عكاظ سعودي ينضح كذباً… الحلف الإسلامي العسكري نموذجاً!

معن حمية

لم تكتفِ السعودية بمخالفة الأصول والقواعد المتّبعة وتسجيل سابقة خطيرة تجاه لبنان، بما خصّ الدعوة إلى المشاركة في قمة الرياض العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية، بل إنّها أفتت لوسائل إعلام سعودية بالهجوم على رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، نتيجة موقفه من إعلان الرياض ، ومصادقته على قول وزير الخارجية بأنّ لبنان لم يطلع مسبقاً على نص هذا الإعلان!

الهجوم الإعلامي السعودي على رئيس جمهورية لبنان، هو استكمال لعدم دعوته إلى قمة الرياض. فالدعوات إلى قمم كهذه تُوجّه إلى رؤساء الدول حصراً، وليس لرؤساء الحكومات، لكن السعودية تعمّدت هذا الخرق، لأسباب وحسابات قد يكون بعضها معروفاً، وبعضها الآخر مبهماً.

ما قالته عكاظ السعودية عن رئيس جمهورية لبنان على خلفية ما اعتبرته دعماً منه لـ كذب وزير خارجيته جبران باسيل ، بلجوئها إلى استحضار أحداث ومحطات ماضوية، أمر يستدعي التوقف عنده. فالرئيس عون الذي اختار السعودية بلداً أول في زياراته الخارجية، كان ينتظر أن تقابل هذه اللفتة الإيجابية بمثيلها، لكن للأسف التفكير السعودي لا يرقى إلى هذا المستوى، لأنه مشدود الى تكفير مَن لا يحفظ عن ظهر قلب نشيد طال عمرك .

وعليه، فإنّ لفلفة أمر الدعوة منذ الأساس، مراعاة للمناخات الإيجابية، خصوصاً بين الرئاستين الأولى والثالثة، لم يكن عملاً صائباً. لأنّ الأمر الذي كان يجب القيام به على صعيد الدولة اللبنانية، رئاسة أولى، وحكومة، هو رفض الدعوة الموجهة إلى رئيس الحكومة، لأنها تخالف الأصول، واتخاذ قرار بعدم تلبية الدعوة. وعندها تصبح السعودية أمام خيارين، إما دعوة لبنان حسب الأصول، أو صرف النظر عن توجيه الدعوة!

للتذكير، ليست المرة الأولى التي تمارس فيها السعودية فعل الكذب، فقبل أقلّ من عامين أعلن نجل الملك سلمان، ولي ولي العهد محمد بن سلمان عن تشكيل حلف إسلامي عسكري يضمّ 34 دولة إسلامية ومقرّه الرياض.

وما كاد يجفّ حبر ذلك الإعلان حتى أعلنت دول عدة أن لا علم لها به، فلبنان وقتذاك أعلن عدم اطلاعه على الحلف وعدم إعلانه الانضمام اليه، كما أنّ مسؤولين مصريين أكدوا أنّ الخارجية المصرية فوجئت بالإعلان عنه، وتلقى الإعلان صفعة رفض باكستانية، في حين أعربت مجموعة أخرى من الدول عن دهشتها وعدم علمها، وأكدت ماليزيا وبنغلادش واندونيسيا، أنها لم تعلن انضمامها للحلف المذكور…!

والأنكى من ذلك أن الحلف المذكور استمرّ يراسل دولاً غير منضمّة إليه، وبحسب مصادر وثيقة الاطلاع فإن لبنان تلقى مثل هذه المراسلات!

بناء على ما تقدّم، فإن منبع الكذب هم الذين يتّهمون رئيس جمهورية لبنان بدعم الكذب.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى