية عدّة مرّت بها درّة النيل. إلى أن أصبحت جزءاً من ذاكرة المصريين وأداة توثيق في مراحل كثيرة، ساهمت في تشكيل وجدان الشعب المصري وعموم الشعوب العربية. وبدأت بالظهور مع بداية طرح التساؤلات الوطنية حول مفهوم الهوية المصرية، أي بعد قيام ثورة 1919 ضدّ الاحتلال الإنكليزي، فكان سيّد درويش صاحب الشأن الطليعي في هذه المكانة عبر ألحانه ونشيده الخالد «بلادي بلادي»، وله أعمال خالدة في كلّ محطة فارقة في تاريخ مصر الوطني، في فترة الاحتلال الإنكيلزي والكفاح ضدّه. لا يقلّ عنه أهمية في سياقه العريق وقوف كوكب الشرق أم كلثوم تعلن «اليوم أصبح عندي بندقية». وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يقدّم أوبريت «وطني حبيبي وطني الأكبر» التي اشترك فيها أبرز كبار الفنانين، وهو يدير الجوقة السمفونية برتبة لواء. وما زال الناس يردّدونها حتى الآن، رغم مرور أكثر من خمسين سنة على إنتاجها.

ولكن العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، يبقى العلامة الفارقة في الساحة الفنية. فكما كان سيد الأغنية الرومنسية، هو أيضاً سيد الأغنية الوطنية منذ أعلنها «فدائي فدائي»، و«أحلف بسماها وترابها»، «الله يا بلدنا». وها هو صوت عبد الحليم يوجّه التحية لـ«وقفة لبنان الأبية» على إثر العدوان الصهيوني على منطقة العرقوب أوائل السبعينات فيقول:

طاير طاير طاير على جناح الحمام

جايب تحية تحية وسلام

من كل الأمّة العربية

لوحدة لبنان الأبية

يا سلام!

ويختمها:

وشعب جيش صامدين مع أبطالنا العائدين الفدائيين .

تلك المعادلة التي أثبتت جدارتها وفعاليتها في تحقيق الانتصارات في تشابه للمعادلة الحالية «جيش وشعب ومقاومة»، بما هي شرط للانتصار.

عنّت على بالي تلك الفترة من زمن النضال بمعاركه وهزائمه وانتصارته مع حلول ذكرى النكبة على بلادنا في 15 أيار، أو بما يعرف بـ«قيام دولة إسرائيل». وأيضاً حلول ذكرى 25 أيار، يوم حسمت المقاومة المعركة، لتراودني الأسئلة: أين نحن الآن من تلك المرحلة المفعمة بمشاعر الثورة؟ أما زلنا نهتم بالأناشيد االثورية؟ أما زالت تثير فينا ذلك الدويّ وتلك الحماسة الوجدانية إزاء قضايانا المصيرية، الوطنية والإنسانية؟ وهل ما زالت تسدّد دورها في نشر الوعي لصنع التغيير المتمثّل في المقاومة وفي ترسيخ هويتنا الوطنية؟ أم أنّ العهد الذهبي للأغنية الحماسية الشعبية انتهى، وحلّت مكانها الأغنية الوطنية من فصيلة «غبّ الطلب» ببهرجتها وروحها المتكلّفة حيث لا تنقذ المهرجانات المكلفة دلس زيفها.

فأين وكيف بدأت الأنشودة الشعبية والأغنية الوطنية في سياقها التاريخي؟ ومتى وكيف ارتسمت معالمها، وتبيان مناحي دواعيها، واختلاف أنواعها في أركانها الثلاثة الأساسية: الأناشيد االثورية، الأناشيد الوطنية، والأغاني الوطنية، منذ أن جذل الانسان لجهير قرع طبول الحرب الضاربة في جذورالتاريخ، في حكايات السلم والحرب، والقرع على الطبول منذ فجر الحضارات القديمة وحتى الآن يدل على الصلة الوثيقة بين الفنّ الموسيقي وتحريك الشعور الإنساني. فالمصريون القدماء اعتقدوا دوماً أن إيقاع الطبول يحفّز العقل والجسم ويحثّهما على الإبداع، وهو عند شعوب أميركا اللاتيتية وأفريقيا نذير حرب وسلم. واعتبر السومريون والبابليون قرع الطبول هيبة وسيطرة خاصة مع ارتباطه الوثيق بالكلمة التي وعى أهميتها هانيبعل، أعظم القادة العسكريين في العصور القديمة، وأدرك قيمتها الحماسية في مخاطبة مشاعر الجنود، ورفع من تلبيتهم القتالية كما وصفه المؤرخ الروماني تيتوس ليفيوس في كتابه «التاريخ الروماني».

النشيد الوطني

لا ريب إذن أن يعدّ النشيد الوطني أهمّ أغنية وطنية وأحد أهم الرموز الوطنية لأيّ دولة. وإن ظهوره مرتبط بنشوء الدول والقوميات مستمدّاً شرعيته من القصائد والأغاني الحماسية التي كان ينشدها الناس أثناء حروبهم. وهذا ربما ما يفسّر كتابة أناشيد وطنية كثيرة في مناسبات حربية، على الأخص في تلك الدول التي نالت استقلالها بنضال مرير ضدّ الاحتلال. ومن هذه الاناشيد، النشيد السوري «حماة الديار عليكم سلام

أبت أن تذلّ النفوس الكرام.

هو في الأصل قصيدة من تأليف خليل بك مردم، كانت تُردّد خلال التظاهرات الشعبية المندّدة بالاحتلال الفرنسي، قبل أن تُعتمد نشيداً رسمياً بعد الاستقلال، فلحّنها الاخوان فليفل. أما نشيد «يا ظلام السجن» الذي نال شهرة لا تقلّ عن النشيد الوطني، فكتبه نجيب الريس وهو في السجن في جزيرة أرواد لمعارضته الاحتلال الفرنسي. يقول في مطلعه:

يا ظلام السجن خيّم

نحن لا نخشى الظلامَ

ليس بعد الليل إلّا

فجر مجد يتسامى

ينسحب هذا القضاء على دول المغرب العربي الجزائر وليبيا وتونس، وقد اعتمدت أناشيدهم الوطنية تلك التي ردّدها الوطنيون خلال مرحلة النضال الوطني. ففي الجزائر بلد المليون شهيد، اختار الجزائريون نشيد «قسماً بالنازلات الماحقات» شديد اللهجة ضدّ المحتل الفرنسي، لدرجة أن فرنسا طالبت بحذف عبارة «يا فرنسا». لكن المجاهدين الجزائريين رفضوا البتر، لأنّ فرنسا لم تعترف بجرائمها المرتكبة في الجزائر، وهو لا يزال مقطعاً من النشيد الوطني الرسمي إلى اليوم.

وهناك أناشيد لم يطوّعها النسيان، وحجزت مكانتها في سجلّ الخلود. اكتملت فيها عناصر الإبداع لحناً وكلمات، وتألقت فيها الروح الوطنية الصادقة. أحبها المواطنون العرب، واعتمدتها دولهم كنشيد وطنيّ. منها نشيد «والله زمن يا سلاحي»، النشيد الوطني المصري. وكذلك كان النشيد الوطني العراقي لفترة من الزمن. النشيد الآخر الذي اعتمد في أكثر من بلد نشيد «موطني موطني»، من كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، وهو نشيد تراثي فلسطيني يعود إلى عام 1934، استُخدم نشيداً وطنياً فلسطينياً منذ زمن الاحتلال البريطاني، ثمّ اعتمدته منظمة التحرير الفلسطينية نشيداً رسمياً لها عام 1972، قبل ان يستبدل بالنشيد الجديد «فدائي» من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية. ويقال إنّ اعتماده جاء بسبب اعتراض «الإسرائيليين» على نشيد «موطني»، واشتراطهم تغييره قبل بدء المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. وهو أيضاً النشيد الوطني العراقي حالياً، وطبعاً من غير أن ننسى نشيد «نحن الشباب» الأشهر بين حركة الشباب على مدى العالم العربي. وإبّان حرب 1956 التي شهدت العدوان الثلاثي على مصر، وتحت وابل من القذائف والأعمال العسكرية، سُجّل نشيد «والله زمان يا سلاحي»، الذي أنشدته أمّ كلثوم عام 1956، واعتُمد نشيداً وطنياً رسمياً من عام 1961 إلى عام 1971، في فترة الرئيس جمال عبد الناصر.

هذه هي أشهر الأناشيد التي طوّعت في فترة الأربعينات والخمسينات. التي رسمت في فضائنا، وفي خيال الشعب ثورة وحرية ووثيقة فنية تؤرّخ للتغيرات والتحوّلات العسكرية، أغنيات هزّت الوجدان العربي من المحيط إلى الخليج.

الأغنية الوطنية

بيد أنّ الأغنية الوطنية كانت الأقرب إلى مشاعرالناس. ورديفاً للبندقية، والكلمة توازي طلقة، وتحرّك القرار باتجاه مقاومة المحتل، ومع استمرار احتلال فلسطين وأجزاء من جنوب لبنان والجولان. في وقت نالت غالبية الدول العربية استقلالها وانصرفت إلى شؤونها، بالتالي انخفضت النبرة الثورية من شوارعها وولّى زمن كان الناس يردّدون «يا عربي يا ابن المقرودة بيع أمك واشتري بارودة»، ففي نهاية هذا المسار، تراجعت الأغنية الثورية العربية عموماً، ليبقى الهمّ على جبهات التحدّي في فلسطين والجولان والجنوب اللبناني، فتوقد الصوت والكلمة رديفاً للبندقية لهما صدى أزيز الرصاص. وكان أبرز تألّق للصوت مع السيدة فيروز فسطعت بغضب «زهرة المدائن»، وكانت لها المساحة الكبرى من فلسطين، تغنّي «لأجل من دافع واستُشهد في المداخل»، ومعها رحلت عيوننا إلى أروقة المعابد والكنائس القديمة في القدس العتيقة، وصار الصوت الفيروزي صوت العودة، في «راجعون راجعون»، و«القدس العتيقة»، «أجراس العودة»، «زهرة المدائن»، «خذوني إلى بيسان»، «جسر العودة»، «يا ربوع بلادي»، «يافا»، «سنرجع يوماً إلى حيّنا»، «وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان». وكانت فيروز أول من حمل القضية إلى ردهة المحاكم الدولية في أغنتيها «سافرت القضية» التي غنّتها في حفلة أقيمت في دمشق عام 1968، وقد أعيد أداؤها أكثر من 20 مرة في حفلات دمشق.

ووسط ذلك كله جاءت أغنية «خبطة قدمكم» تهزّ الأرض، على إثر حرب تشرين التي لازمت القوات السورية في معاركها، حيث كان لا يمرّ انتصار أو تقدّم على العدو، إلا ويوثّق بتلك الأغنية مواكبة مع «سورية يا حبيبتي… أعدتِ لي كرامتي… أعدتِ لي هويّتي»، التي استلهمها الفنان محمد سلمان من انتصار حرب تشرين، فغنّتها نجاح سلام في ديو مع محمد جمال. حتى أن محمد سلمان شارك في الغناء من فورة حماسته.

وتكمل السيدة فيروز تولّي إدارة الصراع مع الأغنيات: «احكيلي عن بلدي»، «سنرجع يوما»، «سيف فليشهر»، «ميسلون»، وتختم صياغتها في الأغنية المتألقة سحراً «إسوارة العروس مشغولة بالدهب» للمحلن الذي لطالما فاجأنا فيلمون وهبي. وجاءت هذه الأغنية على إثر الاجتياح «الإسرائيلي» للبنان عام 1982، فيقابلها الاقنوم الثاني للاغنية الصافي وديع «الله معك يا بيت صامد في الجنوب» الأغنية التي لطالما ردّدها وسمع صداها أهل الجنوب الصامدون في وجه الاحتلال، والتي تعتبر مفتاح عبور عدد من الفنانين إلى عالم الأغنية التي تتمتّع بمزايا الصوت الجبلي.

وعلى مقلب آخر من الزمن، «ودِني حرب في لبنان» تستقيم الأغنية الثورية من جديد مع مارسيل خليفة بأغانيه المهمومة بقضايا الوطن، يكفّن بالاخضر الشهداء وينادي على الشهيد «علي»، و«يا وطن الشهداء تكامل»، و«تصبحون على وطن»، ويشدّ الهمّة مستنجداً بالبطل يوسف العظمة من معركة ميسلون في أغنية مطلعها:

يا بيارق الثوار طلعوا

عَ كل تلّي توزّعوا

صرخة جدّي صوت البطل

من ميسلون تجمّعوا

لينضمّ إليه أحمد قعبور في «أناديكم أشدّ على أياديكم»، وخالد الهبر في «يحي كفركلا وأرنون».

نشيد المقاومة

أما وقد أُخرِج الجنود «الإسرائيليون» وهم يصرخون «لا تطلقوا النار على جيش الدفاع نحن خارجون من بيروت». وقد أُذلّوا في الويمبي تحت طلقات البطل الشهيد خالد علوان، فلزم الأمر أن يصبح للمقاومة نشيدها الرسمي. سُنّ وشُرّع بفعل قانون فرضه أبطال المقاومة وأمنية راودت الشهيد فؤاد صالح، وصل صداها إلى الشاعر محمد يوسف حمود، كاتب النشيد على مرمى أيام من استشهاد صالح. والقصة رواها الشاعر محمد يوسف حمود ذاته في إحدى المناسبات:

«جاءني في أواخر تشرين الأول الأخير 1984 الأمين أنيس جمال يهمس: هذه مجموعة من أعداد السنة الأولى من نشرة التحرير، صوت المقاومة الوطنية اللبنانية، تمنّى عليّ رفيقنا فؤاد صالح أن أحملها إليك لتستمدّ منها ما يوحي لك بنشيد المقاومة، وهذا هو العدد السابع من التحرير، أترى على ظاهره صورة الشهيد فؤاد صالح؟ لقد خضّب شرقيّ الجنوب اللبناني بدمه وضمّخ مدار زنارها الأزرق بروحه أمس الأول فما قولك؟» وكان القول: مقاومة مقاومة بالنار لا مسالمة بتوقيع الأخوين فليفل.

وين الملايين

وليس بعيداً عن انطلاق نشيد المقاومة، هبّت الصبية جوليا بطرس بكل عنفوان تجدّد الصوت وتدبّ روح الثورة مجدّداً، فتعلنها واضحة وصريحة «منرفض نحنا نموت»، في أغنيتها «غابت شمس الحق»، وتبشّر بفجر زمن الانتصارات، وتتألق عشقاً للحرّية فتهيب بالعرب تسألهم «وين الملايين». وتتمسّك بحق المقاومة وتنحاز إليها بغير حرج، ويوم سمت بوقفة العز تخاطب أحباء «صاحب الوعد» بـ«النصر لهزّ الدني»، فنالت شرف نيل تنكّب بندقية الشهيد.

ومن يومها، صار يقنياً أنّ للأغنية الثورية معين لا ينضب، رغم كثرة أصوات النشّازة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى