تبدّد نتائج قمة ترامب في الرياض

حميدي العبدالله

كان واضحاً أنّ الهدف الرئيسي لعقد القمم في الرياض بين ترامب والزعماء الذين شاركوا في هذه القمم، ولا سيما زعماء دول منطقة الخليج، الوقوف في وجه إيران، استجابة لإلحاح من حكومة المملكة العربية السعودية وتحريض دائم من قبل الكيان الصهيوني.

وفعلاً ما جاء في البيان الختامي، وبمعزل عن الملابسات التي أحاطت به، حيث صرّح أكثر من مسؤول شارك في القمة أنّ هذا البيان لم يعرض على المجتمعين، وبالتالي لا يلزمهم، بل يلزم الدولة المضيفة وحدها، إضافةً للولايات المتحدة. ما جاء في هذا البيان أعطى الأولوية لمواجهة إيران، ولكن السؤال المطروح هل نجحت قمم ترامب في الرياض في تحقيق هذه الغاية، وحشد تحالف دولي عريض يضمّ 55 دولة للوقوف في وجه إيران؟

واضح أنّ دولاً عديدة شاركت في القمم وأعلنت معارضتها لأيّ استهداف لإيران، من بين هذه الدول لبنان، حيث أكد رئيس الجمهورية اللبنانية، أنّ بلاده ملتزمة بخطاب القسم والحياد في محاور الصراع الدولية والإقليمية، كما أنّ وزير خارجية العراق، أعلن صراحةً أنّ بلاده لن تساهم في أيّ جهد يستهدف إيران، ومن باب أولى دول أخرى مثل اندونيسيا وباكستان والسنغال، وغيرها من دول تربطها علاقات طيبة مع طهران لن تنجرّ إلى المواجهة مع إيران حفاظاً على مصالح مشتركة معها.

لكن التطوّر الأهمّ الذي حدث بعد القمة، هو اندلاع خلاف علني بين قطر والمملكة العربية السعودية، حول الموقف من إيران والموقف من حركات المقاومة وتحديداً حماس وحزب الله. واضح أنّ الخلاف بين الدوحة والرياض له دلالات هامة ويشير إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي ليست في موقف واحد مع المملكة العربية السعودية.

قطر ليست الوحيدة بين الدول الخليجية التي تعارض تصعيد المواجهة مع إيران حتى لو كانت مواجهة سياسية. مثلاً عُمان تقيم علاقات جيّدة مع إيران، وكذلك الكويت سعت إلى تعزيز علاقاتها معها، والإمارات العربية، كانت دائماً حريصة ألا يتجاوز الخلاف بينها وبين إيران الخلاف على الجزر، لتدارك تدهور كبير في العلاقات بين البلدين يمكن القول إنّ المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وحدهما اللتين تسعيان إلى التصعيد مع إيران والاستجابة للتحريض الأميركي، ولكن ليس بمقدورهما بمفردهما توفير غطاء لنشوء تحالف فعّال في مواجهة إيران، بل إنّ الإصرار على معاداة إيران يقود إلى تصدير الأزمة إلى داخل مجلس التعاون الخليجي، وهذا يلحق أذى كبيراً في مكانة هذا المجلس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى