احتفالات في لبنان والخارج بعيد المقاومة والتحرير: للمحافظة على المعادلة الثلاثيّة ودعم المؤسسة العسكرية

تواصلت الاحتفالات بعيد المقاومة والتحرير في لبنان والخارج، وفي هذا السيّاق أقامت حركة «أمل» والأحزاب والجمعيّات الوطنيّة اللبنانيّة في فرنسا، احتفالاً حاشداً في باريس، بحضور وزير الزراعة غازي زعيتر والنائب الوليد سكّرية، وسفراء وممثّلين عن الأحزاب اللبنانيّة وجمعيات.

وأُلقيت كلمات لكلّ من علي زريق واتحاد الجمعيات اللبنانية والفرنسية والمجتمع المدني والنائب سكّرية، الذي أكّد «أنّ الوحدة الوطنيّة هي العامل الأساسي في قوة لبنان، وأنّ تفكّك الوحدة الوطنيّة يدخل لبنان إلى ما دخلنا به عام 75-76 وما تلاها من مشاكل».

ثمّ ألقى الوزير زعيتر كلمة، أشاد فيها بـ«استثنائيّة شهر أيار في تاريخ لبنان وتاريخ العرب وتاريخ أحرار العالم».

وأشار إلى أنّ «لبنان من البلاد الأكثر طمأنينة في المنطقة، بفعل مثلث القوة: الجيش والشعب والمقاومة، ولا يخشى كلّ ادّعاءات العدوّ وعرض عضلاته، فهو أعجز من أن يشنّ حرباً بعد أن ذاق الأمرّين».

وأضاف: «إنّنا في حركة أمل، نؤكّد الشراكة الكاملة والمساهمة الشاملة لكلّ أبناء شعبنا في هذه الملحمة الوطنيّة العظيمة، كلّ حسب إمكانيّاته وقدراته، والنصر يوجب اهتماماً متقدّماً بمناطق المواجهة مع العدو ودعم واضح وغير مشروط للجيش المنتشر حامياً للحدود، وعيناً حارسة للجنوب من كيد «إسرائيل» وعدوانيّتها».

واستعرض الوضع الانتخابي النيابي، مؤكّداً «أهميّة التمسّك بمفردات مشروع الوحدة الوطنية، والدعوة الدائمة للحوار والتلاقي وإنجاز الاستحقاقات الدستورية، والاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابيّة الذي يقوم على اعتماد النسبيّة الكاملة، ممّا يعكس التمثيل الحقيقي لجميع شرائح لبنان».

وأقامت دائرة حاصبيا – مرجعيون في الحزب الديمقراطي اللبناني، احتفالها السنوي بعيد المقاومة والتحرير، في باحة السراي الشهابية في حاصبيا، في حضور الأمين العام للحزب الديمقراطي وليد بركات، ممثّل حزب الله غالب أبو زينب، ممثّل الحزب السوري القومي الإجتماعي سالم زويهد، ممثّل «جبهة المقاومة الوطنية» سمير خفاجة، الشيخ نصر الدين الغريب، الشيخ سليم أبو رافع، إمام مسجد حاصبيا الشيخ مسعد نجم وحشد غفير من الفاعليّات الحزبيّة والدينيّة والبلديّة والاختياريّة والاجتماعيّة.

وألقى أبو زينب كلمة، شدّد فيها على «ثبات العلاقة وصلابتها بين حزب الله والحزب الديمقراطي اللبناني»، وأشار إلى أنّ موقف حزب الله واضح لجهة قانون «نحن مع النسبيّة الكاملة التي تضمن تمثيل الجميع بعدالة ومساواة، أمّا قانون الستين فهو مجحف وظالم».

ثمّ ألقى بركات كلمة الحزب الديمقراطي، فرأى أنّ «المقاومة هي فعل إرادة، قبل أن تكون إمكانات».

واعتبر «أنّ التناقض الذي نعيشه اليوم، ويعاني منه العالم بأسره، ناتج عن تفشّي التطرّف الذي غذّته الولايات المتحدة، من تنظيم القاعدة إلى باقي الجماعات التكفيريّة التي تحاربها أميركا بعدما صنعتها وغذّتها، ثمّ اتهمتها باعتداء الحادي عشر من أيلول لتعود لدعم القاعدة كي تُسقط النظام في سورية، كما تدّعي. إنّ المطلوب من قِبل «إسرائيل» وأميركا والأعراب إسقاط سورية بالكامل، وإخراجها من المعادلة الإقليميّة، ليخلو لهم الجو للانقضاض على المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين».

وشدّد على أنّ «أيّ مخطّط لن ينجح، وستتكسّر جميع مؤامراتهم، ويرتدّ الكيد إلى النحر، بفعل المقاومة والشرفاء في هذه الأمّة».

وأشار إلى أنّ مطالبة الحزب «بالنسبيّة الكاملة، فلأنّنا لا ننظر فقط إلى اليوم الذي نعيشه، ولا إلى مقعد نيابي أو مكسب سياسي، ولم يكن البيت الأرسلاني ولا بيوم من الأيام يحسب الحساب لمعايير الربح والخسارة، بل ننظر لما يحفظ الوطن ويضمن بقاءه».

وأكّد أنّ الحزب «مع قانون انتخابي على أساس النسبيّة الكاملة بغضّ النظر عن عدد الدوائر، لأنّنا نريد دولة حقيقيّة، ونريد الخروج من دولة المزرعة ودولة النوّاب. نريد نوّابا منتَخبين من الشعب».

وعقد المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام، اجتماعاً استثنائيّاً على أرض الجنوب المحرّر، احتفاءً بذكرى التحرير، وشارك فيه عدد من الوفود النقابيّة العربيّة من سورية وتونس وفلسطين ومصر والسودان.

وأُلقيت كلمات، استهلّها رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر بكلمة، شدّد فيها على «أنّ مكاننا الطبيعي هنا في مواجهة المعتدين على أرضنا، لأنّنا على ثقة دائماً بأنّه عندما ينادي الوطن المخلصين من أبنائه، يكون العمّال كالمقاومين السبّاقين إلى تلبية نداء الوطن، فالعمال يجابهون الظلم بكلّ أنواعه، سواء كان ظلما اقتصادياً للمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية، أو كان ظلماً واعتداءً على الأرض والثروات الطبيعيّة من الأعداء المتربّصين بنا كلّ شرّ مستطير».

ودعا الدولة «في هذا اليوم العظيم إلى أن تحافظ على معادلتها الذهبية المتمثّلة بالجيش والشعب والمقاومة لتحرير كامل الأرض، لا سيّما تلال كفرشوبا وشبعا والقسم اللبناني من الغجر، كما يدعوها إلى دعم أهلنا في هذا الجنوب سواء اقتصادياً أو بتأمين الخدمات اللازمة لصمود أهلنا وتشبّثهم بأرضهم».

كما دعا العمّال إلى «الالتفاف حول المقاومة في بطولاتها ضدّ العدو الصهيوني، وضدّ القوى التكفيرية».

وتحدّث الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، وجاء في كلمته: «هنئياً لكم يا أحرار الاتحاد ويا شعب لبنان المناضل، وهنيئاً للمقاومة الوطنيّة الباسلة بعيد النصر والتحرير وعيد المقاومة والصمود، وتحيّة لأرواح الشهداء والإكبار للجرحى ولجميع الذين صمدوا أمام عنجهيّة الآلة «الإسرائيلية» وجرائمها البربرية».

وأشار إلى «أنّ ما يجري يهدف إلى الفتنة والتقسيم في العالم العربي تحت يافطات مذهبيّة ودينيّة وطائفيّة وعشائريّة، وكلّ ذلك للاستحواذ على ثرواتنا تحت شعار محاربة الإرهاب، مع أنّهم يطلقون يد العدو الصهيوني ويمنعون استعادة حقوق الشعب الفلسطيني».

وتوجّه الطبوبي بالتحية للأسرى الفلسطينيّين الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية.

وأكّد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية جمال القادري، «أنّنا نستلهم دروساً في هذه المناسبة التاريخيّة المجيدة، وما اجترحه المناضلون والمقاومون اللبنانيون، وعلى أنّ الشعب السوري وجيشه الباسل سيمضي في انتصاراته لتعزيز وترسيخ وحدة سورية، وعلى دور الطبقة العاملة السوريّة في هذا المجال، وكذلك دعم الأصدقاء في العالم».

وشدّد على «الشراكة في الأرض والدم بين الشعبين السوري واللبناني، وعلى أنّ أيّ قوة في الأرض لن تستطيع الفصل بينهما»، مشيداً «بقدرة الجيش اللبناني والمقاومة الباسلة على صدّ أيّ عدوان إسرائيلي».

ولفتت الحركة النقابيّة الفلسطينيّة إلى «أنّ النقابيّين العرب عاهدوا الشهداء على استمرار النضال ضدّ المشاريع الصهيونية والأميركية، وفي الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة، ومن أجل استقلال وسيادة أوطاننا وفي مقدّمها القضيّة المركزيّة فلسطين»، مشدّداً على «استنهاض الهمم لدحر مشاريع التآمر ورفض الدّخول في صراعات داخلية من أجل تدمير ذاتنا بأيدينا».

كما حيّا الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال السودان، الدكتور سر الختم الأمين عبد القادر، المقاومة الباسلة، وشكر الاتحاد العمّالي العام في لبنان على دعوته للمشاركة بهذا الاحتفال، وتمنّى للبنان دوام النصر لتحرير المتبقّي من أراضيه المحتلّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى